رئيس التحرير
عصام كامل

العقول العربية "هجرة بلا عودة".. 4 ملايين عالم عربى بدول العالم و200 مليار دولار خسائر رحيلهم..مصر فى الصدارة بـ85 عالما

هجرة بلا عودة
هجرة بلا عودة

"ذهب ولم يعد".. شعار يتمسك به كثيرون من الطلاب العرب، الذين يشدون الرحال إلى دول أجنبية للتعليم، لكن يبدو أن سنوات الدراسة تحمل معها حلما بالاستمرار بين أحضان الغرب، لتحقق ذاتها لتلقى وراء ظهورها "أوطانها العربية الأم".


ولعل ما تلقاه المشاركون بـ"مؤتمر العلماء العرب المغتربين ..عندما تتكامل العقول العربية"، من صدمة عند معرفتهم بوجود "4 ملايين عالم عربي في الخارج"، بل زادت حسرتهم عندما علموا أن هجرة هذه العقول كبدت الاقتصاد العربى 200 مليار دولار.

وخلال هذا المؤتمر الذى استضافه مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، على مدار يومى أمس الأربعاء واليوم الخميس، أشار الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى ضرورة التواصل مع العقول العربية المهاجرة فى مختلف فروع العلوم والتكنولوجيا، موضحاً أنه ووفقا للإحصائيات فإن 34% من الأطباء فى بريطانيا، ينتمون إلى الجاليات العربية، وهناك 600 عالم مصرى من التخصصات النادرة مقيمين بالدول الغربية، بل إن عدد العقول المهاجرة من مصر وحدها وصل إلى 854 ألف عالم وخبير.

ودعا العربى إلى ضرورة الاستفادة من خبرات العقول العربية المهاجرة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، والتغيرات الهيكيلة التى شهدتها المنطقة، لدعم جهود التنمية المستدامة وبناء مجتمع واقتصاد المعرفة.

بينما قال الدكتور مصطفى مسعد، وزير التعليم العالى المصرى، إن هناك ضرورة لوضع آليات لدعم المعارف والخبرات، وشبكات العلماء العرب فى الخارج، مع إطلاق المبادرات العلمية والبرامج الواقعية، والتأكيد على منهجية إطلاق المبادرات الإقليمية التى تخدم الدول العربية، لإبراز مدى التقدم الذى حققته العلوم والتكنولوجيا بالدول العربية، موضحاً أن 54% من الطلاب العرب الذين يسافرون للدراسة بالخارج، لا يعودون إلى أوطانهم.

وفي الإطار نفسه، ذهبت الدكتورة نادية زخارى، وزير الدولة للبحث العلمى المصرية، إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد العلماء العرب والمصريين فى الخارج، مستطردة "لكننا نعلم جيداً أنهم كثيرون جداً".

وشددت زخارى على أهم خلق سبل التعاون المشترك والبناء بين العلماء العرب داخل وخارج الدول العربية، مضيفة "لدينا أبحاث علمية ممتازة، لكن 5% منها فقط هى التى يتم توظيفها بصورة اقتصادية، إننا فى حاجة لإطلاق الحاضنات وتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة على الابتكار، مع تجهيز مراكز التميز لنقل التكنولوجيا، كمجال للتعاون المشترك بين علماء الداخل والخارج".

بدوره نبه الدكتور عبدالله عبدالعزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإمارات، إلى أن العلماء العرب فى الداخل والخارج لبنة واحدة، ولكنهم يحتاجون إلى البيئة المحفزة للتعاون المشترك، فالباحث والعالم العربى، الذي تفوق فى الغرب هو ابن المجتمع العربى، ولكن البيئة المحفزة والموالية، على كل المستويات، هى التى دعمته لإنتاج أفكاره الابتكارية وتحويلها لمنتجات تلبى احتياجات الاقتصاد والمجتمع.

وأشار النجار إلى أن الاقتصاد يجب أن يكون محور البحث العلمى والابتكار التكنولوجى، وأن تطوير البحث العلمى يتطلب تطوير التعليم وإعمال الجودة، حتى لا نهمل الاستثمار فى المعرفة، فهجرة العقول العربية للخارج كبدت الاقتصاد أكثر من 200 مليار دولار.

ولفت رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإمارات، الانتباه إلى أن مجلس إدارة المؤسسة يضم فى عضوية مجلس إدارته أكثر من 50% من العقول العربية المغتربة، لتأكيد التواصل بين المجتمع العلمى والتكنولوجى داخل الدول العربية وخارجها.

وشدد عمر الجراح نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، على أن إنتاج المعرفة السبيل الوحيد للنجاح فى عالم الأعمال، مشيراً إلى أن أن المشكلة فى نمو الطلب على التعليم العالى بالدول العربي، مع نقص التمويل، يؤدى إلى تردى مستوى البنية التحتية بالجامعات، ومن ثم ضعف مستوى الخريج العربى.

جدير بالذكر أن إنفاق الدول العربية على البحث العلمى يتراوح ما بين 0.2%- 0.5% من الناتج المحلى، مقابل ما بين 4-6% فى الدول الغربية، وأن هناك فقرا فى النشر والباحثين، ومعظم الأبحاث أكاديمية، لا تنتج براءات اختراع ذات جدوى اقتصادية.
الجريدة الرسمية