الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجية موضوع يثار كثيرا حول الرجال في المجتمع الشرقي العربي المتدين بطبعه!! فنجد حالات كثيرة لزواج الرجل على زوجته في السر أو الزواج العرفي أو العلاقات غير الشرعية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن عشيقة. أما عن النساء فالكلام عن الخيانة الزوجية من الزوجة أمر كارثي وإذا فضح أمر الزوجة أو انكشف من الممكن أن تسيل بحور من الدماء وينتهي الأمر بمأساة وخراب وعار يستمر لعقود خصوصا في صعيد مصر.
لن ندخل في منطقة الحلال ولا الحرام ولكننا سوف نتكلم من منظور نفسي وخلال حكايات كثيرة للأسف سمعتها ورأيتها بنفسي في العيادة النفسية في أماكن عديدة ترددت عليها وأقول للأسف لأن كل حكاية تحمل مأساة وقنبلة موقوتة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. عادة تأتي سيدات أعمارهن تتراوح من 25 إلى 45 يشتكين من أعراض اكتئاب وقلق وأرق وفقدان الشهية وآلام جسدية وفقدان الرغبة الجنسية. من الممكن أن يتم تشخيص الحالة من أي طبيب مبتدئ في الطب النفسي على أنها حالة اكتئاب أو قلق عام أو اضطرابات عدم التكيف.
ولكن مع التحليل العميق والسؤال والتدقيق تجد أن علاقة هؤلاء السيدات بأزواجهن تكشف أن أغلبهن يعانين من مشاكل زوجية تتمثل في عدم الحب أو الملل أو عدم الوصول إلى درجة النشوة والاستمتاع في العلاقة الجنسية أو المتعة من طرف واحد من الزوج فقط أو أن الزوج هو من يختار وقت العلاقة. وأسباب كثيرة تضعها السيدات أمام الطبيب. وتستمر الجلسة أكثر من الساعة إلى أن تفجر السيدات وترمي القنبلة بأن هناك رجلا آخر جديدا بدأ يدخل حياتها ويكلمها كلاما معسولا ويشعرها أنها أنثي وأنها مرغوب فيها.
عندما تسأل هؤلاء السيدات عن أزواجهن يقولن عنهم أنهم في منتهي الطيبة وأنهم لا يتأخرون عنهن في أي طلب وأن كل طلباتها المادية مجابة ولا تدري لماذا بدأت تنجذب للشخص آخر ولكنها أيضا تدافع عن عشيقها. تجد أغلبهن في غاية الرعب والخوف إذا انفضح أمرهن ويطلبن الشورى والرأي..ماذا ستفعل. كيف تتخلص من عار الخيانة وتأنيب الضمير و ما الذي جعلها تصل إلى هذه المرحلة رغم نشأتها وتربيتها على القيم والدين. وهل لهذه الحالة أدوية..
أسئلة كثيرة مطلوب من الطبيب الإجابة عنها لكي لا تتهدم الأسرة مطلوب منه الحكمة والعلم وقبل ذلك أن يوفقه الله في ما سوف يقوله..مطلوب منه أن لا يضع أي أحكام أخلاقية للشخصية التي أمامك دعها تفضفض وتبوح بالسر اسمع جيدا وانصت.اصبر لأن هذه الحالات تحتاج مجهودا كبيرا لأن أغلب هذه الحالات تعاني من اضطرابات شديدة في الشخصية مثل الشخصية الهستيرية والشخصية البين بينية أغلبهم اندفاعيون متقلبو المزاج يملون بسرعة باختصار ممنوع الاقتراب للهواة أو الأطباء غير الملمين بخبرات الحياة وطبيعة المجتمع.
أما بالنسبة المرأة التي تشعر بالفتور مع زوجها فيجب عليها أن تجلس جلسة مصارحة ومكاشفة مع زوجها لمصارحته وتذكرين له كل العيوب وتطلبين منه التجديد والتغيير في طريقة المعاملة حتى تعود المياه إلى مجاريها وتطلبين منه الذهاب إلى الطبيب النفسي معا حتى تبتعدي عن عار الخيانة ولا تنتظري إلى أن تصل المرحلة إلى طريق مسدود يجعلكي تندمين، وإذا لم يسمعك زوجك عليكي أن تصبري وتطلبي العون من الله وتطلبي العلاج والفضفضة مع الطبيب النفسي أو أهل الثقة. أما إذا وقعتي في المحظور فعليك مراجعة نفسك وحساب العواقب والفضفضة.
أؤكد في المشاكل الزوجية يجب على الزوجين الذهاب معا ويجب على الزوج الذهاب والاستماع لزوجته فالممكن أن يكون هو السبب من أسباب الخيانة دون أن يدري بسبب عدم اهتمامه. ويجلس كل منهما منفردا مع الطبيب ثم يجلسان مجتمعين لكي يصلا إلى حل ويستكملا مسيرتهما، و يحافظا على أسرتهما فالوضع والمفاهيم في المجتمع الشرقي مختلفة تماما عن الغرب.