رئيس التحرير
عصام كامل

«الصحف العربية».. غياب «خامنئي» يؤدي إلى صراعات بين المتشددين والإصلاحيين في إيران. محللان لبنانيان: «داعش» والنظام السوري وجهان لعملة واحدة.. سلفيو الأردن ينأون بأنفسهم

فيتو

اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، بإجراء المرشد الأعلى أية الله على خامئني، عملية جراحية واعتراف إيران بإصابته بالسرطان ما أثار تخوفات حول صراع بين المحافظين والإصلاحيين على السلطة.


عملية «خامنئي»

البداية من صحيفة «العرب» اللندنية، التي رصدت توابع اعتراف إيران بأن مرشدها الأعلى مريض بسرطان «البروستات»، حيث ثارت الكثير من التكهنات حول مستقبل السلطة في طهران والصراع بين المتشددين والإصلاحيين، فضلا عن موقف الطرف الفائز في هذا الصراع من التدخل الإيراني في قضايا المنطقة وخاصة سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين، إذ عملت طهران في ظل المرشد على إذكاء الصراعات المحلية وخلق ميليشيات موالية لها مذهبيا.

وأجريت للمرشد الأعلى في إيران على خامنئي، الذي يقود البلاد منذ ربع قرن عملية جراحية «ناجحة» في البروستات صباح أمس، وذلك وفق معلومات رسمية نادرة حول صحة المرشد «75 عاما» التي تتضاعف الشائعات بصددها.

وتثير الوضعية الصحية للمرشد الأعلى، الشكوك حول ما ستؤول إليه العلاقة بين الإصلاحيين والمتشددين من بعده خاصة في ظل تغول الفريق الثاني وسيطرته على أهم المواقع وأكثرها حساسية.

وأفادت وكالة «إيرنا» الرسمية أن «العملية تمت بنجاح»، وبعد ذلك بقليل بث التليفزيون الرسمي مقابلة مقتضبة مع المرشد قبل دخوله المستشفى.

وقال «إنني ذاهب إلى المستشفى للخضوع لعملية جراحية، لا داعي للقلق»، مضيفا «إنها جراحة عادية وبسيطة، لكن هذا لا يعني ألا يدعو لي الناس».

وهي المرة الأولى التي تصدر فيها معلومات رسمية حول صحة المسئول الأول في إيران، وانتشرت شائعات في الأعوام الأخيرة في وسائل الإعلام الأجنبية تثير احتمال إصابة خامنئي بسرطان البروستات.

وباتت الشائعات متداولة على نطاق واسع في ظل التزام المرشد الصمت طيلة أسابيع، لكنه ظهر مرارا في وسائل الإعلام خلال الصيف للتعليق على المفاوضات النووية الجارية مع القوى الكبرى والتنديد بالعملية الإسرائيلية في غزة، وتبذل وسائل الإعلام الحكومية أقصى جهودها لطمأنة الرأي العام على صحة المرشد وخاصة عبر بث صوره بعد العملية.

«داعش» والنظام السوري

وفي شأن عربي آخر اعتبر محللان لبنانيان، لصحيفة عكاظ السعودية أن تنظيم داعش والنظام الأسد وجهان لعملة واحدة، وأكدا أن ما يقوم به ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في ملف العسكريين المختطفين يهدف إلى إحداث فتنة في لبنان وشرخ بين الطوائف والمذاهب.

وقال خبير الشئون الإسلامية، الشيخ سعدالله السباعي لـ«عكاظ»، إن الشبهة تحوم حول «داعش»، منذ اللحظة الأولى لظهوره في العراق ومن ثم في سوريا، مشيرا إلى أن هذا التنظيم يجلب الفتنة حيثما حل ويحقق أهداف الأنظمة الديكتاتورية بشكل غير مباشر، سواء في العراق أيام حكومة نوري المالكي أو في سوريا منذ دخوله على خط الثورة السورية.

وأضاف، أن المتتبع للمعارك التي خاضها «داعش» في سوريا يجد أن 90 % منها ضد الحركات الثورية والجيش الحر، إذ نراه منسقا ومتفاهما مع كثير من مواقع النظام عبر جيشه أو استخباراته.

وحذر «السباعي»، من أن هذا التنظيم يقوم حاليا في لبنان بإحداث فتنة كبرى عبر الممارسات والتصريحات المرافقة لأزمة اختطاف العسكريين، مؤكدًا أن هذه الممارسات ألحقت الضرر بالدرجة الأولى بالنازحين السوريين في لبنان والذين وجدوا أنفسهم بفعل أعمال «داعش» داخل بيئة معادية في كثير من المناطق اللبنانية.

وأكد الباحث السياسي، الدكتور ألبير خوري، أن تنظيم «داعش» هو الوجه الأول للإرهاب فيما الوجه الثاني هي الأنظمة الديكتاتورية وتحديدا النظام السوري، فما يقوم به «داعش» هو استكمال لما قام ويقوم به نظام الأسد الذي لم يعترف بالثورة ولا بصيغة التعايش اللبنانية، وها هو تنظيم «داعش» يقاتل الثورة السورية ويعمل على تشويهها كما يسعى عبر ممارساته مؤخرا إلى ضرب الصيغة اللبنانية.

وأضاف «خوري»، أن القضاء على إرهاب «داعش» يجب أن يتلازم بالقضاء على إجرام النظام السوري، فمحو الوجه الأول للعملة الإرهابية لا يتكامل إلا بمحي الوجه الآخر، وهذا ما على العالم أن يدركه سواء عبر التحالف الدولي الذي تجري صياغته وتكوينه أو عبر الإستراتيجية التي يجب أن تتبع لمحاربة هذا النظام.

سلفيو الأردن يتبرأون من «داعش»

يسعى تيار السلفية الجهادية الأردني إلى التخلص من أي شبهات بتمثيله تنظيم «الدولة الإسلامية» في الأردن، فيما التقت قوى إسلامية أردنية عند رفض مشاركة الأردن في الحرب المقبلة ضد الإرهاب.

من جهة أخرى اهتمت صحيفة الراي الكويتية بتصريحات القاضي الشرعي للتيار السلفي الجهادي الأردني، أبو بكر السرحان، أنه «لا يوجد لتنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام المعروف بداعش أي تمثيل داخل الأردن وأن من يدّعون أنهم أنصار داعش في التيار، غير مخولين التصرف باسمه».

وجاء قرار «السرحان»، بعد أن رد دعوى، أقامها أربعة من أعضاء التيار ضد منظر التيار عصام البرقاوي، الملقب بأبو محمد المقدسي، يشيرون فيها إلى أنهم من أنصار «الدولة الإسلامية».

ونقلت صحيفة «الغد» الأردنية عن مصادر مطلعة في التيار، أن «السرحان» أكد في القرار، الذي أصدره أن المشتكين لا يحملون أي تمثيل خطي أو تفويض من أمير دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي، أو حتى من الناطق الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني، حتى يتقدموا بشكوى ضد المقدسي، لمهاجمته «دولة الخلافة»، وبالتالي «ليسوا أصحاب مصلحة أو متضررين حتى يتقدموا بالشكوى.

من ناحيته، حذر الحزب الشيوعي الأردني الحكومة الأردنية من الانسياق خلف الولايات المتحدة الأميركية في التحالف الدولي الذي تشكله ضد «داعش».

ودعا المكتب السياسي للحزب إلى تشكيل أوسع تحالف شعبي ديمقراطي مدني يتولى تعزيز الوحدة والتلاحم في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف.

في هذه الأثناء كتب القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» حمزة منصور مقالة في صحيفة «السبيل» الناطقة باسم الحركة الإسلامية الأردنية للتحذير من خطورة المشاركة في الحرب على «داعش».
الجريدة الرسمية