"مرض مرسي"بين كماشة الصحف.. عيسى: صحة الرئيس ليست خطًا أحمر.. مكرم: آثارها سلبية على الاقتصاد

عانت الصحف المصرية وصحفيوها، لسنوات طويلة من حظر رقابى مرفوض حول تناول أخبار تتعلق بصحة الرؤساء، إلا أن الأمر بعد ثورة 25 يناير بات مختلفًا، فقد شهدت الأيام الأخير تقارير صحفية بشأن إصابة الرئيس محمد مرسي بورم، قد يؤثر بشكل كبيرة على اتزانه العصبى والنفسي.

وبشكل أكثر توضيحًا، فإن إصابة الرئيس مرسى، بحسب التقرير، تعرضه لحركات لا إرادية كثيرة نتيجة الضغط على الأوردة المغزية لمراكز الإدراك بالمخ.

صحة الرئيس مرسى، ليست الواقعة الأولى فى تاريخ الصحافة المصرية، فقد سبق وتناول الزميل الصحفى ابراهيم عيسى خطورة الوضع الصحى للرئيس السابق حسنى مبارك، الأمر الذى عرضه للمحاكمة وصدور حكم بالسجن، إلا أن الحكم لم ينفذ بسبب صدور عفو رئاسى عنه.

وفى سياق ذلك، قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، إن صحة الرئيس تعد من أهم الأمور الخاصة باستقرار البلاد، وبالتالى ولابد أن يتحرى كل صحفى الدقة عند مناقشة هذه القضية، كأن يتجه مثلا بسؤال إلى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، وفى حالة عدم حدوث ذلك، يكون على الرئاسة التحرك سريعا لنفى أو تأييد الخبر.

أضاف: "صحة الرئيس ليست خطًا أحمر، ويمكن لأى صحفى أن يتناولها، كما يجب على مؤسسة الرئاسة أن تتعامل مع الأمر، وفقًا للاجراءات الطبيعية، وتحديدًا لأن هذا الأمر يحدث بكل دول العالم، مثلما حدث عن مرض رئيسى الجزائر والعراق ومؤخرًا ملك السعودية"، مستبعدًا صدور أحكام بالسجن ضد الصحفيين الذين تناولوا قضية مرض الرئيس مرسي.

فى الوقت نفسه، أكد مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، أنه لا يمكن اعتبار صحة الرئيس، أمرا يحرم الكلام فيه، لا سيما أنه أمر يهم كل المجتمع، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ذلك لا يجوز المبالغة فى أمور ليس لها وجود، لأن الحديث غير المؤكد فى هذا الشأن وفى تلك الظروف، يؤدى إلى حالة من الجدل والبلبلة فى صفوف الرأى العام، وربما الإضرار بالاقتصاد والاستقرار السياسي.

ومن الناحية القانونية، ركز الدكتور شوقى السيد، أستاذ القانون والفقيه الدستورى، على أنه من واجب الصحفيين نشر الأخبار الخاصة بصحة رئيس الجمهورية، باعتباره شخصية عامة، متمسكًا بضرورة أن تكون هذه المعلومات غير مجهلة، حتى لا يتعرض الصحفى عرضة للمساءلة القانونية.

وأشار إلى أنه للمؤسسة الرئاسة الحق فى مقاضاة الصحفى الذى ينشر أخبارًا غير صحيحة عن صحة الرئيس بما يضر البلاد.