رئيس التحرير
عصام كامل

طرد الإخوان من قطر ومحاولة "رشوة" مصر !


الإعلان في دوائر سياسية داخل وخارج قطر عن ترحيل عدد من القيادات الإرهابية على رأسهم زعيم التخلف العقلي المدعو وجدي غنيم..وما تلاه من أنباء مشابهة تفيد سير تركيا إلى المنحى نفسه..وأن طردًا وشيكًا لمجموعة أخرى من قيادات الإخوان لا يعني في هذا التوقيت إلا شيئًا واحدًا: محاولة رشوة مصر وإغرائها بكل الطرق للانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش وأخواتها !!


الإعلان يأتى بعد يوم واحد من اجتماع جدة..وبعد نصف يوم من إعلان مصر رسميًا أن حضورها اتفاق جدة وتوقيعها على وثيقة محاربة الإرهاب "لا يعني ذهابها للقتال ضد داعش..ولا قبولها بحلف واحد مع أمريكا"! ونبقى هنا أمام احتمالين:

الأول: أن مصر ردت على إقناعها بالانضمام إلى التحالف بقولها إنها تحارب إرهابًا داخليًا ولا تستطيع الذهاب للخارج والخطر داخل البلاد..فتتم محاولة إرضائها بما يوحي بالقدرة على وقف الإرهاب في الداخل المصري بخطوة أولية قد تتبعها خطوات أخرى !!

الثاني: أن محاولات أمريكية مستميتة لضم مصر للتحالف الدولي بقيادتها لإدراكها لمغزى ضم مصر فضلا عن تربصها بالجيش المصري من الأساس ورغبتها في توريطه بأي طريقة خارج البلاد..ومن هنا ضغطت أمريكا على قطر وتركيا بعد فشل دول الخليج في ذلك..من أجل إبعاد الإخوان تدريجيًا خارج كلا البلدين..على أمل خطوة بسيطة مقابل مرونة مصرية تليها خطوات أخرى مع مرونة مصرية أكبر، وهو ما يؤكد أن مصر بعيدة حتى الآن عن الحلف المشبوه!

وهنا نقول: إن كان الاحتمال الأول فالمطلب المصري مشروع وعادل وأخلاقي وقانوني..ولا ينبغي أن يكون مقابله شيئًا إلا الاستحسان وتمني الصدق في السلوك القطري التركي..ونحن نعلم أنه سلوك غير صادق !

وإن كان الاحتمال الثاني..فآمل أن تعتبر مصر أن كلا من قطر وتركيا أحرار في استضافة من يشاءون..وأن مصر حرة في اتخاذ ما تراه مفيدًا لأمنها القومي !! وإن ما لم نطلبه من أحد ليس بالضرورة أن نرد عليه بما لا نوافق عليه من الأساس !

وأخيرا: نقدر صبر مصر ومواجهتها ما يحاك ضدها بالدبلوماسية الهادئة..لكن..ربما كان قليل من إبراز الغضب..مجرد إبراز الغضب والغضب موجود..يؤدي ما تؤديه عشرات التصريحات الدبلوماسية، وخصوصا تأثيره المؤكد على جذب الالتفاف الشعبي الكبير..الذي أثبت حتى بتجربة شهادات قناة السويس..أنه الحصن الحصين لأي نظام..ولأي قائد !
الجريدة الرسمية