ننفرد بنشر تفاصيل صفقة تبادل الرهائن الخفية بين "داعش" وتركيا
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد دواد أوغلو، مع الساعات الأولى لفجر السبت، نجاح الدولة التركية في تحرير رهائنها الدبلوماسيين لدى ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش"، وانتهت أزمة احتجاز طاقم السفارة التركية في الموصل بمزيد من الغموض والتساؤلات، إذ لم يجري دفع فدية ولم تحدث عملية عسكرية لإنقاذهم.
تم ذلك وسط صمت رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، الذي علق فيما بعد على تحرير الرهائن بأنها كانت نتاج عملية مخابراتية، وأن الإفراج جاء نتيجة ما سماه "عملية تفاوض معقدة استمرت أسابيع" وأن الجيش والمخابرات التركية كانا يعملان على الموضوع منذ اليوم الأول وقاما بتتبع الرهائن كلما تم نقلهم من مكان إلى آخر في الموصل من خلال الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار و"عيون" تركيا المزروعة في الموصل.
حقيقة ما حدث بعيدا عن خطب أردغان الرنانة، كشفها عنصر من دولة العراق والشام "داعش" في تصريح خاص لـ"فيتو" عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أكد خلاله أن ما تسمى "الدولة الإسلامية" بالفعل دخلت في مفاوضات مع "أنقرة" عبر وسيط قطري، وهدفت الصفقة إلى إفراج تركيا عن بعض معتقلين للتنظيم لدى السلطات التركية، قام لواء التوحيد التابع لـ"جبهة النصرة" باختطافهم داخل الأراضى السورية، وسلمهم للجانب التركي مقابل صفقة تسليح حصلت عليها النصرة من الدوحة، وتم إدخالها عبر الحدود التركية، بمعرفة قيادات كبيرة بالجيش التركي.
وأكد قيادي "داعش" في سياق تصريحاته لـ"فيتو"، أنه من بين المعتقلين بالسجون التركية زوجة "حجى بكر" الراجل الثانى في تنظيم الدولة الذي كان ضابطا سابقا بالجيش العراقى وأعلن مبايعته لـ"أبو بكر البغدادي"، ولفت المصدر إلى أن زوجة بكر كانت سببا رئيسيا في تعطيل صفقة تبادل الرهائن منذ وقت طويل، حيث هدفت تركيا إلى الحصول على أكبر قدر من المعلومات خلال استجوابها لكونها زوجة قيادي بارز بالتنظيم ومقرب من البغدادي، وتوسمت مخابرات أنقرة أن تجد لديها بنك معلومات حول "داعش" الذي ينافس الميلشيات المسلحة الأخرى المقربة لتركيا وقطر داخل الأراضى السورية.
وشدد المصدر على أن تصريحات رئيس الوزراء التركي، وتصريحات "أردوغان" مجرد فرقعة إعلامية، حيث خضعت "أنقرة" لشروط "داعش" الكاملة، وقامت بالإفراج عن نحو 100 معتقل من عناصر " الدولة الإسلامية" من بينهم زوجة القيادي "حجى بكر".