"الإثنين" تكشف علاقة البوسطجي بالحمار عام 1958
استعان ساعى البريد قديما بالحمار في أداء وظيفته "البوسطجى" وكان يخاف أكثر ما يخاف أن يمرض الحمار أو يضرب عن العمل، وكما نشرت مجلة الإثنين والدنيا عام 1958 تجربة عم محمود البسيونى مع الحمار في أداء عمله وتوصيل الخطابات إلى أصحابها فيقول:
مصلحة البريد لا توفر في العادة حمارا لساعى البريد لكن يملك البوسطجى أن يشتريه من مرتبه الشخصى الذي لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة.
وقد أوفدتنى المصلحة للعمل بين القرى فوجدت أن المسافة التي أقطعها يوميا تزيد على 500 كيلومتر، فقررت أن اشترى حمارا ودفعت فيه 25 جنيها لاستعين به في مهمتى.
مات الحمار بعد ذلك بأيام، فاشتريت حمارا آخر لكنه مرض ولم يقو على التنقل ولحق باخيه، فاشتريت حمارا ثالثا بالتقسيط وما زلت أسدد ثمنه من مرتبى البالغ 9 جنيهات.
ويتحسر عم محمود على الماضى والزمن الجميل فيقول كان عمد القرى يستقبلوننا بكل تقدير واحترام ويقدمون لنا الطعام ويقدمون للحمار التبن والفول..أما الآن فإن بعض العمد حين يسمعون زمارتى أو بوقى يهرعون إلى داخل الدور..حتى فنجان الشاى لم يعد مسموحا.
ويبلغ عدد البوسطجية في مصر 5000 بوسطجى عام 1954 وهم خمسة الاف غلبان، وكانت وسيلة إعلان البوسطجى عن حضوره هي النفخ في البوق لينبه أهل القرية إلى مجيئه.