الحرس الثوري الإيراني رأس الحربة لمواجهة تحالف الحرب على «داعش».. أسسه «الخميني» لقمع معارضيه وحلفائه في الثورة.. قمع «الانتفاضة الخضراء».. صنفه الكونجرس الأمريكي منظمة إ
طالب المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي، «الحرس الثوري» بوضع خطط عملية للتعامل مع احتمال حدوث عمليات نتيجة التحالف الدولي في الأشهر المقبلة من نشر قوات برية أمريكية في العراق وبدء عملية الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا ودخول المعارضة المسلحة المعتدلة العاصمة دمشق.
تكوين الحرس الثوري
الحرس الثوري الإيراني هو الجيش العقائدي والحرس الوفي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، أسس في 5 مايو 1979 بعد الإطاحة بنظام الشاه، عبر مرسوم من قائد الثورة الإمام آية الله الخميني، ووضع تحت أمرة المرشد المباشرة، وقائده اليوم هو الفريق محمد على جعفري، فيما يعد قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخامنئي القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية التي تشمل إضافة إلى الحرس الثوري، جميع أركان الجيش الإيراني.
ينضوي تحت هذا الحرس، قوات التعبئة العامّة المعروفة باسم الباسيج، والحرس الثوري مجهّز بقوات برية وبحرية وسلاح الجو والاستخبارات الخاصة به، علاوة على القوات الخاصة.
ويضم في صفوفه أكثر من 125 ألف مقاتل، منهم 100 ألف جندي وضابط تابعون للقوات البرية والجوية، فيما يبلغ عدد عناصر القوات البحرية أكثر من 20 ألفًا، إضافةً إلى الاستخبارات والقوات الخاصة.
ويمتلك الحرس الثوري أنواعًا عدة من الأسلحة، تتضمن صواريخ ودبابات وطائرات مقاتلة، قسم كبير منها صناعة روسية، من أبرزها «عائلة شهاب، خيبر، رعد، النازعات»، وللحرس الثوري وحدات صغيرة مزودة بالدروع تعادل الوحدات التقليدية للجيش، يتم تدريبها للبعثات والحرب غير المتناظرة، وتشير بعض التقارير إلى أنها تضم ما بين 12000 و13000 جندي.
وتتركز قواعد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني في الخليج، خاصة قرب مضيق هرمز، وهذه القوة يمكنها استخدام الأسلحة التقليدية والقنابل والألغام والأسلحة البيولوجية، وبإمكانها تنفيذ عملياتها في الخليج وخليج عمان، ووفقًا لبعض التقارير تمتلك هذه القوات على الأقل 40 زورق دورية مزودًا بالأضواء، و10 زوارق دورية مزودة بصواريخ موجهة مضادة للسفن «Cـ 802»، إضافة إلى قذائف «HY - 2» البرية المضادة للسفن، وبعض هذه النظم يمكن أن يعدل ليحمل رءوسًا نووية صغيرة.
تشكيلاته
يشرف الحرس على ميليشيا «الباسيج»، ويضم نحو 300 ألف متطوع 90 ألفا منهم في الخدمة والباقي احتياط، وكذلك «فيلق القدس» (يضم 50 ألفا – 12 ألفا حسب أدق التقديرات) وهو الجناح العسكري الذي يقوم بعمليات خارج الحدود خاصة مع حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق والشيعة في أفغانستان، وعلى الرغم من أن عدد عناصره غير معروف، إلا أنه يقدر بنحو 50 ألف عنصر، ويقوده حاليًا العميد قاسم سليماني، وفيلق أنصار المهدي وهو مكلف بحماية كبار قادة إيران «باستثناء المرشد الأعلى» وأعضاء البرلمان.
ويعرف عن أعضاء الحرس الثوري حماسهم الديني وولاؤهم الأعمى للنظام وجاهزيتهم للدفاع عنه ضد « أعداء الداخل والخارج »، مما جعلهم موضع تكريم القيادة وتمتعهم بنفوذ كبير داخل أجهزة الدولة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
أداة للقمع
ولعب «الباسدران» دورا أساسيا في قمع معارضي الخميني، وقام بمئات عمليات الإعدام في شوارع إيران باسم الثورة، وكما كان أداة الخميني في قتل حلفائه في الثورة وخاصة التيارات اليساري.
وشارك في قمع القوميات غير الفارسية وأصحاب الرأي الآخر، بل وحتى في فرض الحجاب على الإيرانيات في ثمانينات القرن الماضي.
واستخدمه على خامنئي، لقمع الحركة الإصلاحية في إيران التي كان قادتها شركاء في الحكم مع خامنئي والفئات المتشددة، وبدأت العملية منذ عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي «1997- 2005» وبلغت ذروتها في سحق انتفاضة الحركة الخضراء بقيادة ميرحسين الموسوي ومهدي كروبي عام 2009، إذ قام الحرس الثوري بالتزوير والتلاعب بالأصوات لصالح مرشحه المفضل محمود أحمدي نجاد.
الإمبراطورية الاقتصادية
ذكرت دراسة بحثية أصدرها مركز «أميركان انتربرايز انستيتيوت» بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الحرس الثوري يتحكم في اقتصاد إيران ويصل عبر توسع بطيء في المشاريع الاقتصادية التي يمتلكها الباسدران، التي جعلت من الشريحة التي يحتلها في الاقتصاد الإيراني تقدر بنحو 80 مليار دولار، على هيئة موجودات يمتلكها ملكية مباشرة.
وهناك نحو 600 ألف نسمة من جميع أنحاء البلاد يعملون في مشروعات يمتلكها الحرس الثوري أو يسيطر عليها وهو ما يجعل الحرس الثوري ثاني أكبر صاحب عمل في البلاد بعد الحكومة نفسها.
ويعد البرنامج النووي الإيراني هو جوهرة التاج في الإمبراطورية المالية للحرس الثوري وهو البرنامج الذي كلف البلاد ما يزيد على 10 مليارات دولار حتى الآن.
الوجود السياسي
كما يحتل الأعضاء السابقون بالحرس الثوري ثلث المقاعد في مجلس الشورى الإسلامي «البرلمان» وهناك 20 محافظا من محافظي المحافظات الإيرانية الـ32 من قيادات الحرس الثوري.
صاحب العمليات القذرة
ولعب الحرس الثوري دورًا كبيرا في الحرب ضد العراق بين 1980 و1988، وكان له دور كبير في العمليات العسكرية، حيث قاد العديد من المعارك والهجمات التي أدّى بعضها لإعادة السيطرة على بعض المدن الإيرانية من يد الجيش العراقي.
ويعرف عن الحرس الثوري وفيلق القدس بأنه صاحب العمليات القذرة خارج إيران وخاصة في المنطقة العربية، فقد عمل الحرس الثوري بجد على القيام بمهمات إرهابية ضد المعارضة الإيرانية في الخارج، وفي دول الجوار، تطورت إلى التدخل في الشئون الداخلية لدول عربية ذات سيادة، منها العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وفي السنوات الأخيرة، ظهر الحرس الثوري كداعم رئيسي للجناح المسلح من الحركة الفلسطينية بما في ذلك حماس، والجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين. كما يهيمن الحرس الثوري أيضا على عدد من الجماعات المسلحة سواء من السنة أو الشيعة في العراق، وأفغانستان، وباكستان. وفي نزاع غزة الذي نشب في نوفمبر 2012، أُطلقت صواريخ فجر 5 التي صنعها الحرس الثوري وقدمها للجهاد الإسلامي وحماس والتي استهدفت أهدافا في تل أبيب والقدس.
منظمة إرهابية
في 2007 أصدر الكونجرس الأميركي قرار باعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابي، وصوت مجلس النواب الأميركي بغالبية كبيرة على نص يلزم الإدارة الأميركية بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحتها للمنظمات الإرهابية.
وفي عام 2008، صوت مجلس الشيوخ الأميركي بالأغلبية لصالح قرار يحث الرئيس جورج دبليو بوش على تصنيف الحرس الثوري باعتباره جماعة إرهابية. ونفذ ذلك فعلا بعد شهر، واستمر في تطبيق عقوبات قاسية تستهدف المصالح المالية للحرس الثوري.