"الإخوان" مطاريد.. وتميم "مجبر ومناور"
تتسارع الأحداث على جبهة "الإخوان"، لكن مع نظرة للتطورات وأصداء القرارات، نجد أن ما جرى مناورة و"أضعف الإيمان"، ترضية لمصر حتى تنضم إلى تحالف محاربة "داعش"... وعلينا عدم التفاؤل بشأن قطر.
جمعني لقاء مع بعض الزملاء بينهم قطري يتجنبه الكل أو على الأقل يتعامل معه بحذر.. قال الزميل: "ألم أقل لكم إن الشيخ تميم غير والده حمد.. الحين أثبت أميرنا أنه قدها وبدأ بطرد الإخوان"... وباندفاع المصريين المعتاد أيد أحد الموجودين ما قاله القطري.
اعترضت على التهليل لطرد 7 من الجماعة الإرهابية، وأبديت عدم قناعتي بتغيير السياسة القطرية، لأن تميم لا يملك سلطة القرار، والأمور تدار بمعرفة والديه موزة وحمد، وما على تميم إلا تنفيذ مشيئة أبويه، كما أنه "مجبر لا بطل" فيما يتعلق بأوامر "ماما أمريكا".
استرسلت موضحة: لم تتوقف المؤامرة القطرية لزعزعة استقرار دول الخليج والتدخل في شئونها، وان كان بدرجة أقل مما يحدث في مصر عن طريق "إخوان الشياطين" والعملاء مقابل الدولارات. ورغم العقوبات الخليجية وسحب السفراء لم ينفذ تميم المطلوب منه، اللهم إلا إيقاف القرضاوي عن الخطابة.
قاطعني القطري: المهم أنه بدأ يطرد "الإخوان" والخير جاي.. رددت: "الخير ما ييجي من قطر لأنها خنجر في الخاصرة العربية"!!.. ثم أنظر إلى توقيت قرار الطرد وما تلاه تفهم "القصة وما فيها".
وتابعت: يدعم أوباما "الإخوان" ويؤيد وجود قياداتها في قطر، لضرب استقرار مصر ثم تقسيمها ومن بعدها دول الخليج.. لهذا تماطل الدوحة منذ أشهر في تنفيذ القرارات الخليجية.. لكن فجأة يطلب تميم من بعض الإخوان المغادرة، بالتزامن مع جولة جون كيري لحشد المشاركة العربية في تحالف ضرب "داعش"... فماذا حدث؟!
تخشى أمريكا خسارة السعودية ومصر لما لهما من ثقل وتأثير في الشرق الأوسط. وزادت خشية أوباما من تأثيرهما بعد الاتفاق وتطابق المواقف بين خادم الحرمين الملك عبدالله والرئيس السيسي الذي لا يعير أمريكا اهتماما.. وعندما وصل كيري إلى المملكة حتى تنضم إلى التحالف وجد في استقباله تصريحا من مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يفيد بأن "الإخوان هم أصل ومنبع كل جماعات الإرهاب المنتشرة في الوطن العربي"..
وشددت المملكة على محاربة كل ما يمت إلى الإرهاب بصلة، والموقف نفسه وجده كيري في القاهرة عندما التقى الرئيس السيسي، حيث رفض مشاركة قوات مصرية في حرب "داعش"، لأن مصر تحارب إرهاب "الإخوان" نيابة عن العالم، وأن الحرب لا يجب أن تقتصر على "داعش" فقط.. هنا حاولت أمريكا كسب ثقة وتأييد مصر والسعودية، فأمرت تميم بطرد بعض قادة الإخوان إثباتا لمصداقية الولايات المتحدة وحتى تشعر السعودية بأن قطر بدأت تستجيب للقرارات الخليجية.
حافظت أمريكا على شعرة معاوية مع الجماعة الإرهابية، لأنها ستحتاج جرائمها فيما بعد، لذا أوعزت لتميم بنقلهم إلى تركيا بالاتفاق مع أردوغان، على أن تتكفل قطر بنفقات أقامتهم ومنحهم رواتب شهرية.. ولهذا زار أردوغان الدوحة ونال مقابل تقاسم أعباء "الإخوان المطاريد" صفقة غاز قطري غير مسبوقة.
ولا تنتهي الخطة الأمريكية عند هذا الحد، حيث سيجري توزيع "الإخوان" على السودان وليبيا وغزة وربما تونس لتشتيت جهود مصر في متابعة انتشارهم وجرائمهم.. أما بريطانيا التي كانت "الملاذ الآمن" للجماعة المحظورة، فباتت تخشى رد فعل سعودي وإماراتي بسحب استثمارات غير مسبوقة من المملكة المتحدة ما يهز الاقتصاد البريطاني بشكل عنيف. لذا تدرس بريطانيا تقليص فرص استضافة كوادر "الإخوان" وفرض محاذير على أنشطة الجماعة...
وفي ظل هذه الأوضاع يجب على الحكومة المصرية ملاحقة "الإخوان" بإصدار أحكام قضائية عاجلة ومطالبة الدول التي تأويهم بتسليمهم.. أما تأجيل إصدار الأحكام فيستفيد منه "الإخوان المطاريد"، خصوصا بعد أن أبدى مرشدهم بديع ونائبه خيرت رغبتهما في المصالحة مع التنازل عن عودة مرسي، في مناورة جديدة بالاتفاق مع أوباما وتابعه تميم.