رئيس التحرير
عصام كامل

المعلمون يطالبون بتحسين أوضاعهم.. الأشقر: أبو النصر نقل صورة وردية للرئيس عن التعليم.. الكتب لم تصل إلى المدارس.. هناك عجز في المعلمين.. ونطالب بإصلاح المنظومة التعليمية

الدكتور محمود أبو
الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم

في عيد المعلم المصري، ما زال المعلمون المصريون يرون أن مهمتهم السامية التي تغنى بها الشعراء ورفعتهم إلى مرتبة الرسل كانت نقمة عليهم، مع تدني مستويات المرتبات وكذلك ضعف إمكانيات التعليم وميزانيته، الأمر الذي أرجعوه إلى ما وصفوه بفساد منظومة التعليم المصري، وضعف مخصصاته في الموازنة العامة.


وقال أحمد الأشقر، منسق الجبهة الحرة لنقابة المهن التعليمية، رئيس برلمان المعلمين: "توجه أمس وفد يضم وزير التربية والتعليم محمود أبو النصر ومجموعة من قيادات الوزارة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وأضاف الأشقر: أنه من الواضح من نتائج اللقاء، أنهم نقلوا له صورة وردية عن مستوى التعليم في مصر وأن المدارس على أتم استعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد، وأن الرئيس سيقوم بتكريمهم اليوم في يوم المعلم.

وأشار إلى أنه كان من المفترض أن يحضر هذا اللقاء عدد من المعلمين من مختلف المحافظات، وقال: "لكن يظهر أننا من المسجلين خطر على أي وزير لأننا نعتبر أن دورنا هو كشف أوجه القصور وأسباب الفشل في منظومة التعليم وليس الحديث عن الإنجازات الوهمية، فنحن مستبعدون من حضور هذا اللقاء كما استبعدنا من قبل"، مناشدًا المعلمين الذين سيلتقون بالرئيس أن يقولوا له الحقيقة.

كما أضاف أحمد، في تصريحات خاصة لـ"فيتو" قائلا: "قولوا للرئيس إن ترتيب مستوى التعليم في مصر ما زال في مؤخرة دول العالم وتحديدًا في المركز ١٤١ من ١٤٤ دولة، بالرغم من التصريحات الوردية التي ملأ بها الوزير صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات بأن مصر أصبحت بفضل جهوده في المركز ٧٥ ثم يأتي التقرير الرسمي عكس ذلك".

وتابع: "قولوا له إن الأرقام التي ذكرها الرئيس في خطابه الأخير عن التعليم والمدارس التي تم بناؤها وذكر أنه علم بها من وزير التربية والتعليم هي أرقام غير دقيقة وبها الكثير من المغالطات، ويجب أن يحاسب من نقل له هذه الأرقام، كما أن المدارس على الأبواب ونسبة كبيرة من الكتب لم تصل المخازن وبعضها لم يصل حتى للمطابع".

وأضاف: "وعلشان يداري الوزير على تأخير الكتب قرر أن يتم قضاء أول أسبوعين نشاط"، وأشار إلى أن تطوير المناهج الذي وعد به الوزير انتهى بإقالته أو عدم تجديده لمديرة مركز تطوير المناهج لوجود تأخير وأخطاء.

وقال: "كما نعلم من علم الإدارة فإن المدير أو الوزير الضعيف يختار قيادات أضعف منه حتى إذا حدث خطأ تحجج بهم.. المدارس على الأبواب ونسبة كبيرة منها بها عجز في المعلمين بالرغم من وجود آلاف المعلمين الذين عملوا بالأجر العام الماضي ولا يعرفون مصيرهم هذا العام".

وأضاف: "كالعادة ستبدأ الدراسة ثم تحاول المدارس سد العجز عن طريق مجالس الأمناء أو معلمين متطوعين في ظل غياب دور الوزارة التي لا تقوم بدورها وتترك المدارس في حالة فوضى".

وأوضح أن المعلمين غير متفرغين لأداء رسالتهم السامية؛ لأن وزارتهم وضعت لكل منهم مشكلة يبحث عن حلها تحت شعار لكل معلم مشكلة، فخريجو كليات التربية لهم مشاكلهم وخريجو دور المعلمين لهم مشاكلهم، والمتعاقدون لهم مشاكلهم والمعينون لهم مشاكلهم والعاملون بالتعليم الخاص لهم مشاكلهم والعاملون بالتعليم الحكومي لهم مشاكلهم، ولا يوجد مسئول في الدولة لديه الرغبة أو القدرة على اتخاذ قرار للقضاء نهائيا على هذه المشكلات.

ووصف التعليم في مصر بأنه أصبح على طريقة محال الكشري فهناك تعليم عادة وتعليم لوكس وتعليم سوبر لوكس ومصروفات المدارس تبدأ من ٦٠ جنيها إلى ١٢٠ ألف جنيه، فالتعليم أصبح سلعة لا يحصل عليها سوى القادرين فقط.

وأضاف: "كل يوم نقرأ عن تورط قيادات الوزارة في قضايا فساد مالي وإداري ورشاوى جنسية وبعضهم محال للمحاكمة أمام النيابة العامة أو الإدارية أو المحكمة التأديبية، وبعضهم تم اختياره للجان تسيير الأعمال في نقابة المهن التعليمية حتى يمتد فساده من الوزارة للنقابة".

وقال: "قيادات الوزارة الذين تم تكريمهم اليوم مسئولون عن انهيار مستوى التعليم الذي يعاني منه الجميع، تلاميذ وأولياء أمور ومعلمين، والحل الوحيد للقضاء على هذا الفشل الذي يمثل خطرًا على مصر أكثر من خطر الإرهاب أو الانهيار الاقتصادي هو التخلص من هذه القيادات".

وأضاف: "نحن لا نطالب بأجور أو مرتبات زيادة، نستطيع أن نتحمل حتى تعديل الوضع في مصر بل نطالب بإصلاح منظومة التعليم بأكملها، وسوف نقيم مؤتمرا صحفيا يوم 9 أكتوبر الساعة الرابعة في نقابة التجاريين، نطالب فيه بحقوق المعلمين وإصلاح المنظومة".

ومن جانبه أكد طارق نور الدين، منسق ائتلاف معلمي قنا، أن المعلمين عرضوا خطة على جميع الجهات في الوزارة والرئاسة ولكن لم يتم تنفيذها حتى الآن وقال: "نحن نطالب بحل مشكلة أو مأزق نقابة المهن التعليمية وتغيير لجنة تسيير الأعمال في النقابة التي تشوبها الشوائب القانونية".

وأكد نور الدين أن مادة 89 لم يتم تفعلها حتى الآن وقال: "نحن نطالب بتفعيلها منذ سنوات وحتى الآن نناشد بتفعيلها، ونحن مستعدون أن نراعي ظروف الدولة ولن نطالب بزيادات الآن لكن الأهم من الزيادات هي التدخلات الإدارية لإصلاح منظومة التعليم الفاسدة".

وأضاف عبد الناصر إسماعيل، منسق اتحاد المعلمين، قائلا: "يتم الاحتفال بعيد المعلم بعيدًا عن صانعي هذا اليوم"، وتساءل: "كيف يقام احتفال بعيد المعلم ولم يحصل المعلم على حقوقه من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وكذلك المهنية؟، لكن تطالبون المعلم بأن يؤدي عمله ودوره دون توفير له ما يحتاجه من إمكانيات المدارس ورفع ميزانية التعليم في مصر".. وتابع: "أقل ميزانية تعليم على مستوى الشرق الأوسط هي مصر".
الجريدة الرسمية