بعد حادث المنصورة.. "الجماعات الإرهابية" تعود من جديد لمحاربة القضاء.. «أحمد عودة »: «ديل الكلب عمره ما يتعدل».. و«صلاح عدلي»: لابد من تقديم عناصر الإرهابية للعدالة
لم يكن الحادث الذي شهدته مدينة المنصورة، اليوم الأربعاء، وهو مقتل محمد محمود، نجل المستشار «محمود سعد»، على يد الجماعات الإرهابية أول اعتداء على رجال القضاء، بل قد حدثت مثل هذه الاعتداءات منذ أعوام مضت، وكان من أشهرها حادث «الخازندار» و«محكمة باب الخلق».
حادث الخازندار
بشعار السيفين والمصحف للجماعة أضفى المرشد «حسن البنا» على دعوته سلاح القوة، ووصل الأمر أنه زرع في أتباعه مقولته المأثورة «لا يكتمل إيمان المرء إلا إذا آمن بدعوة الإخوان وبه» أي أن حسن البنا صاحب الدعوة، باعتباره في نظرهم معصومًا لا يخطئ، الأمر الذي جعل المنتمين للجماعة يتخيلون أنفسهم بشرًا «بشرطة»، وجنسًا مميزًا مختلفًا عن المجتمع الذي لم يكتمل إسلامه، وأوعز لهم المرشد بأنهم في حرب ضد الشرك، ولا سبيل لنشر دعوة الإخوان إلا بقوة السلاح.
وقد كانت صدمتهم تصدى القاضى المستشار «أحمد الخازندار» لنظر قضية اعتداء شباب الإخوان على جنود بريطانيين في الإسكندرية في 22 نوفمبر 1947، والاتجاه إلى إدانتهم، واعتبار قتل الجنود البريطانيين واليهود جريمة، وطبقًا لاعتراف أحمد عادل كمال، المنشق عن التنظيم السرى في كتابه «النقط فوق الحروف»، تم تهديد القاضى لإثنائه عن السير في القضية، وعندما لم تفلح محاولاتهم، أصدر القاضى أحكامًا بالأشغال الشاقة المؤبدة على الشباب، واشتاط البنا غضبًا وهو يصرخ «ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله»، وهو ما اعتبره «السندى»، وأعضاء التنظيم فتوى، و«ضوءًا أخضر» من البنا باستحلال دم الخازندار، وقرر عبدالرحمن السندى، قائد التنظيم السرى، استهداف القاضى.
تفاصيل الحادث
وفي صباح يوم 22 من مارس 1948، خرج القاضى «الخازندار» من منزله بشارع رياض بحلوان، ليستقل القطار إلى القاهرة، حيث مقر المحكمة، وبعد عدة خطوات من منزله أطلق شخصان عليه تسع رصاصات فسقط قتيلًا، وتمت مطاردتهما من قبل جيران القاضى والقبض عليهما، وعثر البوليس بحوزتهما على أوراق تثبت انتماءهما لجماعة الإخوان، وهما «محمود سعيد زينهم» طالب بمدرسة الصناعات الميكانيكية، 21 سنة، وكان أحد أبطال المصارعة، والثانى «حسن عبدالحافظ» طالب توجيهية متكرر الرسوب، وكان عثر في حوزة القاضى على أوراق قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية «تفجيرات سينما مترو»، والمتهم فيها أيضًا عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وقامت النيابة باستدعاء مرشد الجماعة حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين، إلا أنه أنكر معرفته بهما تمامًا، لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبدالحافظ كان «السكرتير الخاص» للبنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم.
باب الخلق
ومن حادث «الخازندار» إلى حادث آخر في « باب الخلق »، وتعود تفاصيل الحادث حينما احترقت محكمة باب الخلق، أقدم محكمة مصرية، بعد أيام من تحذيرات نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي عن ضابط شرطة مصري لاجئ في أمريكا، قال فيها إن تنظيم الإخوان بصدد الهجوم على أرشيف المحاكم والنيابات، لمحو تاريخ الجماعة مع العنف، فيما قال وكيل نادي قضاة مصر إن مبنى محكمة باب الخلق المحترق يضم أوراق قضايا الاغتيالات والتصفية التي أعقبت الثورة، ومن بينها أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء.
موقع اليوتيوب
وحذر العقيد «عمر عفيفي»، في رسالة مسجلة على موقع "يوتيوب"، بداية الأسبوع الجاري، من حرق أرشيف المحاكم قبل مغادرة النائب العام المعزول بحكم قضائي طلعت عبد الله، لافتًا إلى أن جماعة الإخوان بالاشتراك مع "حركة قضاة من أجل مصر"، تنوي حرق أرشيف دار القضاء العالي ونيابة أمن الدولة وبعض المحاكم والنيابات قبل رحيل النائب العام.
«عمر عفيفي»، ضابط شرطة متقاعد، هرب إلى أمريكا بعد تأليفه كتابًا مثيرًا للجدل اسمه "عشان ما تضربش على قفاك" دعا فيه إلى مقاومة قمع الشرطة بالطرق القانونية، قبل أن يهرب بطريقة غامضة إلى أمريكا، واشتهر من هناك بتسجيل فيديوهات على مواقع يوتيوب يتنبأ فيها بتصفيات وجرائم بحق الثوار.
الجماعات الإرهابية
وعقب الحادث قال «عفيفي»، إن الجماعة هي التي أحرقت محكمة باب الخلق، لأنها "تريد طمس تاريخها الإجرامي الأسود ليتمكن أبناء التنظيم من دخول الكليات العسكرية، يحكمنا مجموعة من المفسدين يريدون أن يصنعوا تاريخًا جديدًا لهم".
محكمة باب الخلق
وتعد محكمة باب الخلق من المحاكم العريقة في مصر، وشهدت تداول جرائم تاريخية منها قتل أمين عثمان، ومقتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، لكنها تضم بين أروقتها نيابة وسط القاهرة، التي تنظر قضايا الثورة، كقتل الثوار وأحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء وماسبيرو.
وبحسب وكيل نادي القضاة المصري، المستشار عبد الله فتحي، فإنه لا يستبعد العمل الجنائي، خاصة أن الدور المحترق هو مبنى نيابة وسط القاهرة، ما يعني الرغبة في إزالة أدلة وآثار قضايا بعينها، لو توافر القصد الجنائي في حال إثبات التحقيق ذلك.
أعمال إرهابية
«ديل الكلب عمره ما يتعدل»، هكذا بدأ أحمد عودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، حديثه، وقال إن أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي لن يتوانوا عن أعمالهم الإجرامية التي تثبت مدى وحشيتهم، مشيرًا إلى أن حادث مقتل نجل المستشار «محمود سعد»، أحد أعضاء هيئة القضاء في محاكمة مرسي، جاء ليذكرنا مدى أفعالهم الإرهابية التي قاموا بها من قبل سواء مع محكمة باب الخلق أو حادث «الخازندار».
وطالب عودة، قوات الأمن خلال الفترة المقبلة، بالتشديد على ضبط عناصر الإرهابية الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين.
الأجهزة المخابراتية
في السياق ذاته، قال صلاح عدلي، عضو الجمعية الأهلية بالحزب الشيوعى، إن ما فعلوه أنصار الجماعات الإرهابية في المنصورة يستحق حكم الإعدام، وطالب عدلي أجهزة المخابرات بسرعة البحث حول العناصر الإرهابية الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وعرضهم على العدالة.