رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان يخذل أوباما!


رغم كل الروابط الوثيقة التي تجمع ما بين تركيا وأمريكا والغرب بصفه عامة، فإن الرئيس التركي أردوغان لا يستجيب حتى الآن لطلبات الرئيس الأمريكي أوباما بالانخراط في الحلف العالمي الذي سعي لتشكيله لمواجهة تنظيم داعش في العراق أولا، وفي سوريا ثانيا، والاشتراك في العمل العسكري الذي بات أوباما يراه ضروريا للقضاء على داعش أو التخلص من شرورها.


ولقد اهتم كثير من المحللين سواء في مصر أو منطقتنا أو في العالم بتفسير حالة العصيان التركي لأمريكا في مواجهة داعش، والتي ظهرت جليا في رفض تركيا التوقيع على بيان جدة، وركزوا في تفسيراتهم على مخاوف الأتراك من أن تسفر الحرب الأمريكية ضد داعش على قيام دولة كردية في العراق، تثير شهية أكراد تركيا للانضمام لها، وهو ما يهدد تركيا باقتطاع جزء من أراضيها.. وبالطبع ذلك أمر يؤرق الأتراك كلهم وليس أردوغان وحده، ولاشك أنه أحد أسباب التخوف من القضاء على داعش التي جعلت أكراد العراق في حالة دفاع عن النفس وشغلتهم بحرب وجود عن تقديم دعم لأكراد تركيا.

غير أن ذلك لا ينفي أن السبب الأساسى لموقف أردوغان تجاه حرب داعش يكمن في انحيازاته الفكرية والسياسية.. فهو ينتمي أيديولوجيا لذات الفكر الذي انبثعت منه داعش، وكل جماعات الإرهاب الأخري.. ودفاعه القوى المستمر حتى الآن عن جماعة الإخوان التي قامت بتفريخ كل هذه الجماعات الإرهابية لنا بعد ذلك.. أردوغان يرفض حرب داعش لأنه فكريا وأيديوجيا ليس ضدها، لأنه ينتمي فكريا لجماعة الإخوان التي انبثعت منها داعش وغيرها من جماعات الإرهاب.
الجريدة الرسمية