هل حقا تريد أمريكا القضاء على داعش؟!
يقولون إن أمريكا وتابعها بريطانيا تنويان تشكيل تحالف دولي للقضاء على تنظيم داعش، وإن هذا التحالف يضم إسرائيل ويستثني كلا من سوريا وإيران! كما يقولون أيضا إن الوقت اللازم للتغلب على تنظيم داعش قد يطول، ليتجاوز عهد الإدارة الأمريكية الحالية وإن هذه الإدارة لن ترسل قوات برية لحسم المواجهة!
يمكننا القول إن الشيطان الأكبر قد نجح في تضليل الرأي العام وسوقه إلى منطقة قتل معدة بعناية، وإن الويل ثم الويل والثبور لمن يقبل بالدخول في تحالف الشياطين. بعد أربعة أعوام من القتال وسفك الدماء في سوريا تحت رعاية الشيطان الأكبر وعملائه في المنطقة، تواصل الجماعات الإرهابية الأخرى التي توصف بالمعتدلة دورها الإجرامي بالتعاون والتنسيق مع إسرائيل، وآخر هذه الجرائم هو السيطرة على معبر القنيطرة الفاصل بين سوريا والجولان المحتل، بعد أن سيطر مسلحو «جبهة النصرة» و«جبهة ثوار سوريا» على معبر القنيطرة. وأنزلوا العلم السوري عن دوار العلم وقرية الرواضي، بدعم مباشر من المدفعية والطائرات الإسرائيلية في ظلّ معارك عنيفة مع الجنود السوريين وحلفائهم.
ترى هل تريد واشنطن القضاء على الإرهاب بشتى صنوفه وأشكاله أم أنها تسعى فقط (للقضاء) على تنظيم داعش، كون هذا يمنحها المزيد من السيطرة السياسية على المنطقة عبر فرض شروطها على الدول المذعورة من داعش وجرائمها، ويقدمها في نفس الوقت باعتبارها المنقذ المخلص لشعوب المنطقة من خطر الإرهاب الذي يذبح ويأسر ويأخذ النساء سبايا؟!
لو كانت أمريكا صادقة حقا في مناهضة تنظيمات الإرهاب ومن ضمنها داعش لأمرت حليفها التركي بإغلاق الحدود والمعسكرات التي يقيمها هذا النظام العضو في حلف شمال الأطلسي والتي يتدرب فيها إرهابيو داعش والنصرة.
لو كانت أمريكا صادقة حقا فيما تدعيه لمنعت تابعها التركي (اللص الشريف) من بيع النفط السوري العراقي في الأسواق العالمية ولمنعت التحويلات المالية من الوصول إلى داعش وأخواتها، ولانتهى ذلك العرض المسرحي القذر خلال نفس المدة المقترحة من دون حاجة لإرسال طائرات ولا غيرها.
الذين سيتحالفون مع أمريكا ضد داعش عليهم أن يسألوا أمريكا قبل أن يوقعوا على بياض، هل سيشمل هذا التحالف بقية التنظيمات والجماعات الوهابية القاعدية، أم أن الأمر سيبقى قاصرا على داعش لأنه قتل الصحفيين الأمريكيين؟!
ما الذي يمنع بعد الانتهاء من داعش أن تحرك أمريكا ميليشيات الإخوان في مصر وتمنحهم السلاح لأنهم (معتدلون) وتسميهم (مقاتلون من أجل الحرية)؟!