رئيس التحرير
عصام كامل

الغزالي حرب: الرئيس القادم لن يكون إخوانيًا وهناك ثورة ثانية باتت قريبة

أسامة الغزالي حرب
أسامة الغزالي حرب



 أكد الدكتور "أسامة الغزالى حرب"- رئيس حزب الجبهة الديمقراطية- اليوم الخميس، أن المسيرة السياسية للدكتور "محمد مرسي" في "قصر الرئاسة"أصبحت على المحك، موضحًا أنه يشعر أن العبء كبير على الرئيس ومن الشجاعة أن يتخلى عنه.

وقال حرب لـ"فيتو" إنه يرى أن مكتب الإرشاد يحكم قبضته على مؤسسة الرئاسة، وأن الإخوان أخطأوا فى تجربتهم فى الحكم أخطاء فادحة منذ اللحظة الأولى ومستمرين فيها حتى الآن وأضاف فى حواره مع فيتو:
• كيف ترى المشهد السياسي الراهن؟
- المشهد السياسي ينطوى على جذور صراع وانقسام فى المجتمع بين ما يسمى القوى الإسلامية السياسية -إخوان وسلفيين- وغيرهم والقوى السياسية الأخرى التى اصطلح عليها القوى المدنية من أحزاب قديمة وجديدة، وهو انقسام فى منتهى الخطورة، جاء مواكبًا لنجاح حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية وحتى وصول الرئيس مرسى إلى السلطة، وزادت سخونة الصراع مع الإعلان الدستورى ثم الدستور ثم الدعوة للاستفتاء عليه.
• من المسئول عن هذا الوضع؟
- ما يحدث الآن هو مسئولية الرئيس مرسى وحزب الحرية والعدالة لأنهم هم السلطة القائمة وبالتالى يلقى عليهم مسئولية أن يلعبوا دورًا أساسيًا لحل المشكلة.
• كيف يمكن الخروج من تلك الأزمة؟
- عن طريق توافق وطنى غير مشروط، بمعنى أن تدعى القوى الوطنية لحوار "حقيقي"، وكانت هناك دعوة ولكن لم يتوفر لها أسباب النجاح، وهناك تحجيم لدور المعارضة، وهو أمر ينطوى على نوع من المغامرة الخطيرة ليس فيما يتعلق بمستقبل الوطن فقط بل ومستقبل الإخوان المسلمين.
• هل يمكن القول إننا بصدد ثورة ثانية فى ظل حالة الغضب التى تعم الشارع المصري؟
- نعم وأنا أول من تنبأ بهذا، لأن مناخ الثورة لا يزال فى وجدان الشعب وقد أطاح بمبارك والحزب الوطنى، ولا تزال روح الثورة موجودة، وتصرفاتهم وتحركاتهم واعتراضاتهم وذكريات الثورة لا تزال محفورة فى أذهانهم، وكان فى الاعتراض على الإعلان الدستورى فرصة لاستعادة روح الثورة، وفعلًا هم الآن يمارسون شيئًا اعتادوا عليه، وأصبحت الثورة تراث المجتمع، فالفرد المصرى تغير وهذا ما فات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وأصبحت الروح الثورية لديهم تستدعى فى أى لحظة وقد يحدث هذا مرة أخرى فى أى مشكلة قادمة، والإخوان تصرفوا بنفس الطريقة التى تصرف بها مبارك والحزب الوطنى.
• لماذا فشل الرئيس مرسى فى إدارة البلاد؟
- الرئيس مرسى لم يكن يعد نفسه ليقود البلاد، فكان احتياطيًا للشاطر، والإخوان ليس لديهم خبرة، وقرارهم لتقديم مرشح للرئاسة، كان نابعًا من أنهم وجدوا موقفهم قويا فى الشارع، ولم يكن فى نيتهم تقديم مرشح، وغيروا هذا الموقف وأعطوا تبريرات عميقة مثل حماية الثورة، غير مدركين أن الشعب قام بالثورة ليبنى نظامًا ديمقراطيًا يختلف جذريًا عن النظام القديم، فليس معقولًا أن يستبدلوا الحزب الوطنى بحزب الحرية والعدالة، ولا استبدال رئيس يدعى محمد حسنى برئيس يدعى محمد مرسى، والإخوان منذ اللحظة الأولى أظهروا انطباعًا إنهم لم يأتوا لإقامة ديمقراطية، يكون حزبهم ضمن أحزاب أخرى، ولكن ليكون حزبًا مسيطرًا.
- وعلى الرغم من التفاف مجموعة من رموز القوى المدنية حول الدكتور مرسى فى انتخابات الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق، مقدمًا العديد من الوعود البراقة التى لم يحقق منها شيئًا مما جعل الناس تنفض من حوله، واكتشفوا أن "مرسي" ليس رئيسًا لمصر بل للإخوان، وغير قادر أن يكون رئيسًا للمصريين، حيث أحكم مكتب الإرشاد وقيادات الإخوان السيطرة عليه، وبدت الأمور وكأن مسئولية إدارة بلد بحجم مصر كبيرة عليه جدًا.
• من المسئول عن سقوط قتلى فى أحداث الاتحادية؟
- مرسى هو المسئول بحكم أنه الرئيس، وكبير البيت مسئول عما يحدث، فهذه مسئولية من يتولى السلطة.
• كانت دائما هناك اتهامات لطرف ثالث فى كل هذه الأحداث المأساوية التى عقبت الثورة!
- هناك بعض العناصر الإجرامية وأصحاب المصالح مستفيدين من الوضع، وتم إساءة استخدام كلمة "فلول" حتى إنه أصبح كل من ميادين البلد فلولًا، وفلول يقصد بها العناصر المذنبة والقيادية فى النظام السابق، وأنا رأيي أن حتى المعارضة الرسمية هى جزء من النظام السياسي.
• هل الدستور يؤسس لدولة مدنية حقيقية؟
- وصف النظام السياسى الذى جاء بالمادة [6] من قيامه على "مبادئ الديمقراطية والشورى" يثير كثيرًا من الالتباس حول مفهوم "الشورى" بين أفراد الشعب الذين سيلتزمون بالثوابت الواردة فى هذا الدستور، خاصة أن ديباجة مشروع الدستور اكتفت فقط بوصف نظام الحكم بأنه "نظام حكم ديمقراطي"، كما أنه كان يجب أن تمنع إنشاء الأحزاب السياسية على "أساس ديني"، لأن المشكلة ليس مشكلة عدد محدد بالمواد، وهناك مواد مكررة ولكن هناك مواد مهمة لا تستطيع التغاضى عنها، وإذا وجدت مادة تنتهك حق المواطنة أو حقوق الإنسان لا يعد دستورًا ديمقراطيًا.
• هل حكم الإخوان لمصر أصبح على المحك؟
- أنا أعتقد أن الإخوان أخطأوا فى تجربتهم فى الحكم أخطاء فادحة منذ اللحظة الأولى ومستمرين فيها حتى الآن، وأنهم إذا لم يتمتعوا ببعد النظر والحكمة ومراجعة أنفسهم مراجعة حقيقية فطبعًا ستكون الأحداث الحالية بداية لكسوف أو انحسار دورهم فى الحياة السياسية، فهو يعد السقوط فى الهاوية.
• هل سيكمل الرئيس مرسى مدته كاملة فى الحكم؟
- من السابق لأوانه أن نبدى رأيًا قاطعًا، لكن هناك مشكلة واحتمالات، ومسيرته السياسية على المحك ونحن ما نزال فى قلب المعركة والعملية السياسية.
• باعتقادك هل سيكون الرئيس القادم إسلاميًا أم مدنيًا؟
- من الصعب أن يكون إخوانيًا ولكنه قد يكون إسلاميا وسطيًا أو مدنيًا هذا ما ستثبته الأيام ولكنه ليس إخوانيًا.

اقرأ نص الحوار كاملًا فى العدد الأسبوعى..
الجريدة الرسمية