رئيس التحرير
عصام كامل

الدولة من حَق الزوجة!


مللت من قراءة خبر استدعاء الخارجية المصرية للقائم بالأعمال التُركى في القاهرة، ومحاولة إفهامه أن رئيس دولته راجل غشيم، لا يُجيد فنون السياسة ولا دياولو، وكُل مراهناته السياسية تدور حول اللعب على مشاعر المُراهقين سياسيًا أمثاله، ودَس ـ لا مؤاخذة ـ الصوابع في كُل مكان علشان ده شىء بيبسطه جدًا جدًا!

والسياسة المقصودة بعاليه هي السياسة الخارجية المُتعلِّقة بالعلاقات بين الدول، ولا يهمنى سياسة داخلية ولا إنجازات يحققها (أردوغان) في بلاده أو إخفاقات، ولا يفرق معايا كتير إن الأخ المُتحمس أوى للإسلام والإسلاميين والشريعة الإسلامية، هو السائر بكُل احترافية على دستور علمانى تُركى، لا يستطيع الحياد عنه شبرا واحدا وإلا انضرب بالجزمة القديمة، كما أنه لا يستطيع تصفية بيوت الدعارة في بلاده، لأنها محمية بقوة القانون، فيصير مُجبرًا على حمايتها بقفاه ـ وكُلّه بالقانون ـ بينما وشّه في مصر، وهاتك يا هرى ونَكت، على طريقة مقدرش على الحُمار يقدر على البردعة!

وتوقعت أن يرُد القائم بالأعمال التُركى إياه على الجماعة بتوع الخارجية عندنا قائلًا: طيب أنا ذنب حظرتنا إيه؟ هذا راجل خرسيس نرسيس جبان، فهمناه ميت مرَّة يمسك نفسه شوية، بس شكله مش بيعرف يمسكها، وأدب يوك، وأخلاق يوك، راخر تلاقيها بتعمل حاجات وإشارات مش طبيعية، لا يعقل لرئيس دولة، ولا حتى لعُمدة قرية إنه يعملها!

وعلى سيرة القراءة، فقد قرأت تحقيقًا حول توقُّع بعض الساسة لما قد يُقدم عليه بطل المُراهقين (أردوغان) في الأمم المتحدة، خاصةً وأن هذا اللقاء سيكون الأول له مع الرئيس (السيسي) اللى مزعَّل أخونا التُركى أوى، تقولشى كان بيعتدى عليه وهو صغير بالضرب؟ طيب إيه تفسير صحيان ونوم (أردوغان) على سيرة مصر و(السيسي)؟ زعلان أوى كده ليه الزعل اللى على طريقة الستات في الأفلام العربى، لما تقف الواحدة من دول قدام الراجل، وتقعد ترزَّع في صدره بقبضتيها كده وهى بتقول له: بكرهك.. بكرهك.. بكرهك.. وبعدين تروح مرمية في حُضنه ومعيَّطة؟ صحيح محدش يقدر يفهم الستات أبدًا، ولا يفهم (أردوغان)، طيب بعد كُل الكراهية المُعلنة دى، مُمكن (أردوغان) يترمى في حُضن (السيسي) في نيويورك وهو بيقول له: بكرهك ودمعته على خده، وهو بيطلُب الطلاق على طريقة فيلم الدولة من حق الزوجة؟! 

المُهم نرجع للتقرير، الساسة توقعوا قيام (أردوغان) بسحب الوفد بتاعه، وطبعًا في ديلهم وفد قطر، بعد الاستماع لكلمة إسرائيل كونها الحتة الطرية والعين الجوانية، وقبل بدء (السيسي) لكلمته، قال يعنى كده بيحرجوه على الهوا، وبيحطوه في موقف بايخ قُدام العالم، طيب في الحالة دى إحنا مُمكن نستدعى القائم بالأعمال نقول له إيه؟ نقول له روح دوَّر على رئيس بلدك في الحمامات هو والوفد القطرى، وعرَّفهم إن (السيسي) خلَّص كلمته، ورجع القاهرة، وإنتم لسَّه محشورين جوه بتعملوا إيه؟! نقول له مجارى نيويورك اشتكت منكم ومن عمايلكم؟! نقول له يخرب بيت حقوق الإنسان اللى بتحافظ على علاقاتكم الآثمة دى وبتحرسها هي والشُرطة الأمريكية على طريقة فيلم هاللو أمريكا؟!

طيب مُمكن تكون توقعات الساسة اللى في التقرير غلط، ويقعد (أردوغان) في القاعة خلال كلمة (السيسي)، ولما يبدأ رئيسنا الكلام، يقوم بتاع تُركيا يجيب بتوع قطر ويقعدوا يلغوشوا عليه برنات موبايلاتهم أو يغنوا حاجة لـ(أوكا) و(أورتيجا)، أو يقوموا يعملوا نفسهم بيدقوا مسمار بارز في كرسى كُل واحد منهم، قال يعنى ده اللى بيشوكهم، وأهى أي تصرفات علشان قال إيه تعكنن على رئيسنا يعنى؟! واحد يقول لى دى مش تصرفات ساسة، دى تصرفات عيال، أقول له: ما هو (أردوغان) طول عمره بتاع عيال، وكُل العيال بتحبه، وبتقلِّد حركاته، وهو كمان فرحان بيهم أوى، ربنا يوفقهم، وعلى رأى المثل: اللى يمشى ورا العيال.. واللا بلاش!
الجريدة الرسمية