قدري: تنفيذ خطة تطوير وميكنة دار المحفوظات للحفاظ على ذاكرة مصر
أعلن هاني قدري دميان، وزير المالية، عن بدء تنفيذ خطة تطوير وميكنة دار المحفوظات التابعة لمصلحة الضرائب العقارية بهدف الحفاظ على ذاكرة الأمة المصرية والحفاظ على ثروة من أهم الوثائق والمستندات التي لعبت دورا فاصلا في تاريخ مصر الحديث منذ تأسيس الدار بمنطقة القلعة في مايو 1829 لتصبح أقدم ثاني دار على مستوى العالم.
وقال إن الخطة التي سيجري تنفيذها بالاستفادة بالخبرات الوطنية والدولية تشمل 3 مراحل، الأولى إنشاء متحف للوثائق التاريخية والسياسية التي تضمها الدار مثل اتفاقيات مصر ومعاهداتها مع الدول الأجنبية وبعض أعداد جريدة الوقائع المصرية منذ عام 1885 وقرارات مجلس الوزراء منذ بداية تأسيسه ومجموعة من أندر الكتب والمؤلفات العلمية في العلوم والآداب والتاريخ بلغات متعددة منها العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من خطة التطوير تشمل تقسيم مصر إلى 3 مناطق رئيسية، لتغطي كل منطقة منها مجموعة من المحافظات بحيث يتم تكوين قسم خاص لكل محافظة يضم كل البيانات الخاصة بها وبالقاطنين بها تسهيلا على الجمهور المتعامل مع الدار، بجانب إنشاء مكتبة رقمية لخدمة الباحثين في العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتسهيل دراساتهم للوثائق والمستندات والبيانات بصورة تضمن الحماية الكاملة والتأمين لهذه الثروة من المعلومات والبيانات عن حياة مصر السياسية والاقتصادية والثقافية طوال ما يناهز قرنين من الزمان.
وأوضح أن المرحلة الثالثة تركز على إنشاء دور محفوظات مصغرة في جميع محافظات مصر تسهيلا على الجمهور المتعامل مع الدار على أن يحال لكل منها البيانات والمستندات الخاصة بأهالي المحافظة سواء ملفات ملكية الأراضي الزراعية الواقعة في زمامها، أما المستندات والوثائق التاريخية فسوف يحافظ عليها في المركز الرئيسي بدار المحفوظات بالقلعة التي سيتم تطويرها مع الحفاظ على تراثها المعماري.
جاء ذلك خلال جولة وزير المالية لدار المحفوظات ومركز ترميم المخطوطات والوثائق الذي يعد من أقدم مراكز الترميم في العالم، في حضور عمرو بدوي مساعد وزير المالية، وعاطف الفقي مساعد الوزير لتكنولوجيا المعلومات، وخالد نوفل مساعد الوزير، وسامية حسين رئيس مصلحة الضرائب العقارية، وأمجد منير رئيس قطاع مكتب وزير المالية، وطارق فراج مستشار وزير المالية لشئون الضرائب العقارية.
وأشار الوزير إلى أن دار المحفوظات تضم ثروة من المعلومات عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمصر منذ عصر محمد علي إلى ستينيات القرن الماضي، حيث يوجد بها 90 ألف ملف خدمة لكبار موظفي الدولة المصرية منها 1500 ملف لأهم شخصيات مصر السياسية مثل أحمد عرابي وسعد زغلول وجمال عبد الناصر ومصطفى باشا النحاس وكبار مفكريها كالشيخ محمد عبده وطه حسين ونبوية موسى وأحمد بك شوقي وعلي باشا مبارك والشيخ مصطفى المراغي ود.عبد الرازق السنهوري وعبد الرحمن بك عزام.. وهذه الملفات تتضمن كل البيانات عن حياتهم الوظيفية، وللاستفادة من هذه الثروة المعلوماتية يتردد على الدار باحثون من جميع أنحاء العالم بجانب الباحثين المصريين.
من جانبها أشارت سامية حسين، رئيس مصلحة الضرائب العقارية، إلى أن دار المحفوظات تشتمل على وثائق ومستندات لعدد من الوزارات السيادية والهيئات العامة للحفظ في الدار لحمايتها من السرقة أو الضياع أو التلف أو الحريق.
وأضافت: أن دار المحفوظات تقدم خدماتها للجمهور؛ حيث يمكن من خلال بياناتها الحصول على شهادات الميلاد والوفيات المسجلة بمصر حتى عام 1961، وكذلك الكشوف الرسمية للأطيان الزراعية والعقارات المبنية بجانب أنها تقدم خدماتها للباحثين من خلال الاطلاع بمكتبة الدار.