رئيس التحرير
عصام كامل

غضب الرئيس وأمله!


الرئيس عبد الفتاح السيسي.. رغم تحمله أكبر مسئولية وتوليه أعلي وأرفع منصب في البلاد، إلا أنه في ذات الوقت إنسان.. من حقه أن يفرح وأن يحزن وأن يغضب ويشعر بالضيق.. المهم لا تؤثر مشاعره المختلفة والمتنوعة في قراراته باستثناء إحساس واحد فقط مسموح له بالتأثير في قراراته وسياساته وهو الإحساس الوطني المنفذ.

وقد حاول الرئيس السيسي في كلمته الأخيرة للأمة التي جاءت بعد مرور نحو ٤٨ ساعة على حادث الإظلام الجزئي المفاجئ التي تعرضت له البلاد صباح يوم الخميس الماضي، أن يكتم غيظه ويخفي ضيقه بالطريقة التي تناول بها الإعلام هذا الحادث، رغم أن مشكلة الكهرباء مثل بقية مشاكلنا الأخري تحتاج إلى جهد ووقت لعلاجها وإيجاد حلول كاملة لها.. غير أن الرئيس السيسي مع ذلك عاتب الإعلام على هذا التفاؤل لمشكلة أو أزمة الكهرباء، وهذا يشي بما يعتمل داخل صدره من ضيق ويحمله داخله من غضب.

وبالطبع لا يمكن لوم الرئيس لأنه مارس حقه الإنساني وشعر بالضيق والغضب، نظرا لأنه كان شديد الصراحة والوضوح منذ اليوم الأول لترشحه لرئاسة الجمهورية، حينما قال للجميع إن مشاكل البلاد ضخمة وجادة وجسيمة، وسوف يحتاج الأمر منا جميعا وليس منه وحده بعد أن يصير رئيسا، جهدا كبيرا وضخما أيضا، مما سيقتضي منا أن نتذرع بالصبر على ما نعانيه بسبب هذه المشاكل مادمنا نعمل على حلها وعلاجها..

غير أن المواطنين هم أيضا بشر، وإدراكهم بصعوبة المشاكل وبأن حلها يحتاج لجهد كبير ووقت طويل لا يمنع إحساسهم بدورهم بالغضب والضيق نتيجة لوطأة حدة هذه المشاكل.. وربما لذلك قال الرئيس إنه يعذر من فسد طعامه في ثلاجته بسبب انقطاع الكهرباء أو من شاءت الظروف أن يحبس لبعض الوقت في مصعد، وتأخر إجراء جراحة ضرورية له، أو انقطعت مياه الشرب عنه.

ولذلك كان ضروريا مع استعراض الرئيس ضخامة وحدة المشاكل أن يتناول أيضا الجهود التي بدأت وبقوة لتجاوز هذه المشاكل وحلها مع تحديد الفترة التي سنضطر للصبر فيها على معاناتنا.. حسنا بالطبع أن يؤكد الرئيس مع قناعته بضخامة المشاكل تمسكه بالأمل للنهوض بهذا البلد، ولكن ذلك وحده لا يكفي وإنما الضروري أيضا أن يستعرض الرئيس جهود حل هذه المشاكل في إطار الشراكة بينه وبين الشعب كما قال، وذلك ليطمئِن الناس!
الجريدة الرسمية