"ثقافة الرصيف" بين روايات الجنس وكتب الدين.."عم محمد": كتب الشعراوى أكثر مبيعاً.. "وليد حسين": محمود المصرى ينافس الغزالى على فراش المترو.. و"محمد على": رواية" 1919" و" شيكاغو" الأكثر تصدرًا
على أرصفة الطرقات يفترش الباعة الجائلين، الأرض بالعديد من الكتب القديمة ذات الأوراق الصفراء التي تغيرت ألوانها بمرور الوقت، وتفوح منها روائح صنعتها عوامل المناخ، تتنوع هذه الكتب بين الروايات التي تحمل في طياتها الإيحاءات الجنسية، وكتب لكبار المشايخ تناولت أهم القضايا في الفقه والسنة، كما أن بائعي الثقافة يتفننون في عرض هذه الكتب، لتصبح ثقافة الرصيف بين رويات الجنس وكتب الدين.
سور الأزبكية
وفى هذا السياق، قال "عم محمد"، البالغ (42 عامًا) أفناهم بين مجلدات الكتب في سور الأزبكية، إن كتب الدين الأكثرًا مبيعًا، خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن طبيعة الشعب المصرى المتدينة تجعله يقبل على شراء هذه الكتب، مضيفا أن كل الأعمار السنية تقبل على شراء كتب للإمام محمد متولى الشعراوى، والداعية محمود المصرى، إضافة إلى كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرنى"، وتفسير الأحلام "لابن سيرين"، مؤكدًا أنه في المقابل هناك فئة معينة تقبل على شراء الروايات الأدبية، بمختلف أنواعها.
وجاء مصطفى على، مهرولًا، وهو "شاب نحيف"، يبدأ عقده الثانى، ويمتلك الفرش المجاور لعم محمد، مقتحمًا للحديث، بأن رواد فرشته يتباينون في اقتنائهم للكتب، مؤكدا أن بعضهم يشترى القصص والروايات التي تنتمى إلى كتب "الجنس"، إضافة إلى الأعمال المترجمة عن الأدب الإنجليزى والفرنسى، والبعض الآخر يقبل على شراء الكتب الدينية مثل كتاب "حوار بين الحق والباطل"، و"فتاوى شرعية" للداعية عبدالحميد كشك، و"أصحاب الرسول" للداعية محمود المصرى.
الكتب الروائية
أما محمد على، الذي يقارب السبعين من العمر، فقال، إن الوضع اختلف كثيرًا عن الفترة الماضية، مضيفا: "كان هناك إقبال شديد على الكتب الروائية، وخاصة الكتب التي كانت تحمل في طياتها مشاهد جنسية، لكبار الكتاب مثل نجيب محفوظ، توفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل، ومحمود عبد الحليم عبد الله، وغيرهم من الكتاب، أما الآن فاختلف الأمر كثيرا، بعد ظهور التكنولوجيا، وانتشر" النت" الذي يبث الروايات بسهولة جدا، ولاسيما أن الإقبال على شراء الكتب قليل للغاية، إضافة إلى أن شباب هذا العصر لا يهتم بالثقافة وقراءة الروايات".
شيكاغو
وتابع على: "أن رواية " شيكاغو" للكاتب علاء الأسوانى الصادرة في عام 2007، والتي تتناول قصص جنسية تفصيلية لحياة أغلب أشخاصها، هي الأكثر مبيعًا في الوقت الحالى، كما تنافسها رواية 1919 للكاتب أحمد مراد، التي تتناول الجنس في فترات معينة، مشيرًا إلى أن هاتين الروايتين تعيد للأذهان رواية "زينب" للكاتب محمد حسين هيكل، التي كان عليها إقبال شديد بعد أن تم إعادة نشرها لمرات عدة.
الكتب الدينية
وليد حسين، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي امتهن مهنة بيع الكتب القديمة، واتخذ رصيف "محطة مترو الجيزة" مأوى لفراشه الذي تملأه الكتب ذات الأوراق الصفراء، والأوراق الرائعة المختلفة التي تستهوى المارة.
قال، إن "الكتب الدينية أكثر مبيعا سواء في عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وحكم جماعة الإخوان المسلمين والآن، مشيرا إلى أن المواطن العادى الذي لا ينتمى إلى أي جماعة أو حزب هو الأكثر إقبالًا على القراءة، موضحًا أن كتب الداعية محمود المصرى وكتب الإمام الغزالى أكثر مبيعا".
وأوضح حسين، أن الكتب الأدبية والروايات، لها جمهورها الخاص، ودائما ما يكون من الشباب.