سر شارع الهرم
يحاول بعض قيادات وزارة الداخلية الترويج أمام الرأى العام أن أعضاء المحظورة وأذرع الإرهاب في كل مكان تحت السيطرة وأن أنفاسهم مرصودة، ولا يوجد أي متهم ارتكب أي جريمة من أعضاء المحظورة لم يتم تقديمه للمحاكمة، وأن حالة الرعب والفزع التي تنتاب عدد كبير من سكان العاصمة وأهالي المحافظات مع شمس كل يوم جمعة تتم تحت رقابة الشرطة الصارمة وأن كل ما يحدث مجرد "تمثيلية " متفق عليها بين الداخلية وأعضاء الإخوان.
و أن الرصاص الذي يتم إطلاقه على الأبرياء والقنابل التي يتم تفجيرها تحت الكبارى وأمام المصالح الحكومية تتم تحت إشراف إدارة المفرقعات بوزارة الداخلية، وأن ما يحدث يتم التدريب عليه كثيرا حتى يخرج بهذه الصورة التي تبهر المواطنين مع كل يوم جمعة، وأن الضحايا الأبرياء الذين يتساقطون في سيناء والعريش ورفح، والحوادث التي تتكرر يوميا في نفس المكان وبالطريقة نفسها كأنهم يتدربون عليها..
كل هذه أعمال بسيطة لا تدعو إلى القلق والحذر، وهى أعمال صبيانية لا يجب الالتفات إليها وسط الحرب الدائرة بين قوات الجيش والشرطة والإرهاب، وللأسف الشديد حالة التراخى والاسترخاء تزداد كل يوم وتتسع رقعتها داخل قيادات الداخلية ويحاول عدد كبير من القيادات الكبرى داخل الوزارة بث هذه الروح الإنهزامية داخل نفوس الضباط والجنود ويعتبرون أن الاعتراض على ما يحدث يوم الجمعة من أعمال إرهابية لا يجوز الاعتراض عليها، لدرجة أن الدخان والقنابل والمولوتوف أصبحت من شعائر يوم الجمعة تبعث على الروحانية والاطمئنان.
ما يصر عليه عدد من قيادات الداخلية من أن ما يحدث حاليا ضريبة بسيطة للإرهاب كلام غير مقبول ويبعث على الشك وعدم الاطمئنان فبعد مرور أكثر من عام على 30 يونيو وظهور كل كوادر الإرهابية على السطح وأصبحوا معروفين لرجل الشارع العادى، ومع كل صباح جمعة تجدهم "برابطة المعلم على ناصية تقاطع الطالبية مع الهرم، يجهزون القنابل وزجاجات المولوتوف أمام أعين الشرطة ورغم ذلك لا يتم القبض عليهم، أليس من حقنا أن نقول إن هناك تواطئا من قيادات الأمن بالجيزة وعلى رأسهم مدير المباحث الذي يتفاخر دائما في وسائل الإعلام بيقظة رجال الأمن في الجيزة أين هذه اليقظة.
وهل من المعقول أن يقف عدد من الصبية على ناصية شارع أمام الداخلية التي أصبحت تملك كل الإمكانيات للقضاء على الإرهاب، وما السر في عدم إلقاء القبض عليهم حتى الآن.. نحتاج تفسيرا لما يحدث، نريد معرفة سر شارع الهرم الذي يتجول فيه الإرهابيون بحرية، فاستمرار هذه العمال الإرهابية يضر بالسياحة والاقتصاد، فقد حكى لى أحد القيادات الأمنية الكبيرة التي انتقلت للعمل مؤخرا خارج وزارة الداخلية أن هناك عددا من القيادات الأمنية التي زرعها الإخوان داخل الجهاز مازالت موجودة في الخدمة، وأن الضباط والجنود يعرفون ذلك جيدا، ولهذا يخشون إبلاغ هذه القيادات بأى معلومات خشية تسريبها للجماعات الإرهابية واستهدافهم على يد هذه الجماعات، أتمنى أن لا يكون وزير الداخلية نسي إلى الأبد تغير قيادات الجيزة.
essamrady77@yahoo.com