الإسكتلنديون يحسمون خيارهم بشأن الاستقلال.. اليوم
يتهافت الناخبون الإسكتلنديون، اليوم الخميس، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي حول استقلال إسكتلندا الذي قد يؤدي إلى انفصالها عن المملكة المتحدة وقيام دولة جديدة في أوربا.
بدأ سكان إسكتلندا اليوم الخميس التصويت في استفتاء سيقرر ما إذا كانت بلادهم ستستقل أو تبقى جزءًا من المملكة المتحدة. وبعد يوم مكثف من الحملات توافد الناخبون على مراكز الاقتراع في المدارس والقاعات المحددة لذلك فور أن بدأت رسميًا عملية التصويت صباح اليوم ليقرروا مصير اتحاد مستمر منذ 307 سنوات.
ومن المتوقع بحلول صباح غد الجمعة، ظهور نتائج هذا الاستفتاء الذي تشهده 32 دائرة انتخابية. ويأمل مؤيدو الاستقلال، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2016 وفقًا للخطط الحالية، تحقيق مزيد من الازدهار الاقتصادي لبلادهم وتهيئة سبل أقصر لاتخاذ القرارات الحاسمة بها. ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي تم إجراؤها حتى الآن فإن نسب المؤيدين والمعارضين للاستقلال متقاربة للغاية.
ولأسباب عدة تتراوح ما بين المصلحة الوطنية ومقتضيات الجغرافيا السياسية تأمل معظم الدول من بكين إلى واشنطن ومن موسكو إلى نيودلهي من أجل بقاء المملكة المتحدة متماسكة حتى لا تخلق سابقة معدية لتفكك دولة في وقت مضطرب. ومن بين شركاء بريطانيا في الاتحاد الأوربي قالت ألمانيا صراحة إنها تفضل بقاء بريطانيا موحدة، بينما تأمل دول أخرى مثل إسبانيا وبلجيكا وإيطاليا، ألا يؤدي تصويت الإسكتلنديين إلى تفاقم مشاكل تؤثر على تماسكها الوطني. ولدى روسيا والصين - وهما غالبا على خلاف مع بريطانيا في مجلس الأمن الدولي - أسباب محلية تمنعهما من تمني حدوث اضطرابات في الدولة الاستعمارية القديمة في ظل حرص البلدين على إخماد رغبات الانفصال في الداخل.
أما الجماعات التي تتطلع إلى أن تصبح إسكتلندا دولة ذات سيادة فهي الشعوب المحرومة من دولة مستقلة مثل الكتالونيين في إسبانيا والكشميريين في الهند والأكراد المنتشرين في تركيا والعراق وإيران الذين يتوق كثير منهم إلى تقرير المصير. وتسعى حكومة منطقة كتالونيا في برشلونة إلى الدعوة إلى استفتاء غير ملزم على الاستقلال في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني، لكن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، وصف هذا الاستفتاء واستفتاء إسكتلندا بأنه "طوربيد لنسف الروح الأوربية".
وأوضحت الولايات المتحدة على لسان الرئيس باراك أوباما، أنها تريد بقاء بريطانيا "شريكًا قويًا وموحدًا وفعالا" لكنه قال إن الاختيار متروك لإسكتلندا.