بالفيديو والصور.. «فيتو» في موقع تصوير فيديو «كتائب حلوان».. أهالي عزبة الوالدة: «إحنا مش إرهابيين ومنعرفش حاجة عن التنظيم».. أكبر مخبز آلي في مصر يتحول لـ«خرابة
بعد إعلان مجموعة من الإرهابيين تشكيل ما يسمى "كتائب حلوان" من عزبة الوالدة بحلوان، وتصوير مقطع فيديو للتنظيم الإرهابي بالمنطقة، وإعلان وزارة الداخلية في بيان لها أنه من خلال التقاط رقم كشك الخبز تم التواصل مع مباحث التموين وتحديد مكانه في "عزبة الوالدة" بحلوان، أطلق البعض على العزبة اسم "كرداسة الجديدة".
المنطقة يعيش بها أكثر من مليون نسمة وتختلف فئاتهم ومعتقداتهم وأيديولوجياتهم الفكرية والاجتماعية، يعمل بعضهم كموظفين بالمصانع والشركات المجاورة بمدينة حلوان، والأغلبية العظمى منهم تعمل في الأعمال الحرة، كالحرف الصناعية مثل: "المعمار، ورش النجارة، الميكانيكا"، والجزء الآخر يعمل في مجال الزراعة، ويتميزون بالطابع الريفي والقبلي، ومن أشهر العائلات الموجودة بالمنطقة "العبسي"، و"الشرقاوي" و"العطف".
"رقم الكشك يكشف التنظيم"
وبعد ظهور الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الإرهابيين أطلقوا على أنفسهم اسم "كتائب حلوان" وقاموا بحمل السلاح وتهديد رجال الجيش والشرطة، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها أنه من خلال التقاط رقم كشك الخبز تم التواصل مع مباحث التموين وتحديد مكانه في "عزبة الوالدة" بحلوان، وظل السؤال يطرح نفسه "لماذا لم يقم أحد من أهالي "عزبة الوالدة" بإبلاغ الشرطة عن هذه المجموعة الإرهابية عندما رآهم الأهالي حينما كانوا يصورون الفيديو؟".
وقال "أحمد الشرقاوي"، أحد أهالي العزبة ردا على تلك التساؤلات: "إحنا مش إرهابيين وملناش دعوة بكتائب حلوان ومنعرفش فين كشك العيش اللي بيتكلموا عنه".
فيما التقط عامر حسن، أطراف الحديث قائلا: "هي الصحافة عايزة مننا إيه إحنا غلابة وماشيين جنب الحيط والصحافة بتقول إحنا بؤرة إرهابية".
وأكد معظم الأهالي أنه لا يوجد شخص واحد من الذين ظهروا في الفيديو أو من الذين قبض عليهم في الأيام الماضية يسكن في عزبة "الوالدة".
"الملاءة"
يضم الجزء الغربي من عزبة "الوالدة" منطقة تسمي "الملاءة"، حيث كانت منذ عشرة أعوام مضت، أرضا زراعية واسعة، تزيد مساحتها على 700 فدان، يستأجرها عائلات العزبة من الإصلاح الزراعي، ليزرعون فيها محاصيل تصدر لكل أنحاء الجمهورية.
ويروي "حسن عبد الحافظ"، من كبار أهالي المنطقة: "في عام 1972م، أعلنت وزارة الزراعة أنها ستسترد جزء كبير من تلك الأراضي من الأهالي، لإقامة مشروع إنتاج (بيض المائدة)، على أن تدفع تعويضات للفلاحين عن المحاصيل التي كانوا يزرعونها، ولكن تم التدوين بالدفاتر أن الأراضي غير صالحة للزراعة، وعليه فلن يحصل الفلاحين على تعوضات".
وتابع: "عندما اكتشف الفلاحون ذلك، قاموا بوضع بعض المواد الضارة بمياه الري، ليتم بالفعل تبوير مساحات كبيرة من تلك الأراضي وبعد فشل مشروع (بيض المائدة")، قاموا بعرض محطات المشروع للبيع، كما تم ردم ترعة الخشاب والتي كانت مصدر الماء الرئيسي الذي كان يغذي المشروع والأراضي الزراعية، واستولى الأهالي على المكان بوضع اليد وبنوا فوقها العمارات".
ويعاني سكان الملاءة من الجهل والفقر والمرض وتجارة المخدرات، لأنها تعتبر منطقة نائية وخالية من الخدمات، ولا يوجد بها وحدة صحية، مدرسة، شبكة كهرباء أو صرف صحي، ويلجأ معظم سكانها للسير على الأقدام أكثر من 3 كيلو، لتلبية حاجاتهم اليومية مثل "الطعام والشراب والمدارس".
وقال محمد ناجى، أحد سكان الملاءة، أن "المنطقة بها أكبر تاجرة مخدرات في حلوان كلها وتدعى (ماريا)، بتبيع المخدرات أمام بيتها وكل ما الحكومة تيجى مبتلاقيش حاجة لأنها بتجند صبيانها لمراقبة الجو".
"أكبر مخبز آلي يتحول لخرابة"
وقال "حسن عبد الرحمن، أحد أهالي العزبة، إنه يوجد مخبز آلي عملاق على مساحة تقدر بـ6 فدادين، يتبع شركة مطاحن ومخابز الجنوب، وكان يعتبر أكبر مخبز في القاهرة والجيزة، حيث كان يوفر احتياجات جميع المواطنين بالقاهرة والجيزة من الخبز والفينو وغيرهما من المخبوزات، ولكن في ظروف غامضة توقف هذا المخبز العملاق عن العمل.
"المجمع الصناعي الزراعي"
وبسؤال الأهالي عنه، أجاب أحدهم قائلا: "هذا المكان تابع لوزارة الزراعة كان فاتحة يوسف عبد الرحمن وكيل وزارة الزراعة في عهد يوسف والي الوزير الأسبق ومنذ فترة كبيرة لم يأت له أحد من المسئولين ولا يزال مهجورًا وتسكنه الكلاب والقمامة"، موضحا: "ادام الحكومة مستغنية عنه ياريت يعطوه لنا لكي نقوم ببنائه كمجمع مدارس أو مستشفى لكي يخدم أهالي العزبة وخاصة أن مساحته كبيرة تصل لنحو أكثر من 2500 متر".
"النفق الضيق"
اشتكى العديد من الأهالي ضيق النفق الذي يمثل المنفذ الوحيد للدخول لمنطقتي عرب وعزبة "الوالدة".
وقال أحمد سمير، أحد الأهالي: "النفق ضيق وبيعطلنا وإحنا رايحين الشغل بسبب أنه يادوب يعدي عربيتين بجوار بعض"، مطالبا المسئولين بمحافظة القاهرة بإنشاء كوبري أعلى النفق لكى يحل الأزمة المرورية الخانقة التي يعاني منها أكثر من 3 ملايين نسمة هم عدد سكان عرب وعزبة الوالدة.