فتح الإسلام !
لم يمض على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سنوات قليلة إلا ودب الصراع والتنافس العصبى العربى على الحكم، فبعد اغتيال عمر قتل من بعده عثمان وعلى في فتنة كبرى، وخرج من دخان الفتن بنو أمية - إخوان ذلك العصر- ليستولوا على الحكم مدعين أنهم خلفاء الله على أرضه، وظهر السيف أول ماظهر كرمز للسلطة والدين ليطيح برقاب المخالفين والمعارضين والمصلحين، فأسسوا أول حكم في تاريخ المسلمين تحت مفهوم عصبة الأسرة والعشيرة، ومكثوا يحكمون بالحديد والنار طيلة تسعين عامًا، أسسوا فيها ملامح إسلام جديد منحول لا يمت لأصل دعوته بصلة، يقوم على تسلط حاكم ظالم وهيمنة كاهن داعم.
وظهرت المنطلقات الفقهية بعد ذلك ترتكز على ذات المفهوم في دعم الحاكم الغالب بسيفه فجعلوه وليًا للأمر لا مُؤتَمِرًا لإرادة الناس وحاكمًا بأمره هو وليس أمر الناس الذين كانوا مطيته وضحيته، وبرمجوا الدين ليكون داعمًا لسلوكه الباطش وسيفه الباتر، فربطوا مقاصد الإسلام بأصل العقوبات والحدود فيه، فحدود الردة والخمر والقتل والزنا والسرقة أفرزت مقاصد حفظ الدين والعقل والنفس والنسل والمال !، وتبوأ السيف مكانه العلى حتى صار رمزًا وأداة لإسلامهم حتى يومنا هذا، وماشعار الإخوان عنا ببعيد.
ووصل إلينا الإسلام محملًا بأصنام شتى من أمثال صنم الحاكم الطاغية والكاهن الداعية والفقيه المدلس والنمط المُكَفِّر، وكانت محصلة ذلك ونتيجته النهائية كارثة الوهابية المتغطرسة والإخوانية المكيافيلية والجهادية الداعشية والسلفية المتخلفة، وبينما يصر المسلمون على أن الإسلام قادم ليحل مشكلات العالم تمسكوا بفكر فقهاء عاشوا منذ ألف سنة ويزيد !
مما جعل الغربيين يرون في الإسلام والمسلمين عدوًا جاهلًا خطيرًا يعمل ضد الحياة والحرية والإنسانية، وهم معذورون فلم يروا إلا القتل والدماء والذبح باسم الإسلام، ولا يبق للمسلمين بعد ذلك من مخرج إلا أن يهدموا أصنامهم المنصوبة ويستخرجوا إسلامهم الأصيل الغض الذي دفن تحتها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، ولم لا فقد ظلت الكعبة بعد النبى إسماعيل تنوء بأصنام الشرك طوال ألفى وخمسمائة سنة حتى هُدِمَت يوم فتح مكة، حينها ظهر الحق وذهب الباطل،.. فمتى يأتى الفتح للإسلام ؟؟