رئيس التحرير
عصام كامل

جمهور الإذاعة للمسئولين: ارفعوا أيديكم عن "عائلة مرزوق أفندي".. المسلسل التفت حوله الأسر المصرية منذ 1959.. أثبت نجاحه في استفتاء عام 1961.. توقف في 2009 وعاد في 2013 بـ "أحفاد مرزوق"

عبد الرحمن رشاد رئيس
عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة المصرية

أثار قرار رئيس الإذاعة المصرية عبد الرحمن رشاد، بوقف جميع البرامج الدرامية على الشبكات الإذاعية لحين ورود تمويل من القطاع الاقتصادي، غضب واستياء جمهور الدراما الإذاعية الذين يختلفون تمام الاختلاف عن الدراما التليفزيونية..

فهم فئة عشقت التخيل، وتعلقت أذهانهم بالصوت، ومع ظهور التليفزيون ودخوله إلى المنازل المصرية، أصبح معظم متابعي الدراما الإذاعية من كبار السن، الذين يصعب عليهم دفن ذكرياتهم، والبحث عن ذكريات جديدة مع التلفاز.

عائلة مرزوق أفندي 
وهناك العديد من البرامج الدرامية التي لا يمكن الحديث عن الدراما الإذاعية دون ذكرها، ومن بين هذه الدراما مسلسل "عائلة مرزوق"، ومسلسل "أهل مصر"، والبرنامج الدرامي "أغرب القضايا"، والبرنامج الذي جمع بين الدراما والمسابقات الإذاعية وهو برنامج "772712 إذاعة" الذي تعلقت به قلوب المصريين، فلا يمكن أن يمر يوم الجمعة دون الاستماع إلى الجريمة التي يعرضها البرنامج، ودون الانتظار للتعرف على مرتكبي الجريمة، ولأن المسلسل الإذاعي "عائلة مرزوق أفندي" واحد من أهم المسلسلات التي تعلقت بها قلوب المصريين، وتربوا على صوتها، سنترك السطور القادمة تتحدث عن "عائلة مرزوق".

"1959" كانت البداية
بدأت الإذاعة المصرية في إذاعة هذا المسلسل لمدة خمس دقائق يوميًا منذ عام 1959، ضمن برنامج إذاعي أطول وأشهر وهو برنامج "إلى ربات البيوت"، الذي أسسته الإعلامية الرائدة "صفية المهندس"، وكان يخاطب سيدات مصر من ربات البيوت، وشارك في تقديم هذا المسلسل العديد من الفنانين المصريين من بينهم، النجم الراحل فؤاد المهندس، والنجمة الراحلة إحسان القلعاوي، والفنان أشرف عبد الغفور.

الأسرة المصرية
وضع هذا البرنامج من الأسرة المصرية هدفًا له؛ حيث كان المسلسل الإذاعي يقدم يوميات إحدى الأسر المصرية.. وحرص القائمون على المسلسل على أن تنتمي هذه الأسرة لشرائح الطبقة الوسطى، تكافح الحياة وتناضل بالتعليم والعمل اليومي، ويعتمد المسلسل على شخصيات محددة، تنتمي لأسرة الموظف المكافح "مرزوق" وتتقدم في الزمن لتختفي منها شخصيات وتضاف لها أخرى، وفقا لحركة الحياة ذاتها، وتناقش كل ما تتعرض له الأسرة المصرية من مصاعب، وما تهفو إليه من أحلام.

استفتاء يكلل النجاح
ويعتبر أبلغ دليل على نجاح هذا المسلسل وارتباط المصريين به، ما حدث عام 1961م من استفتاء أجرته الإعلامية الراحلة صفية المهندس المشرفة على برنامج ربات البيوت؛ لمعرفة هل يوافق المستمعون على إبقاء المسلسل أو إلغائه؟

وجاءت الإجابات من مصر ومعظم الدول العربية الشقيقة مثل ليبيا والسودان والأردن، لتؤكد أن المسلسل من أجمل وأنجح ما يذاع في الصباح؛ لأنه يناقش مشاكل الأسرة ويعطي الإرشادات والحلول والنصائح، ويعلم الزوجات الأدب ويعلم الأزواج حقوق الزوجات، ومن أطرف ما قيل في ذلك الوقت عن المسلسل: "ارفعوا أيديكم عن مرزوق أفندي ولا تضعوه بين يدي عشماوي".

ومن المواقف التي تشهد على تعلق المصريين بهذا المسلسل، ما روته الفنانة "نادية رفيق"، التي أشارت إلى حلقة تناولت مشاكل الإنجاب والحمل، وذلك من خلال «محاسن» و«سامي» الذين كانا يعانيان من تأخر الإنجاب، وانتهت الحلقة بأنها أصبحت حاملا، وبعد أربعة أشهر تم تقديم حلقة عن الولادة، وانتهت الحلقة بأن «محاسن» ستذهب للمستشفى لتضع مولودها الأول.

وكانت النتيجة أن تلقت الإذاعية صفية المهندس مئات التليفونات من مستمعين يسألون: كيف ستلد بعد أربعة أشهر؟ واضطر المخرج لأن يغير في نص الحلقة التالية، ويستبدل الإجهاض بدل الولادة حتى لا يكسر حالة التفاعل بين الجمهور والعمل.

أزمة سابقة
ومن الأزمات التي تعرض لها المسلسل الإذاعي "عائلة مرزوق أفندي" ما حدث عام 2009م، حيث أصدرت انتصار شلبي - رئيسة الإذاعة المصرية في ذلك الحين - قرارًا بإلغاء البرنامج الإذاعي الشهير «إلى ربات البيوت» بكل فقراته بما فيها المسلسل الشهير "عائلة مرزوق أفندي"، ما أدى إلى غضب العديد من متابعي الدراما الإذاعية، وظل المسلسل كامنًا في قلوب المصريين إلى أن أعيد إنتاجه عام 2013 ولكن في ثوبه الجديد، حيث حمل عنوان "أحفاد مرزوق".
الجريدة الرسمية