ماما أمريكا والبعبع
الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لم يتلق من مصر أي تعهدات علنية خلال جولته في الشرق الأوسط في محاولة لتشكيل تحالف يدعم حملة أمريكية ضد هذه الجماعة المتطرفة التي تعرف باسم داعش.
رغم أنه في بغداد، اتخذ رئيس الوزراء العراقى الجديد خطوة صغيرة نحو تخفيف عملية الإقصاء العميقة التي دفعت الأقلية السنية إلى أن تتقبل تنظيم "داعش" بإصداره أوامر لقوات الأمن العراقية بوقف "القصف العشوائى" للمجتمعات المدنية التي تخضع لسيطرة المسلحين.
إن وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أعلن عقب لقائه مع كيرى في القاهرة خلال مؤتمر صحفى مشترك أن مصر ترى ضرورة لأن يواصل العالم جهوده بقوة لمحاربة هذا التطرف والمتشددين الإسلاميين، لكن المسئولين المصريين رفضوا تحديد نوع المساعدة التي سيقدمونها في الحملة ضد داعش.
وبالنظر إلى الطريق الطويل الذي ينتظر إدارة أوباما وهى تحاول تشكيل تحالفا إقليميا لدحر وتفكيك داعش.
والمؤكد أن كيرى زار بالفعل بغداد والأردن وتركيا كما حضر اجتماعا طارئا لحكومات دول المنطقة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية حيث أيدت الدول العربية القيام بحملة عسكرية وسياسية منسقة ضد داعش، ولكن لم تعلن أي دولة تفصيليا ماهية الدعم العسكري الذي يمكن أن تقدمه.
إن إدارة أوباما حريصة على حشد الدعم المادى من القوى الإقليمية التي بها أغلبية سنية مثل مصر وتركيا والسعودية لتجنب إعطاء انطباع بأن الولايات المتحدة تتدخل في حرب مذهبية نيابة عن الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة ضد خصومها في الأقلية السنية التي قدم بعضهم الدعم لتنظيم داعش.
المسئولون الأمريكيون لا ينتظرون من مصر مساهمة عسكرية مهمة ولكنهم يريدون، بدلا من ذلك، من القاهرة استخدام نفوذها، باعتبارها تقليديا عاصمة الإسلام السنى وموطنا لمركز الأزهر الشريف، لحشد الرأى العام في العالم العربى ضد "داعش".