أبطال مناهضة العنصرية.. «مانديلا» قضى حياته في المعتقلات.. اغتيال «غاندي» على يد الهندوس المتعصبين.. مصرع «بيكو» تحت التعذيب.. سجن «روبين كارتر» مدى الحياة.. &#

تعرف سياسة التفرقة العنصرية بأنها سياسة تقوم على التفرقة في المعاملة بين أصحاب البشرة البيضاء وأصحاب البشرة السمراء وتشمل هذه التفرقة كافة الحقوق سواء في الإسكان أو التعليم أو وسائل النقل.

وظهرت هذه السياسة في أفريقيا أوقات الاستعمار الأوربي وبدأت في الانتشار والتزايد بعد ذلك إلى أن أصبحت واقعا يعيشه أصحاب البشرة السمراء في الدول الأوربية، ورغم تعرض أصحاب البشرة السمراء إلى العديد من المذابح والمأسي إلا أنه ظهر العديد من الأبطال الذين تحاكى عنهم العالم وعن شجاعتهم في مناهضة التمييز العنصري كنيلسون مانديلا، وغاندي، ومارتن لوثر كنج، وغيرهم من أبطال وضحايا التمييز العنصري وهو ما سنحاول عرضه في السطور القادمة.

نيلسون مانديلا
يعتبر نيلسون مانديلا واحدًا من أشهر أبطال وضحايا العنصرية في كافة أنحاء العالم، وله إسهامات عديدة في مجال مناهضة العنصرية ومن بين هذه الإسهامات إشرافه على حملة الحزب التي عرفت بــ"حملة التحدّي" عام 1962 ليجوب البلاد محرضًا على ضرورة مناهضة قوانين الفصل العنصري الظالم وكان جزاؤه السجن والحصار.

وتم منع مانديلا من مغادرة مدينة "جوهانسبورج" لمدة ما يقرب من ستة أشهر، وهو ما دفع الزعيم الأفريقي إلى الانتقال من العمل السلمي إلى التخطيط لتشكيل خلايا سرّية للمقاومة، وبخاصة بعد مذبحة شاريفيل عام 1960 والتي أطلق فيها رجال الأمن النار على متظاهرين سلميين عزّل ليسقط منهم المئات بين قتيل وجريح وإقرار قوانين تحظر الأحزاب والمنظمات المناهضة لنظام الابرتهايد.

وفي عام 1962 سافر مانديلا إلى الجزائر لعقد دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري بالحزب، وبعد عودته تمّ القبض عليه وإيداعه السجن مدى الحياة، وكانت هذه هي اللحظة التي تحوّل فيها مانديلا من مناضل جنوب أفريقي إلى رمز عالمي لمقاومة التمييز العنصري.

وفي عام 1990 أطلق صراح مانديلا بأمر من الرئيس فريديرك دي كليرك، وبدأت أسطورة مانديلا إذ بدأ في العمل على بناء دولة ديمقراطية حديثة، وخاض حملة انتخابية واستطاع الفوز بأغلبية ساحقة ووصل إلى الرئاسة عام 1994.

غاندي
ولا يمكن الحديث عن أبطال وضحايا التمييز العنصري دون الحديث عن غاندي الذي قضى حياته في مناهضة التمييز العنصري بكافة الطرق السلمية، ولكن دعواته باحترام حقوق الأقلية المسلمة لم تنل إعجاب الأغلبية العظمى من أتباع الديانة الهندوسية، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى "ناثورم جوتسى" ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعًا عن عمر يناهز 78 عاما.

ستيف بيكو
أما ستيف بيكو فجعل من زيادة الوعي عند السود بجنوب أفريقيا هدفًا له، وكانت أشهر مقولاته في ذلك هي "أن أقوى سلاح في يد القاهرين هو عقل (وعي) المقهورين".

وتم اعتقال ستيف بيكو أكثر من مرة بسبب مناهضته المستمرة لسياسة النظام الحاكم القائمة على التمييز العنصري، وتوفى نتيجة لأعمال التعذيب التي تعرض لها أثناء اعتقاله ومنذ ذلك الحين أصبح "ستيف بيكو" واحدًا من أهم شهداء النضال ضد الفصل العنصري ورمز للنضال من أجل الحرية والعدالة في جنوب أفريقيا وفي العالم أجمع.

روبين كارتر
يعتبر روبين كارتر واحدًا من أشهر ضحايا العنصرية في العالم، وقام أحد ضباط الشرطة البيض "ديلابيسكا" باضطهاده فألصق به تهمة القتل العمد لثلاثة مواطنين من أصحاب البشرة البيضاء في حانة "بنيوجيرسي"، وعلي آثر هذا الاتهام حُكِم على كارتر وسائقه بالسجن مدى الحياة ثلاث مرّات في نفس الواقعة.

مارتن لوثر كينج
يعتبر مارتن لوثر كينج نموذجًا لأبطال وضحايا التمييز العنصري في العالم، فبضل دعوات لوثر كينج السلمية المطالبة بحقوق أصحاب البشرة السمراء صدر "قانون الحقوق المدنية" عام ١٩٦٤م وفي نفس العام اختير كأول أمريكي من أصل أفريقي كشخصية العام من مجلة تايم عام ١٩٦٤م وفي نفس العام حصل على جائزة نوبل للسلام.

ولكنه لم يهنأ كثيرًا بهذا الإنجاز الذي حققه، ففي عام ١٩٦٨م وأثناء جولة لوثر كينج بمدينة ممفيس أطلق أحد القناصين عليه النار فأصابه في عنقه وتم نقله إلى المستشفى إلا أنه لقي مصرعه بعد ساعات قليلة.