كأنك يا زيد ما غزيت
آن الأوان لشباب الثورتين الوطنيتين والتنظيمات الشبابية التي تفتقد القيادة أن تلتف وتتوحد حول هدف واحد هو تأسيس حزب يختلف عن الأحزاب التي ترهلت وغابت عن الشارع المصرى. آن الأوان لبث الدماء الجديدة والأفكار الشابة في جسد وروح الشعب المصرى.
وتتضارب عناوين الصحف حول اندماجات لبعض الأحزاب التي لا يُعرف لها اسم، ثم لم نلبث أن تطالعنا بأخبار الخلافات التي نشبت نتيجة تشبث كل منها بالاستحواذ والسيطرة على القائمة. والغريب أن لا أحد يخشى أن نبتلى مرة أخرى بمجلس شعب يسيطر عليه الإخوان المتخفون والسلفيون والأحزاب الإسلامية أو الحزب الوطنى المأسوف على شبابه. وكأننا قد نسينا ما أصابنا في السنة السودة المشئومة تحت حكم المرشد وجماعته. أو كأننا اشتقنا إلى أحمد عز بطبعة جديدة وكأنك يا زيد ما غزيت!
إن السلطات الواسعة التي منحها الدستور لمجلس الشعب وتقاسمه السلطة مع رئيس الجمهورية يجعل المسئولية الملقاة على عاتق الأحزاب التي لها بعض الوجود على الساحة المصرية، وكذا الشباب الوطنى مسئولية جد خطيرة وكبيرة.
الشعب المصرى لم يعد يتحمل الهراء والظلامية والتقهقر إلى العصور الوسطى التي يؤمن بها الإخوان ومن شابههم من الأحزاب الإسلامية والسلفية. ومصر لم تعد تتحمل سيطرة المال على السلطة لنهب البقية الباقية من خيرها.
مصر تنتظر وتأمل في شخصيات سياسية محترمة منفتحة تطمح إلى النهوض بها من خلال قوانين تعيدها إلى موقعها الذي تستحقه عربيا وعالميا. لم يعد هناك متسع من الوقت لتشرذم الشباب الذي بهر العالم بثورتيه والذين تعدت نسبتهم نصف تعداد الشعب المصرى والذين نأمل في قيادتهم لمصر المستقبل.
حان الوقت كي ينسى كل منا مصالحه الشخصية ويتخلى عن أجنداته ويضع نصب عينيه صالح الوطن.. فمصر أولًا.. ومصر أخيرًا.