هيستيريا قناة السويس الجديدة
هيستريا أو لوثة عقلية أصابت العالم حول قرار مصر حفر وتشغيل قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط.. وكالات الأنباء العالمية ومختلف العواصم سارت تلح في التساؤل بل وصل الأمر إلى التشكيك في قدرة مصر على الوفاء بهذا الالتزام.. تارة تحت مبرر ضعف الإمكانيات الفنية لاسيما مع قرار عدم الاستعانة بالجانب الأجنبي في أعمال الحفر خاصة الحفر الجاف.. وتارة ثانية بمبرر نقص التمويل والوضع الاقتصادي السيئ الذي تمر به مصر، قبل أن يتضح حجم الإقبال الهائل وغير المتوقع من المواطنين على شراء شهادات تمويل إنشاء القناة الجديدة.. وتارة ثالثة لسوء الإدارة والتخطيط المعروفين مسبقا عن مصر..
على أمل إزالة غبار التشكيك الذي تثيره بعض وسائل الإعلام الأجنبية ذهبت إلى قناة السويس حاملا مزاعم حملات التشكيك حول قدرة مصر على الإنجاز وما قطعته على نفسها للعالم من أن تصبح القناة الجديدة صالحة للملاحة الدولية خلال عام من تدشين حفرها.
جاءت إجابات الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس لي حازمة وقاطعة وبنبرة واثقة "القناة الجديدة سيتم تنفيذها وافتتاحها للملاحة العالمية في الموعد المقرر يوم 6 أغسطس المقبل.. المصريون يمتلكون قوة الإرادة وقادرون على خوض التحديات وسحق الصعاب تماما.. نحن في سباق مع الزمن حتى نعود إلى الريادة السياسية والاقتصادية التي نستحقها".
الدراسات الخاصة بالقناة الجديدة التي اطلعت عليها خلال لقاءاتي مع مميش وعدد من مسئولي الهيئة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك حسابات دقيقة للمشروع، وأن كل حبة رمل بالقناة تم حسابها بدقة متناهية.
في الوقت الذي يجري فيه العمل على قدم وساق من جانب الشركات المصرية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتنفيذ أعمال الحفر الجاف بطول 35 كم، تقوم كراكات هيئة قناة السويس بأعمال التكريك والتعميق للمجرى المائي شمال وجنوب القناة بطول 37 كم، ويتوجب لتنفيذ القناة الجديدة وتعميق القناة الحالية ليصبح غاطس القناتين 66 قدما بدلا من 52 قدم حاليا إزالة 180 مليون متر مكعب بالحفر الجاف، و250 مليون متر مكعب حفر مائي بواسطة كراكات هيئة قناة السويس.
في موقع الحفر الجاف والذي يمتد بطول 35 كم تعمل 55 شركة مصرية، نطاق عمل كل منها يتراوح ما بين 0.5 – 1 كم، وفق شروط حددتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من بينها أن الشركة التي نطاق عملها يبلغ طوله واحد كم لابد وأن تقوم بتشغيل 20 لودر و100 سيارة نقل (قلاب) على الأقل، على أن تنقل يوميا من 40 – 50 ألف متر مكعب من الرمال لتتمكن من إنجاز أعمالها من 3 – 6 شهور، بحسب العميد حسن العفيفي مساعد رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والذي أكد أن الشركات المدنية تعمل بنفس أسلوب وطبيعة عمل القوات المسلحة، ولديهم نفس القدرة والإرادة.
عدت بغير الذي ذهبت به.. تبدلت الشكوك والهواجس والمخاوف والقلق إلى يقين واطمئنان وأمل وثقة كاملة في قدرتنا على الإنجاز والنجاح في انتظار 6 أغسطس المقبل ليصير الحلم حقيقة.