رئيس التحرير
عصام كامل

فريدمان: إيران حرضت النظامين السوري والعراقي لدحر السنة.. أوباما يتعاون مع قطر وتركيا ضد "داعش" رغم دعمهما للتنظيم.. "واشنطن" تواجه تطرف "داعش" وطائفية الأنظمة

 الكاتب الأمريكي
الكاتب الأمريكي توماس فريدمان

أكد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما أعلن حملته ضد تنظيم داعش لكن الصورة مبهمة والتي لا يمكن لها أن تمنح الثقة والمصداقية للدعوة للحرب على المتطرفين.


وأضاف: أن العدو همجي والحلفاء الإقليميين ازدواجيون والحلفاء الأوربيين غير مؤثرين، كما العراقيين والسوريين الذين تقدم لهم الإغاثة منقسمين على أنفسهم.

واستعرض فريدمان دور حلفاء واشنطن في الأزمة الحالية في كل من سوريا والعراق، وأشار إلى دور تركيا وسماحها لعبور الجهاديين عبر أراضيها وتحولها لسوق للنفط المسروق من العراق.

وأشار إلى أن إيران شجعت الحكومة العراقية على تجريد السنة من حقوقهم الأمر الذي تسبب في اشتعال الثورة السنية وانتهي الوضع لما هو عليه الآن، فضلا عن أن إيران كانت زودت شيعة العراق بالمتفجرات الخارقة للدروع والتي استخدمت لإخراج الولايات المتحدة من بلادهم.

ويري فريدمان أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي سمح عن عمد بظهور تنظيم "داعش" حتى يقول للعالم إنه ليس المدان الوحيد بعمليات قتل جماعي في سوريا.

وسخر فريدمان من دور قطر وعلاقتها بالولايات المتحدة قائلا: "يبدو أن قطر مع أمريكا يوم الاثنين والأربعاء والجمعة وضدها أيام الخميس والثلاثاء ولحسن الحظ ترتاح يوم الأحد".

وأضاف فريدمان: أن أوباما يعرف جيدا أن من يؤيدونه لشن هجمات ضد داعش من أعضاء حزبه والحزب الجمهوري سيتخلون عنه في حالة الفشل أو الخطأ، "ما يجعلنا نتساءل عن الدافع وراء قرار أوباما، فربما يكون الدفع خليطا من القلق الجيوستراتيجي المشروع واستطلاعات الرأي بعد نشر فيديوهات ذبح داعش للصحفيين الأمريكيين"، كما أن سيطرة داعش على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق ينذر بتهديد مناطق معتدلة مثل كردستان والأردن ولبنان.

وأوضح فريدمان أن تنظيم داعش ظهر بسبب دحر المسلمين السنة في سوريا والعراق بمساعدة إيران التي دعمت النظام الشيعي في البلدين، مشيرا إلى أنه يجب أن تضع نهاية للحرب في البلدين ويتم إرساء قاعدة لنظام حكم عادل يمنح حق المواطنة للجميع وإنهاء الحروب الطائفية ونزع القبلية لكي تهدأ المنطقة وتنتهي التنظيمات الإرهابية ودون ذلك لن يتحقق الأمن للمنطقة.

الحرب الطائفية
وأشار إلى أن التدريبات العسكرية لن تحقق الاستقرار للدولتين وقال: "لقد أنفقنا مليارات الدولارات لتدريب جنود هربوا أمام داعش لمعرفتهم أن النظام فاسد.. فعلي السوريين والعراقيين مواجهة العدو الباطن قبل العدو الظاهر، فالحرب ثنائية الجبهة العدو الظاهر داعش والعدو الباطن هو الطائفية والفساد في العراق وسوريا".

ولفت فريدمان إلى أن داعش سيحاول أن يظهر أمريكا تدعم الشيعة ضد السنة ويقوم بدور المحرض الطائفي، لذا على المسلمين أن يتحدوا لكي تكون الحرب بين المسلمين والشيعة مدعومين بقوة جوية أمريكية للقضاء على داعش، ويختتم فريدمان مقاله بأن منطقة الشرق الأوسط تفتقر للتعددية وتحتاج لمعرفة كيفية التوافق وتقبل الآخر.
الجريدة الرسمية