كنباوى وكنباوية.. حلقة رقم "13".. ماذا فعلا حيال تأخُّر حوار الرئيس؟!
كنباوية تجلس أمام شاشة التليفزيون وكلها تركيز واهتمام، يمر من خلفها كنباوى فيستفسر منها عن سر جلوسها هكذا دون أن تفعل شيئًا من عاداتها المعروفة له عنها، كتقميع البامية أو تخريط البصل أو تنقية الأرز أو عمل نوع من المخللات أو نوع من المربات، فيقف أمامها ويبادرها القول والسؤال:
> كنباوى: إيه يا كنباوية اللى شادد اهتمامك كده؟ هو فيه حاجة مهمة حتتعرض فى التليفزيون دلوقتى؟ أكيد فيه فيلم لإسماعيل ياسين، أنا عارف إنك بتحبى أفلامه.
- كنباوية: إسماعين ياسين إيه بس، دى قناة "المحور" قالت إنها حتعمل حوار الساعة 8 مع الريس مرسى.
> كنباوى: 8 إيه، ده الساعة دلوقتى داخلة على 10، يمكن لغوه أو الريس رجع فى كلامه، هىّ عادته ولّا حيشتريها؟
- كنباوية: لغوه إيه، ورجع فى كلامه ليه، ده الحوار اللى هو ناوى بيه يحسِّن صورته فى عيون الشعب.
> كنباوى: وفكرك حيعرف؟ ده الشعب كله قرفان منه ومن عمايله.
- كنباوية: يا خبر بفلوس كمان شوية يبقى ببلاش، ودلوقتى نقعد على الحيطة ونسمع الزيطة.
> كنباوى: طيب بحكم خبرتك السياسية والإعلامية يا كنباوية، فكرك إيه اللى أَخَّر الحوار كل ده؟
- كنباوية: بيستعدّوا، الريس بيظبطوه علشان ماحدش يتريق على لبسه، وبيحفّظوه هو حيقول إيه علشان كلامه يطلع مترتب، والناس والإعلام مايضحكوش عليه زى قبل كده، أصله بينى وبينك راجل هلهلى بيقول اللى ييجى على باله ولسانه من غير تزويق.
> كنباوى: هو الحوار ده على الهوا؟
- كنباوية: هو مين يا كنباوى، ده حوار حيتسجل الأول وبعد كده حيتمنتج علشان يشيلوا منه كل اللى مش حيعجب الرئيس، ده لو كان على الهوا كان بقى فيلم كوميدى والناس ضحكت للركب، واتريقت عليه، ده مش بيعرف ياخويا يقول كلمتين على بعض.
> كنباوى: طيب أنا حنزل اتفرَّج عليه على القهوة وأنا باتساير مع صحابى.
- كنباوية: وماله ياخويا مايضرش، على الأقل اقعد اتفرَّج عليه لوحدى بمزاج.
> كنباوى: قصدك إيه يا كنباوية؟ قعدتى معاكى بتقل مزاجك؟
- كنباوية: لا والنبى ياخويا ماقصدش كده يقطعنى ويقطع لسانى الفالت ده، حقّك علىّ يا كنباوى، ده إنت قعدتك ترد الروح، بس أنا عايزة أركّز فى كلامه من غير ما تقوّمنى أعملك شاى أو قهوة، وتفوتنى حتة من الحوار.
> كنباوى: بشوقك يا كنباوية، أنا نازل أهه وسايبهالك مخضّرة، بس على الله يقول حاجة مفيدة، سلام يا كنباوية، العواف عليكى.
- كنباوية: سلام يا كنباوى، والله يعافيك ياخويا.
.. كنباوى ينزل إلى المقهى تاركًا كنباوية لتشاهد حوار الرئيس بمفردها، ويعود الساعة الواحدة صباحًا ليرى كنباوية نائمة مكانها، وما زالت قناة "المحور" تعلن عن بدء حوار الرئيس بعد قليل.
> كنباوى: قومى يا كنباوية نامى فى أوضتك.
- كنباوية: يوه، يقطعنى، ده أنا راحت علىّ نومة وضاع منى حوار مرسى.
> كنباوى: حوار إيه اللى ضاع؟ لا فيه حوار ولا حاجة، بسلامته لسه ماطلعش ولسه بيعلنوا عن بدء الحوار بعد قليل.
- كنباوية: ليه ياخويا، هىّ الساعة كام دلوقتى؟
> كنباوى: الساعة 1 يا كنباوية.
- كنباوية: واحدة، ده حوار إيه ده اللى بعد منتصف الليل، ده حوار سواريه خالص، هو الريس مش بينام بدرى بعد صلاة العشا، إيه اللى خلاه يسهر كده؟
> كنباوى: والله ما انا عارف، يلّا بينا ننام، خلِّى الواحد يعرف يروح شغله بكرة وهو فايق.
- كنباوية: يلّا ياخويا، ولو الحوار جه يبقى بكرة نشوفه، أكيد كل القنوات حتعيد إذاعته تانى يوم.
> كنباوى: عين العقل يا كنباوية، وأنا علشان عقلك ده حعتبر إن النهارده الخميس، وحضبطك علشان تبطلى تقوليلى ياخويا تانى، أنا زهقت يا ولية من الكلمة دى، نفسى تبطليها.
- كنباوية: طيب إيدى على كتفك، وأنا أبطلها، ما هو انت السبب، انت اللى ناسينى.
> كنباوى: خلاص يا كنباوية مش حنساكى تانى، وأهه حفكرك بيّا النهارده، بينا على الأوضة.
.. فرحت كنباوية وكادت أن تزغرد، لولا أن كنباوى نبّهها إلى استيقاظ الأولاد، فامتنعت عن الزغاريد، وهى تقول: والله أنا ما كان يثنينى عن إنى أشوف حوارك يا سى مرسى إلا الشديد القوى، ومافيش يا خويا شديد قوى أكتر من رضا سى كنباوى عنى، مانعطلكش يا ريس، وكل حوار وانت طيب.
.. ودخلت كنباوية الحجرة تتبع كنباوى غير آسفة على تأخّر إذاعة حوار الريس مرسى، وأُغلق الباب وأُطفأت الأنوار ونزل الستار عن حكاية الحوار، وراحت ترج أركان شقة كنباوى وكنباوية الضحكات.