رئيس التحرير
عصام كامل

الشوادفي: بلاغات العبوات الناسفة آخر سنتين تفوق بلاغات 40 سنة

فيتو

  • التمويل أهم العقبات والمحافظة هي المسئول عن ميزانية الدفاع المدني
  • الإدارة ليس بها كلاب حماية للبحث عن مواقع العبوات الناسفة
  • طالبت محافظ الشرقية بإنشاء وحدة لكلاب المفرقعات ولا استجابة
  • ما لدينا من سلالم معطل والآخر يحتاج لصيانة منذ 2011
  • ضباط وأفراد الدفاع المدني يواجهون خطرا كبيرا

إدارة الحماية المدنية في محافظة الشرقية تلقت بلاغات عن الحرائق والعبوات الناسفة والمفرقعات آخر سنتين تفوق البلاغات التي تلقتها في 40 سنة.

هكذا يؤكد العميد أحمد الشوادفي، مدير إدارة الحماية المدنية بمديرية أمن الشرقية، في حوار لـ "فيتو"، ويكشف عن أن إدارته تعمل بلا سلالم أو كلاب لكشف المفرقعات. 

وحول المشاكل التي تواجه الإدارة، وعمليات التطوير والخدمات الأمنية الموجهة للمواطن الشرقاوي في إطار إعاده الهيكلة.. دار الحوار التالي: 

*ما هي قوة قطاع الحماية المدنية بمحافظة الشرقية؟
قطاع الحماية المدنية مقسم إلى 4 أقسام هي "الإطفاء، الإنقاذ النهري، الإنقاذ البري، وقسم المفرقعات"، وكل قسم لا يقل خطرا وصعوبة عن الآخر، وبمحافظة الشرقية الحماية المدنية تمتلك 61 نقطة إطفاء و4 أقسام كبرى، أما الإنقاذ البري بمعداته فيوجد بمركزين فقط بمدينة العاشر من رمضان ومركز الزقازيق؛ لصعوبة الحصول على الأدوات المستخدمة به وارتفاع أسعارها.

*ماذا عن دور قطاع الحماية المدنية كأحد أهم القطاعات الخدمية في وزارة الداخلية؟
عملنا يقوم على أساس تقديم خدمة أمنية سريعة في وقت قياسي؛ لإنقاذ حياة المواطنين أثناء الحرائق والكوارث، وهذا ما كنا نقوم به في الماضي ومستمرون به، وتعتمد هذه الخدمة بقطاع الحماية المدنية بالشرقية أولا على الضباط والأفراد وروح العمل القوية المتأصلة بداخلهم رغم قلة الإمكانيات، وهناك أيضا عمليات تطوير مستمرة داخل القطاع للوصول بمهمتنا في خدمة المواطنين إلى أعلى درجة من الأداء.

*ما هي أهم عمليات التطوير التي يشهدها قطاع الحماية المدنية بالشرقية؟
نسعى دائما لتطوير خدمة القطاع للمواطنين، بمحاولة الحصول على سيارات على أحدث مستوى، فالقطاع هذا العام وضع ميزانية العام الماضي كاملةً للتعاقد على شراء سيارة إنقاذ بري بميزانية 2.8 مليون جنيه، ميزانية القطاع السنوية تم طلبها من المحافظة، بالإضافة إلى تدعيم القطاع بـ 17 سيارة إطفاء جديدة في محاولة لسد العجز بالسيارات المتهالكة والمعطلة عن العمل. 

كما قامت وزارة التعاون الدولي بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، بتوفير مليون و300 ألف جنيه للقطاع لشراء 3 سيارات "أفيكو"، و5 سيارات نجدة لعمليات الحرائق.

*ما هي أهم المخاطر التي تعرض لها رجال الحماية المدنية بالشرقية؟
قطاع الحماية المدنية عانى بشدة من كثرة الأحداث سواء حرائق كبيرة أو عمليات تفجيرية والعثور على قنابل وعبوات ناسفة بأماكن حيوية كثيرة ببعض مراكز المحافظة، فعدد المحاضر التي شهدتها محافظة الشرقية خلال عامي 2013 و2014 عن الحرائق والبلاغات عن حدوث انفجارات والعثور على عبوات ناسفة وقنابل، يفوق عددها خلال الـ 40 عاما الماضية.

*كيف يتم التعامل مع بلاغ العثور على قنبلة بالأماكن الحيوية؟
بداية أول أمر يتم اتخاذه فور ورود بلاغ بالعثور على جسم غريب بأي مكان، سواء منطقة حيوية أو مكانا خاليا، هو إرسال أقرب سيارة مطافئ لمكان البلاغ لعمل كردون أمني حول المنطقة، وعلى الفور يتم تكوين فريق من قسم المفرقعات والمطافئ والانتقال لمكان الحادث، وأول شيء نقوم به فور وصولنا هو إبعاد المواطنين عن الجسم الغريب، ثم نقوم بفحصه بجهاز يصور لنا العبوة وما تحتويه وتوضح لنا سواء كانت سلبية أو إيجابية وتحوي متفجرات، وإذا ثبت أن بها متفجرات، يبدأ ضباط الإدارة في ارتداء البذلة الواقية من المتفجرات ويخرج جميع الفريق خارج الكردون ويتم التواصل معهم عبر اللاسلكي الخاص بالبذلة، ثم نأتي بمدفع المياه وهو عبارة عن ماسورة مياه وبه عدة أنواع من الطلقات يتم تركيبه بشكل معين يتطابق مع العبوة ونوعها، وتوجيهه لبطارية العبوة مباشرة، وتحديد مكان الدائرة الكهربائية، وإطلاق طلقة عليها تكون 1600 ميل في الثانية، أي أنها أسرع من سرعة التيار الكهربائي نفسه، وبهذا يتم فصل التيار الكهربائي عن العبوة "القنبلة" وتصبح عبوة سلبية، ثم بعد ذلك نقوم بتجميع المحتويات وتحويلها للمعمل الجنائي للفحص، وتحديد هوية الجاني ومعرفة هل تم وضع قنابل من هذا النوع في أماكن أخرى بالشرقية أم لا.

*هل تؤثر كثرة البلاغات وما شهدته الشرقية من أحداث تفجيرات وحرائق على حالة الضباط والأفراد بالقطاع؟
نعم تؤثر ونحن جميعًا نعيش في إرهاق جسدي ونفسي، وأعصاب ملتهبة خوفًا من حدوث أي انفجار ينتج عنه مصرع مواطنين أو انهيار مبانٍ بسبب كثرة انتشار القنابل وتزايد العمليات الإرهابية بالمحافظة، ولكن في نفس الوقت في هذه الحالة يتم السيطرة عليه بالروح العالية والقوية لجميع الضباط والأفراد؛ لأن مهمتهم الأولى والأخيرة هي إنقاذ أرواح البشر حتى لو كان ذلك على حساب أرواحهم، وعندما نتلقى أي بلاغ بالعثور على جسم غريب، نتحرك جميعًا لفحصه وحماية المواطنين إذا كان قنبلة وعبوة ناسفة دون النظر لأنفسنا، وكل التركيز ينصب على كيفية التخلص من هذا الجسم بسرعة دون تعرض المواطنين للخطر.

*ما هي أهم العقبات التي تواجه إدارة الحماية المدنية بالشرقية؟
التمويل هو أهم العقبات التي تواجهنا بالإدارة، فالمحليات هي المسئول الأول والأخير الذي يتولى ميزانية الإدارة بجميع المحافظات، والمحافظة بالشرقية ضعيفة الإمكانيات مما يؤثر علينا بالسلب، وضباط وأفراد الإدارة يواجهون خطرا كبيرا وهو عدم وجود سلم إنقاذ سليم نقوم باستخدامه، فالسلمان الذين لدينا أحدهما معطل نهائيًا، وآخر يحتاج لصيانة منذ عام 2011 بتكلفة مليون و500 ألف جنيه، وحتى الآن لم تتم الصيانة بسبب مشكلة قانونية بين المحافظة والشركة الموردة، مما يعرض الأفراد للخطر لأنه غير صالح للاستخدام، ومع ذلك نقوم باستخدامه وقت الضرورة.

*ماذا عن دور "كلاب الحماية" في اكتشاف القنابل والعبوات الناسفة؟
الإدارة ليس بها كلاب حماية للبحث عن مواقع تواجد العبوات الناسفة والمفرقعات، وبصفتي طالبت محافظ الشرقية الدكتور سعيد عبد العزيز، بتوفير قطعه أرض 600 متر، لإنشاء وحدة لكلاب الأمن والحراسة وكشف المفرقعات، ولكنه قال لنا إن المحافظة لا تمتلك قطعة أرض بهذه المساحة. 

*هل تأثر ضباط وأفراد الحماية المدنية بالفجوة التي حدثت بين المواطنين والشرطة عقب ثورة 25 يناير؟
رجال الحماية المدنية لم يتأثروا نهائيًا بهذه الفجوة أو العداء الذي نشب بين المواطنين والشرطة خلال ثورة يناير أو بعدها، فجميع المواطنين يعلمون جيدا دور رجل المطافئ وفرق الإنقاذ، في حمايتهم وتأمينهم، وفي ظل الأوقات العصيبة التي مرت بها البلاد لمس المواطنون مدى تفاني قوات الحماية المدنية في حمايتهم، وعدم الاكتراث بحياتهم الشخصية أو الخوف من الموت في سبيل إنقاذهم.
الجريدة الرسمية