رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أهالي «عزبة الصفيح» لا يجدون «الصفيح».. «عشش» متهالكة وكأنها الأرض بعد الهلاك.. تتعاقب الأنظمة وتتكاثر الوعود لكنها لا تُنجِب فعلا.. لا صرف صحي ولا مياه شرب وم

فيتو

على بعد أمتار من محطة مترو «الزهراء»، نجد عالما آخر للمهمشين والبسطاء لا يحلمون سوى بحياة آدمية، فوسط تلال القمامة ومياه الصرف الصحي التي تغرق الشوارع يعيش ما يقرب من ‏20‏ ألف نسمة، عشرات من هؤلاء الأهالي يعيشون في منازل آيلة للسقوط وأخرى أشبه بعلب السردين وثالثة مكسوة بالأخشاب والأقمشة للستر من أعين المارة بعدما هدمت منازلهم من أثر القدم.. هذا حال «عزبة الصفيح».


على مدى العهود الماضية، وتعاقب المحافظين، تلقى أهالي العزبة وعودا كثيرة ببناء مساكن شعبية لهم، تحترم آدميتهم وتوفر لهم ولأطفالهم عيشة كريمة، إلا أن انتظارهم طال والوعد بالجنة (طار)، لم ينظر إليهم أحد ولم تعترف بوجودهم أي خطة خمسية أو عشرية حتى لا سابقة ولا حالية.

الصرف الصحي 
يؤكد «قاسم السيد» من سكان المنطقة، ويعمل ماسح أحذية، في العقد الرابع من عمره، ولديه من الأبناء أربعة، أن العزبة تخلو من شبكة الصرف الصحي وأن مياهها دائمة الانقطاع مما أدى لتراكم مياه الصرف أسفل المنازل وتدهور الأساسات حتى أصبحت المنازل هشة وآيلة للسقوط.

حياة آدمية 
وأضاف: أن كل عشة متزوج بها اثنان والبعض ثلاثة، والأطفال لا يجدون سوى الأرض للنوم عليها، ويقول «السيد»: نحن نعيش في هذا المكان منذ أعوام طوال دون أن ينظر لنا أي مسئول في الدولة بانتشالنا وانتشال أولادنا من الضياع من هذه العيشة غير الآدمية وغير الكريمة، حيث إننا نعيش في جحور، لافتا إلى أن العزبة لا يوجد بها سوى "مخبز" واحد بالطبع لا يكفي السكان الذين يتصارعون للحصول على أرغفة الخبز.

وتابع قائلًا: إن العديد من أهل العزبة قاموا بهدم منازلهم وبنائها من جديد بالطوب الأحمر وإدخال الصرف الصحي بها، ولكنهم لا يسلمون من الحي ودائما ما يقال لهم: "أنتم مخالفون بالبناء"، مطالبا المسئولين إما بتمليك الأرض للسكان حتى يقوموا ببنائها مساكن محترمة وإما بناء مساكن تأويهم وأطفالهم.

انتشار البلطجة 
ويقول علي هريدي: من مشكلات العزبة انتشار البلطجة، مشيرًا إلى أنهم كثيرًا ما يلجأون للشرطة لكي يضعوا حدا لهذه الممارسات ولكن مازالت المشكلة قائمة، وأصبحت العزبة مأوى في فترات الليل لمسجلي الخطر والبلطجية الذين لا يعرفون من لغة الحوار سوى "السنج والمطاوي".
الجريدة الرسمية