بالصور.. قصة "خادمة مصرية" تحولت إلى أشهر كاتبة أمريكية.. "شيماء" طفلة كانت تعمل 20 ساعة يوميا.. تحولت إلى جارية في عهد "مبارك" بالإسكندرية.. وأمريكا أعتقتها من عالم العبودية ومنحتها الجنسية
القصص المأساوية التي تتعرض لها نساء وفتيات مصر، لم تقتصر على الداخل، بل امتد صداها ليصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتضرب فتاة مصرية في عمر الزهور نموذج مشرف أشاد به المجتمع الأمريكى، وتغافلت عنه مصر، فتاة تحولت من مجرد خادمة تسعى لمعاونة عائلتها الكبيرة، إلى مصدر اهتمام للصحف الغربية.
إنها "شيماء هال"، بنت مصرية تبلغ من عمرها 24 عاما الآن، وتعيش في جنوب كاليفورنيا بمدينة "أرڤاين" كتبت كتابا عن قصة حياتها واسم الكتاب (البنت المختفية).
شيماء طفلة من عائلة مصرية فقيرة جدًا بالإسكندرية واحدة من 11 ابنا، وأبوها عامل بناء بسيط الحال.
عام 1998 كانت شيماء عمرها 8 أعوام، أخذها والداها للعمل كـ"خادمة" لدى عائلة ثرية بالإسكندرية في بيت رجل يدعى عبد الناصر عيد يوسف إبراهيم، وحرمه السيدة أمل أحمد عويس عبد المطلب، مع ثلاثة أطفال بعمر شيماء وأصغر.
هذه الفتاة حسب روايتها كانت تعمل 20 ساعة يوميا لدى هذه الأسرة، حيث كانت تستيقظ قبل الكل وتنام آخرهم، وتخدم الزوج والزوجة والأطفال بأتم حال.
عام 2000 حصلت العائلة المصرية الثرية التي كانت تعمل لديها "شيماء" على هجرة إلى جنوب كاليفورنيا، وأرادوا اصطحاب الخادمة معهم، وقد اخبروا أهلها بتلك الرغبة فوافقت أسرتها الفقيرة على هجرتها، وقام الرجل الثري بتبنى الطفلة الفقيرة على الأوراق الرسمية ليتمكن من اصطحابها كخادمة لأسرته.
اشترى عبد الناصر بيتا ضخما في مدينة "أرڤاين" جنوب كاليفورنيا، وكانت الخادمة بلغت حينها 10 سنوات، لم ترحم هذه الأسرة الطفلة البسيطة التى أهانها ضيق الحال، وطلبوا منها النوم في "جراج" البيت، واستمرارها في عملها لخدمة هذه العائلة المصرية الغنية، وقد كانت تمكث بالبيت طول الوقت لتلبية احتياجات هذه الأسرة منذ الصباح حتى المساء رغم فارق الزمان والمكان.
أراد الله أن يكتب نهاية لهذه المأسأة الإنسانية التي ظلت قائمة في مصر بعد نظام بائد حول شعبه إلى عبيد، فانتبهت إحدى الجيران إلى حالة الطفله، التي لا تذهب للمدرسة وتعمل 20 ساعة باليوم بملابس بالية وأخبرت السلطات الأمريكية عن هذه الحالة الغريبة.
وفى اليوم الثانى، فعلت واشنطن مع مواطنة مصرية مهاجرة ما لم تنتبه له سلطات وطنها، وأثناء عملها في قضاء احتياجات العائلة الثرية التى استبعدت الطفلة في الداخل والخارج، دق جرس الباب وإذا بالشرطة الأمريكية تقتحم البيت وتلقي القبض على عبد الناصر وحرمه أمل، وتلقيهم بالسجن وتحرر الطفلة شيماء من بيت العبودية.
اليوم شيماء استكملت عامها الـ 24، وتم منحها الجنسية الأمريكية، وتقيم مع عائلة أمريكية، وتداول بالمدرسة وكتبت كتابا يحمل سيرتها الذاتية عنوانها "الفتاة المختفية" الذي لاقى رواجا بالأسواق الأمريكية.