رئيس التحرير
عصام كامل

"العلاج بالقرآن".. آيات لتعجيل الزواج وأخرى لتأخر الحمل.. سور لعلاج الضغط والسكري والصداع.. علماء الدين: القرآن علاج نفسي وليس عضويًا.. الدجالون يستغلون "الفرقان" في النصب على البسطاء

 القرآن الكريم
القرآن الكريم

آيات لتعجيل الزواج وأخرى لجلب الحبيب وثالثة للشفاء من أمراض القلب ورابعة للعلاج من مرض السكري، هكذا امتلأت إعلانات من يعتبرون أنفسهم "معالجين بالقرآن"، والتي انتشرت على مواقع الإنترنت بصورة جعلت العديد من المصريين يقبلون على هؤلاء باعتبار أنهم يملكون "الوصفة السحرية لحل جميع أنواع المشكلات".


تعجيل الزواج وتأخر الحمل
يروج بعض هؤلاء إلى آيات معينة وسور بعينها، ويدعون أن قراءة سورة المعراج يوميًا صباحًا وسورة الواقعة ليلة الجمعة لتعجيل الزواج أما من تكتب سورة الكوثر سبعين مرة وتحملها فإنها تتزوج في خلال أسبوع أما من تكتب أول سبع آيات من سورة (الفتح) بالمسك والزعفران وماء الورد على لباس الفتاة فإن ذلك يعني أنها ستتزوج في القريب.

أما علاج تأخر الحمل بالقرآن فيكون من خلال قراءة بعض الآيات من سورة الشورى قبيل الجماع بين الزوجين، وتبدأ القراءة بعد انتهاء الدورة الشهرية للمرأة ولمدة 14 يومًا.

الأمراض المستعصية والدمامل
كما أن الأمراض وبخاصة المستعصية منها، فكان لها النصيب الأكبر من وصفات العلاج بالقرآن، فلعلاج الكلى تقرأ الفاتحة والصمدية 7 مرات على ماء ويشرب منه مدة 7 أيام في حين أن علاج الضغط هو قراءة الفاتحة 7 مرات على ماء ويشرب على الريق لمدة 7 أيام، فيما يكون علاج السكري من خلال قراءة الفاتحة والصمدية 7 مرات على ماء ويدهن به الجسم خارج الحمام ويشرب منه لمدة 7 أيام.

وللدمامل والحبوب تقرأ سورة المرسلات 7 مرات على ماء ويدهن منه مكان الحبوب فيما يكون علاج الصداع من خلال كتابة الآيات في ورقة بيضاء بلا سطور وعند الإحساس بالصداع توضع الورقة على الرأس ليذهب الصداع بإذن الله.

لا يوجد علاج بالقرآن
ولكن مع زيادة إقبال المصريين وبخاصة البسطاء منهم على من يطلقون على أنفسهم معالجين بالقرآن الكريم، كان تعليق الدكتور مبروك عطية، أستاذ ورئيس قسم اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر والذي نفى وجود ما يسمى بـ«العلاج بالقرآن»، موضحًا أن القرآن الكريم، شفاء لما في الصدور، من الشك والوساوس التي تصيب الإنسان.

واستشهد خلال حديثه في برنامج «الموعظة الحسنة»، بحادثة السيدة، التي أصابها «صرع» على عهد رسول الله، صلي الله عليه وسلم، ولم يبادر الرسول بعلاجها بالقرآن، لكن طلب منها الاختيار بين أمرين؛ أن تصبر ولها الجنة، أو أن يدعو الله لها وتشفى من الصرع.

دجالون ومرتزقة
ومن جانبه، قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الشريف السابق، إنه لا يوجد ما يسمى بـ"العلاج بالقرآن"، موضحًا أن القرآن ليس كتابًا طبيًا وإنما هو كتاب يشفي ما في الصدور من أمراض القلق والوساوس، معتبرًا أن من يدعون أنهم يعالجون الأمراض بالقرآن هم مجموعة من "المرتزقة" الذين يمارسون الدجل باسم القرآن.

وأضاف أن: النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "تداووا عباد الله فإن الله خلق لكل داء دواء"، ولم يقل عالجوا أنفسكم بالقرآن، حتى إن أحد الأشخاص أتى إليه النبى، صلى الله عليه وسلم، وقال له "آخر ممروض"، فقال النبي: "اسقه عسلا" ولم يقل له اقرأ له القرآن.

وتابع عاشور: "إن القرآن لا يوجد به علاج إلا الرقية الشرعية لعلاج الحسد، بينما لا يمكنه أن يشفي من الأمراض العضوية"، مشيرا إلى أن القرآن هو شفاء ورحمة للمؤمنين وبالتالي فهو علاج للأمراض النفسية وليست العضوية.

علاج نفسي
كذلك نفى الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية‏،‏ والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية‏، وجود ما يسمى بـ"العلاج بالقرآن".

وأوضح أن القرآن هو كتاب هداية ودعوى إلى الإيمان والتفكير في نعم الله وخلقه، وبالتالي فهو ليس كتابا طبيا يستخدم في علاج الأمراض العضوية.

وأضاف أن: الله تعالي قال "وإذا مرضت فهو يشفين" بمعنى أن الله هو الشافي إلا أن الإنسان عليه أن يأخذ بالأسباب في أي مرض يصاب به بمعنى أن يلجأ إلى الأطباء ويسير وفقًا لتعليماتهم، معتبرًا أن ادعاء العلاج بالقرآن هو دجل وشعوذة يقوم به أفراد يحملون القرآن ما لا يحتمل.

وتابع الجندي: "إن القرآن الكريم هو شفاء لما في الصدور، وبالتالي فيمكن أن يستخدم في علاج الوساوس والقلق وعدم الراحة وإشعار الإنسان بالعافية والسلوان"، مشيرا إلى أن القرآن يمكن أن يكون علاجًا نفسيًا وليس عضويًا.


الجريدة الرسمية