وسطية دينا.. ووسطها !
لأ.. لأ.. إلا دينا تتكلم عن الأزهر. إلا دينا تتكلم عن وسطية الإسلام. ليس لأنها "رقاصة".. لا سمح الله، ولا لأن الرقص ليس فنًا راقيًا يساوى بين الكباريهات وقاعة باليه البلشوى الروسى، إنما لأن دينا ليست خبيرة في شئون الدين، ولا يمكن أن نعتمدها مرجعًا في تفسير "وسطية الإسلام" !
غريبة القصة.
دينا تهاجم الأزهر الشريف، بعدما طالب بعض علمائه بوقف برنامجها على قناة طارق نور. اعتبرت مطالبات المشايخ ضد حرية الرأى والتعبير..وضد وسطية الإسلام. تساءلت عن متى نتخلص ممن لا يفهمون في سماحة الإسلام.. ووسطيته ؟
طلعت من بقها حلوة قوى "وسطيته" دى. تفهم إيه دينا في وسطية الدين ؟ ماذا تعرف عن مقاصد الشريعة.. ومناولات الفقه الإسلامى.. وأساس مقاصده ؟
تفهم دينا في وسطية الجسم.. وسطية الواحدة ونص.. ووسطية الأفراح والليالى الملاح.. لكن ما أدراها بوسطية الرسالة المحمدية ؟ ليته الصحفى إياه الذي أجرى الحوار القذيفة، كان سألها عن معنى ما قصدته بالإسلام الوسطى.
وجع وسطها، ووجع وسط آخرين دافعوا عن برنامج "الراقصة".. دعمًا لوسطية الدين.. وسماحته !
الجدل على برنامج دينا اجتماعى، مصيبة لو تحول لخلاف دينى. استمرار برنامج "الراقصة" من عدمه، لا يجب أن يخرج عن حدود تلاسن بين معجبين براقصة، وآخرين يرون أنه لا فارق بين هز الوسط وبين إثارة الغرائز.. وأنه لا معنى لجمل من عينة "الرقص فن هادف.. نقشة الفراعنة على جدران معابدهم".
ربما لا يخلو الجدل على برنامج دينا من نفسنة راقصات أخريات، ومعارك بين فضائيات.. وفضائيات منافسة، على نسب إعلانات..وسبوبة "طرية"، لكن أن يتحول النقاش، من نفسنة، وخلاف على فلوس الإعلانات..إلى قضية وعى..وأخلاق..وحرية رأى وهجوم على "التنوير"..فهى مصيبة.
لو تحول الكره الاجتماعى للإخوان، والسلفيين إلى ذريعة لمساندة دينا ضد الأزهر، باعتبار الأخيرة رمزًا للتنوير..والرقص الشرقى رمزًا للمدنية والتحضر.. فهى مصيبة أخرى.
صحيح نعانى اضطرابًا اجتماعيا. صحيح أيضا أن لدى بعض مشايخ الأزهر إفراطًا في التعسير.. وضيق أفق في اعتماد المصالح، وتشديدًا في سد الذرائع.. لكن مع احترامنا، لا دينا ولا لوسى.. ولا نجوى فؤاد هن اللاتى يمكن أن يكنّ دليلنا في المدن..ومشاعل رشادنا لوسطية دين محمد.
بالمناسبة.. يرى بعض العقلاء، أنه إذا أثار برنامج دينا مزيدًا من اللغط، وأدى إلى مزيد من خلط الأمور.. وساهم في لجج يضع الرقاصات في مواجهة المشايخ، فالأفضل تأجيل عرضه حتى حين.
ليس دفاعًا عن المشايخ، إنما سد لمزيد من لخبطة اجتماعية لم يعد أغلبنا يعرف معها ما الخطأ وما الصحيح ؟
راقصاتنا ليست ثروة قومية، بينما الحفاظ على "هيكل المؤسسة الأزهرية" في ظروف ما يعلم بها إلا ربنا، وحتى يأتى الوقت للتعامل مع بعض نتوءات رجالها..فريضة، مثل حج البيت وصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا..وزكاة الفطر.
إما أن توقف دينا استمرار برنامجها على وسطية الإسلام.. فهناك أكثر من لفظ يمكن الإشارة إليه على هامش الموضوع !
بطلوا ده واسمعوا ده. قال استمرار برنامج دينا إشارة إلى وسطية الإسلام.. قال ؟
ناقصين دينا احنا ؟ !