رئيس التحرير
عصام كامل

الاختبار الحقيقي للسيسي !


لن يستطيع واحد في العالم في اللحظة الحالية أن يقول إنه يفهم شيئًا مما يجري بين العرب وأمريكا في قصة الحرب على داعش، فمسئول أمريكي يقول إن السعودية وافقت على تدريب معارضين سوريين، ومصادر أخرى تنفي، ووسائل إعلام غربية تقول إن عشر دول عربية ستشارك أمريكا في الحرب على داعش، ومصادر عربية أخرى تنفي، وبعضها ينفي فقط ما تردد عن مشاركة مصر، ودول خليجية تعتبر، وفقًا للفايننشال تايمز، أن الاعتماد على الحكومة العراقية في مواجهة داعش، تضييع للوقت، بينما تدعم مصر ومن خلال كلمة سامح شكري في جدة، فكرة دعم الحكومة العراقية !! وفي حين تؤكد واشنطن أنها ستحارب الإرهاب في كل مكان وليس داعش فقط إلا أن خبراء مصريين ينفون قدرة أمريكا على ضرب الإرهاب في سيناء دون موافقة مصر وهو ما يعني أن مصر ليست شريكًا فيما يجري في جدة !!


والسطور السابقة من التناقضات لا تنتهي، المؤكد الوحيد فيما يبدو أن خلافًا بين مصر ودول الخليج في الرؤية من الأمر دعا سامح شكري إلى الإعلان ولأول مرة عن اندهاشه من منع الدعم عن مصر رغم أنها تخوض حربًا ضد الإرهاب ثم توفير الدعم اليوم لمحاربة داعش!! وهو ما يلفت النظر إلى وجود عتاب - على الأقل - في هذا الصدد، وهو ما يؤكد أيضا وجود خلافات في الرؤية بين مصر وشقيقاتها العربيات خصوصًا وأن مصر سبقت الجميع بالقول إنها ترفض أي مساس بوحدة سوريا !!

وبين كل ذلك، يؤكد مسئول إيراني وبشكل يوحي باليأس من أن "الطريق إلى اتفاق نووي مع الغرب وأمريكا يبدو طويلا" !! وهنا تبدو الأسئلة المهمة الضرورية: هل كانت إيران بتقاربها مع العرب في الفترة الأخيرة تساوم أمريكا على الاتفاق النووي ؟ أم كانت السعودية بتقاربها مع إيران وإعلانها صراحة أنها لم تعد تريد إسقاط النظام في سوريا، هي من تساوم أمريكا على مطالب لها ؟ هل كان تشجيع التعاون المصري الروسي ودفع فواتير بعض عقود الأسلحة الروسية لمصر من الدول الخليجية كان من أجل تعويض روسيا عن تدمير سوريا و"تجهيز" بدائل إقليمية كأصدقاء بدلاء لروسيا ؟ أم أن ذلك كان ابتزازًا لأمريكا ؟ ومن الذي كان يبتز من في حقيقة الأمر، أمريكا التي أوحت للجميع بقرب اتفاقها مع إيران، أم ما قلناه سابقًا ؟!

على كل حال، الأسئلة لا تنتهي، المؤكد الأصدق في كل ذلك، أن العدوان على سوريا سينتهي بخلق وضع على الأرض يسمح بتقسيمها، وإذا حدث ذلك فتقسيم العراق مؤكد لا محالة، وإذا قسم العراق وقسمت سوريا انتهت القضية الفلسطينية إلى الأبد، وسننشغل بصراعات إقليمية وطائفية وعرقية لا نهاية لها وهذا كله سيؤثر سلبًا على مصر واستقرارها، وهي من أدركت الخطر مبكرا وحاولت دعم الحكومة العراقية، وحاولت تشجيع الدول الخليجية على التحدي، وقال "مسافة السكة"، وقوبل كلا الأمرين بالهجوم تارة والسخرية تارة أخرى من عملاء أمريكا وإسرائيل في الإعلام العربي بكل أشكاله، فضائي وإلكتروني، ودائمًا يتبعهم الحمقى وقصيرو النظر، وهو ما يعيد الكرة إلى الملعب المصري لينتظر كلمتها الحاسمة، في عهدها الجديد، وخصوصًا وأن حالة الالتفاف الشعبي حول السيسي لا مثيل لها مع من حكموها في السنوات الأخيرة، وكان القرار بالاعتماد على المصريين في بناء وطنهم من أجل هذا اليوم تحديدًا؛ ولذلك، فكل ما فات شيء، وما يجري الآن من تحالف الشياطين شيء آخر،
إنه بالفعل الاختبار الحقيقي للسيسي، والشعب ينتظر منه النجاح فيه !!
الجريدة الرسمية