رئيس التحرير
عصام كامل

"الموالي" شيله وكلف غيره


يثبت الشعب المصري المرة تلو الأخرى إيمانه بوطنه وتأييده للرئيس السيسي، باستجابة فورية وصادقة لكل ما من شأنه أن يسهم في نهوض مصر.. وفي ظل ما واكب "مؤامرة" قطع الكهرباء عن المحافظات مجتمعة.. تحدى المصريون الأزمة وصمدوا في الظلام وتحملوا الانتظار ساعات طوال في البنوك لشراء شهادات استثمار قناة السويس في اليوم الأول لطرحها مسجلين 6 مليارات جنيه، ولولا "فضيحة" انقطاع الكهرباء لحققوا رقما قياسيا.


في هذا اليوم، قهر الشعب ظلام العقول وسواد النفوس، وفي الوقت نفسه رفع رأس القائد الذي دعا الأمة لتمويل حفر وتشييد القناة الجديدة.. واستشعر الرئيس ما عاناه الشعب من انتظار ساعات في الطوابير وتعطيل مصالح نتيجة أزمة كهرباء غير مسبوقة، فبادر كعادته للمصارحة والاعتذار عما حدث.

لم يخل حديث المكاشفة حول حجم المشكلة من رسائل مررها الرئيس السيسي لمن يعي ويستوعب، ولعل أهمها أن "أزمة الكهرباء يوم الخميس هي الأسوأ التي تشهدها مصر للمرة الثانية في التاريخ الحديث"، كما قال الرئيس أيضا إن "مصر تحتاج إلى أمانة وجرأة القائمين على المرافق الحيوية"، وأكد على أن "هناك أشخاصا يعرقلون العمل في مرافق الدولة المتهالكة بهدف زيادة تأثير الأزمات".

تمنيت وقت كلمة الرئيس حول "الخميس الأظلم"، أن أرى تأثيرها على وجه وزير الكهرباء د. محمد شاكر، الذي برر ما حدث من فضيحة "بعطل وخطأ فني أثناء إجراء مناورات لنقل الأحمال في بعض مناطق القاهرة، وسنجري تحقيقا لمعرفة سبب اتساع رقعة انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق كثيرة في كافة محافظات مصر!!".

لم يقل وزير الكهرباء من أين جاءت الأحمال في الصباح الباكر؟!.. ولماذا تتم المناورات في أول يوم تطرح فيه شهادات استثمار قناة السويس؟!.. ولماذا لم يرجئ الوزير الأمر إلى يوم الجمعة مثلا، لتنفيذ ما يشاء من مناورات كي لا يفسد فرحة المصريين بالمشروع القومي، وحتى لا تتعطل مصالح البلاد والعباد في كل مكان؟!

ما حدث في الخميس الأظلم هو "مؤامرة" مكتملة الأركان، وليست "مناورة" كما أطلق عليها وزير الكهرباء، ولو كان لدى الوزير شاكر شجاعة تحمل المسئولية عما حدث من خسائر تعطيل الأعمال ووقف حال البلد بشكل تام، لاستقال من فوره مثلما يحدث في أي بلد محترم.. لكن نظرا لغياب المحاسبة الحكومية للوزراء خصوصا من أثبت فشلا في مهمته، استخف وزير الكهرباء بالجميع مكتفيا باعتذار عن "الكارثة التي لحقت بالمرافق الحيوية والمؤسسات والبيوت والمشروعات، وأنه يجري تحقيقا شاملا لمحاسبة المقصرين ومن تسبب في تلك الأزمة"، ونفى الوزير أنباء استقالته، مؤكدا أنه لن يترك منصبه قبل حل أزمة الكهرباء في مصر، معتبرا نفسه جنديا في ساحة حرب.

ما الذي يستند عليه وزير الكهرباء حتى يؤكد أنه باق في منصبه؟!.. إن تناولنا مسيرته الوزارية نجدها مكللة بالفشل والإخفاق شبه اليومي، والغريب أنه بدلا من طرح الحلول ووضع خطط آنية لحل الأزمة وأخرى طويلة المدى للعلاج الجذري وإيجاد بدائل للطاقة، راح يبرر الانقطاع اليومي للكهرباء بأن بيته شخصيا لم يسلم من الانقطاع، وهذا هو الفشل بعينه!!

الوزير شاكر لديه ملفات تفصيلية حول انتماء قيادات الوزارة إلى "الإخوان"، ومن يعاونهم في تخريب وحرق أبراج ومحطات الكهرباء، لكنه لم يحرك ساكنا سواء تجاه "المؤامرة" أو من ينفذون الجرائم!!.. ولماذا يتستر الوزير على المنتمين إلى الجماعة الإرهابية ويعملون في مناصب حساسة في وزارة الكهرباء والشركات التابعة لها؟!، وما علاقته شخصيا بقيادات "الإخوان" خصوصا أنه خاض انتخابات النقابة على قوائم الجماعة؟!.. ثم لماذا يدافع عنه رئيس الوزراء إبراهيم محلب حتى بعدما ثبت فشله؟!

نصيحة صادقة لرئيس الوزراء: "شيل وزير الكهرباء الموالي للإخوان وكلف غيره"، إن أردت الاحتفاظ بثقة ومحبة الشعب، لأن التستر عليه سيعيد سيناريو حازم الببلاوي الذي دافع عن وزراء البرادعي والنتيجة أنه "طار" معهم من الحكومة.
الجريدة الرسمية