رئيس التحرير
عصام كامل

صم بكم عمى فهم لايفقهون


عشرات المقالات تنشر يوميًا عن الإخوان وطرق إدارتهم للبلاد, وخبراء هنا وهناك فى كل المجالات يثبتون بالأدلة سوء الإدارة، فضلًا عن الواقع المرير الذى نشاهده يوميًا من أناس حقًا لايجدون قوت يومهم دون أدنى مبالغة، ومع كل ذلك نرى فريقًا من الصم والبكم لايعلم شيئاً عن حسن الإدارة ولا يرى للحق أى طريق ولا يسمع لأى نصائح ولا يسمع لأى صوت إلا صوته هو فقط.


وحقا لم أر إجماعًا مثل هذا على فئة من الناس الجميع القريب والدانى ينتقدهم تارة بخوف عليهم وحبًا لهم وتارة بغضًا لهم وحقدًا على امتلاكهم للسلطة ولكن الغريب أنهم لايسمعون لا من القريب ولا من البعيد.

ولكن العجب وكل العجب أنهم مجبولون على التبريرات لايهم أن تكون منطقية أو معقولة ولكنهم يتوهمون أن الجميع يجب أن يفهم الأمور كما يفهمونها هم.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، أنه لايخفى على أحد الوضع شديد السوء للاقتصاد المصرى الذى نال من الجميع مصانع تغلق وأسر بأكملها لاتجد قوت يومها لا تجد حتى "العيش حاف" لنا ومع ذلك نجد من يخرج علينا ويطلق التبريرات ويلقيها على مبارك ونظامه البائد "وإن كان يستحق" دون أن نرى منهم أى محاولة لتحسين الأوضاع.

فى جولة بسيطة فى قرى ونجوع الصعيد وقرى الفلاحين نرى البؤس الظاهر فمثلًا نرى سيدة تذهب كل يوم بنصف جنيه تشترى بربع جنيه خبز "ده مع فرض نجاحها فى هذه المهمة الانتحارية بفضل بعض الطيبين" وبالربع الباقى تذهب إلى العطار لتشترى " ملوخية جافة" ويبيعها التاجر بهذا المبلغ فقط لأنه يعلم بحالها، وفى المقابل يخرج لنا أحد السادة الأفاضل ليبرر ويفند بالدليل على أن المصريين هم أغنى أغنياء الأرض فيقول: "مايقوله الإعلام الفاسد عن مصر يؤكد أن المصرى مش لاقى يأكل. اذهب إلى سيتى ستارز أو إلى مطاعم 5 نجوم ستجد طوابير انتظار لأن المطاعم مكتظة" .

أترك التعليق للسادة الأفاضل القراء ولكن كل ما أخشاه هو أن يكون سيادة الرئيس وجماعته يذهبون إلى سيتى ستارز ومطاعم 5 نجوم ثم يقولون نحمد الله على رفاهية الشعب المصرى والحمد لله الذى وفقنا لما يحب ويرضى.

الجريدة الرسمية