رئيس التحرير
عصام كامل

ظاهرة التحرش

فيتو

التحرش أصبح ظاهرة منتشرة في حياتنا اليومية ليس في مصرنا الحبيبة فقط إنما في أغلب البلدان العربية، فأصبح من العادي أن تسمع عن شاب تحرش بفتاة في الطريق العام دون أي استغراب أو اندهاش، وذلك لكثرة حدوث هذه الظاهرة، والتحرش ليس بالضرورة لمس أو اعتراض بالطريق، لكنه من الممكن أن يكون باللفظ وما أكثرها عند الشباب في هذه الأيام.


وفي ظل انخفاض أسعار المكالمات التليفونية أصبح بإمكان الأولاد في أوقات فراغهم الاتصال بأي رقم والتحرش اللفظي، ولو علم الأولاد والشباب كمية الألم الذي تتعرض له الفتاة، وأتحدث هنا عن الألم النفسي، لما فكر ولو للحظة بالتحرش بأي فتاة في الشارع.

وبدأت أسال نفسي عن أسباب حدوث التحرش، فوجدت بداخلي عدة أسباب، فمن الممكن أن يكون أسبابه نابعة من قصور الأبوين في تربية أولادهم ، وعدم وجود وازع ديني يمنعهم من القيام بهذا الفعل المشين، الذي يعتبر جريمة، ولكن لن نضع كل الأسباب علي الأولاد، فمن الممكن أن يكون السبب نابع من الفتاة، بلبسها الذي لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا الشرقية.

ولكن لو نرجع لحظة إلي الوراء أيام الستينات والسبعينات، كانت الفتيات ترتدي الميكرو جيب والكات، وكانت تستخدم المواصلات العامة وزحمتها، وما كنا نسمع بحدوث حالة تحرش واحدة، حتي أن في مصرنا الحبيبة حتي وقت قريب جدا، لم يكن هناك قانون يجرم التحرش، لأنه ليس موجود أصلاً في مجتمعاتنا الشرقية المتدينة، ومن الممكن أن يكون سبب التحرش هي العوامل الاقتصادية وغلاء الأسعار وعدم قدرة الشباب علي الزواج.

بالتالي لا يجدون إلا التحرش وسيلة لإشباع غرائزهم المدفونة، ومن الممكن أن يكون سبب التحرش هو الانفلات الأمني وعدم الخوف من العقاب، فأصبح الشاب يفعل ما يحلو له من مخالفات، دون الخوف من الشرطة، وإذا جمعنا كل هذه العوامل السابق ذكرها، فمن الممكن أن تكون جيمعها السبب وراء التحرش، الذي أصبح يحدث يومياً في شوارعنا، ونأمل أن يُمن علينا الله بزوال كل الأسباب المؤدية لوجوده، حتي تستطيع البنت الخروج من البيت وهي آمنة دون خوف، وتستطيع الأم والأب أن يأمنا علي بناتهم وأخواتهم، ومن وجهة نظري فإن التحرش ظاهرة سوف تختفي سريعاً من مجتمعنا عن طريق التوعية السليمة سواء الدينية أو الفكرية.
الجريدة الرسمية