رئيس التحرير
عصام كامل

هل الاغتيالات السياسية قادمة؟


على الرغم من أنه حتى الآن لا يوجد أى اغتيالات سياسية إلا أنه لا يوجد دليل على ذلك حتى الآن.. لأن هناك بعض الصحف قد نشرت أن هناك بعض عمليات الخطف والتصفية الجسدية التى تتم فى مصر الآن وذلك من أجل إجهاض التظاهرات.. ويعللون أن ذلك وهو ما يفهم من سياق ما نشر أن هذه التصفيات تتم لرموز القيادات الشابة داخل الحركات والتجمعات التى تقوم بالتظاهر لكن غير المعروفة أو التى لها انتشار.


وأيا كانت صحة ما أذيع من عدمه إلا أنه بالقطع يظل احتمالا واردا وقويا فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد وعلى رأسها تلك الحالة من عدم الاستقرار الأمنى البين وكذلك غياب أرضية للتوافق ما بين هذه القوى السياسية بعضها وبعض وبينها وبين المؤسسة السياسية الحاكمة وهو ما يفتح الباب أمام اللجوء إلى الاغتيالات وأن التصفية كإحدى الأدوات التى قد يلجأ إليها أى طرف وذلك ظنا منه ليس فقط لتصفية حساباته لكن للتخلص من خصومة أو للقضاء على مصدر الإزعاج والتهديد لما قد يرى فيه أنه يمثل المصلحة العامة أو مصلحة الوطن وقد يرى البعض أن هذه تعد إحدى المراحل الخطرة التى تمر بها مصر وأنها قد تكون بالفعل المقدمة بل والمعجزات إلى اندلاع حرب أهلية.

فالعنف السائد وحالة الانقسام والتربص ما بين الأطراف مع غياب الأمن الرسمى أو المؤسسى أو عدم قدرته على السيطرة على الشارع المصرى بالإضافة إلى وجود كل أنواع السلاح وبكميات كبيرة قد ترتعد منها فرائص الخبراء والمحللين السياسيين وأيضا النخية السياسية.. فهذا كله يرشح الحرب الأهلية كأحد الاحتمالات التى باتت تتسم بالقوة.. ولكن الاغتيالات والتصفية الجسدية مع أنها تعد نتاجا طبيعيا لذلك المناخ وتلك الحالة السياسية السائدة إلا أنها لها دور آخر هو أن تصبح هنا بمثابة الفتيل الذى يمكن أن يفجر به برميل البارود الذى ترقد عليه مصر الآن وبرميل البارود يعنى العنف الموسع وانهيار الدولة.

لدينا العديد من النماذج التى تقربنا من ذلك الواقع والتى يمكن أن تكون بمثابة المعمل الذى نلجأ إليه لتحليل هذه الظاهرة والتأكد من ذلك الاحتمال وهى "لبنان" التى مرت بحرب أهلية عنيفة ومدمرة وكانت أحد الروافد المهمة لتغذيتها هى حالة الانقسام فى لبنان ما بين فصائل طائفية وسياسية وأن البعد الطائفى قد كان متزاوجا مع البعد المكانى وكان أيضا له بعد جغرافى وقد أسفر ذلك عن وجود العديد من الميليشيات التابعة لكل فصيل وقد كان هناك العديد من أعمال العنف والقتال وأيضا الاغتيالات السياسية لرموز المعارضة بعضها البعض وأيضا قيام هذه المعارضة أو تلك الفصائل بتصفية رموز الحكومة وقد كان ذلك مقدمة قوية للحرب الأهلية المدمرة التى دمرت لبنان وأتت على الأخضر واليابس.
الجريدة الرسمية