رئيس التحرير
عصام كامل

«يوم المعلم العالمي».. «اليونسكو» تحتفل به 5 أكتوبر.. «تشيلى» تختار 16 أكتوبر تيمنًا بإنشاء أول كلية للمعلمين.. الأرجنتين تخلد ذكرى «المربى الكبير» في 11 سبتمبر

اليونسكو
اليونسكو

الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين يوم 5 أكتوبر سنويا منذ عام 1994، بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين.


منظمة اليونسكو بمشاركة منظمة العمل الدولية، أصدرت توصية بجعل يوم الخامس من أكتوبر كل عام، يومــًا عالميــًا لتكريم المعلم، وقد بدأ بالفعل تنفيذ هذه التوصية على أرض الواقع، منذ عام 1994م، حيث تـقدم الجوائز والشهادات للمتميزين منهم، إلى جانب عقد الاجتماعات وتنظيم الندوات والمؤتمرات التي تبحث قضاياهم في العديد من بلدان العالم، وسبل تقديم المساعدة لهم والارتقاء بمستواهم.

إلا أن هناك اختلافات بين دول العالم في اختيار يوم تكريم المعلم وارتباط هذا اليوم بتواريخ احداث هامة أو طنية في تلك البلاد كما تختلف الفعاليات والاحتفالات من بلد لاخر.


شــيـلي

حتى عام 1977م، كان الاحتفال باليوم الوطني للمعلم، يوافق العاشر من ديسمبر، احتفاء بحصول الشاعر والمربي «جابرييلا ميسترال» على جائزة نوبل، في عام 1945م، إلا أنه عدل بعد ذلك، ليكون يوم 16أكتوبر، تيمنــًا بتأسيس أول كلية للمعلمين في شيلي.

وفي هذه المناسبة، تتنوع مظاهر الاحتفال، وتتخذ قاعات فندقية للاحتفاء بالمعلمين، كما تـقدم الجوائز والهدايا من نوادي المعلمين، وعلى المستوى المركزي، يحرص رئيس البلاد، على الحضور بنفسه، ليكرم المتفوقين، كل في اختصاصه، في احتفالية عامة تـنظمها الدولة، وتناقلها وسائل الإعلام كافة،ويحرص التلاميذ، وأولياء أمورهم، على تقديم بطاقات المعايدة للمعلمين والمعلمات.

سلطنة بـرونــاي

يعد الاحتفال بالمعلم وتكريمه، في سلطنة بروناي، من أفضل الاحتفالات على مستوى العالم، حيث تشارك كافة الجهات الحكومية في هذا الاحتفال، الذي خصص له يوم 23 سبتمبر من كل عام.

وللاحتفاء بالمعلم، ثمة ميزانية خاصة، تستقطعها الحكومة من الموازنة العامة للدولة، ويصدق عليها السلطان، وهي ميزانية معتبرة، تسمح بتعدد أجواء الاحتفال، التي لا تقتصر على تقديم الهدايا السخية للمعلمين المتميزين وكفى، بل تـنظم لهم الرحالات الداخلية والخارجية، ويمنحون شهادات تقديرية، موقعة من السلطان بنفسه، تـقدم لهم في احتفالية كبيرة، عادة ما تتم في مركز المؤتمرات الدولية بالعاصمة، يشارك فيها القيادات التعليمية، في حضرة سلطان البلاد.

الأرجــنــتــيــن

يمثل الحادي عشر من سبتمبر كل عام، يومــًا بنكهة خاصة، لا يعادله سوى العيد الوطني للبلاد، حيث تتجمع آلاف الأسر، وعدد من المنظمات الأهلية، والهيئات الحكومية، للاحتفال بيوم المعلم، وقد اتـخـذ هذا اليوم، تكريمـًا لذكرى الرئيس الأسبق للبلاد، الذي اشتهر بلقب «المربى الكبير»، دومينغو فاوستينو سارمينتو، وسبق له شغل مناصب إدارية عليا في بلاده، ودشـن العديد من الإصلاحات في مجال التعليم، ساهمت بشكل كبير في تحقيق تقدم في إصلاح وتطوير منظومة التعليم بأسرها، وخلال رئاسته للأرجنتين تولى بنفسه الإشراف والمتابعة للبرنامج القومي الخاص بتدريب المعلمين، وأمر بالتوسع في إنشاء المعاهد المعنية بتطوير قدراتهم ومهاراتهم.

الاحتفاء بالمعلم الأرجنتيني، لا يقتصر على يوم واحد، بل تمتد مظاهره على مدى أسبوع كامل، حيث تـقدم الحفلات الخاصة بتكريم المعلمين المتفوقين، وتنظم الأنشطة الترفيهية، التي تعم ربوع البلاد.

بــولــيــفــيــا

يشعر المعلم في بوليفيا، بالاعتزاز والفخر، لاختياره هذه المهنة النبيلة، التي يقدرها جموع الشعب، وتكريمــًا له، جعل يوم السادس من يونيو كل عام، عيدًا وطنيـًا للمعلم، وقد اختير هذا اليوم بالذات، لأنه يوافق تاريخ ميلاد أبو التعليم والمربي الأشهر في تاريخ البلاد، «أوميستي موديستو»، الذي ينسب إليه الفضل في تأسيس أول مدرسة للمعلمين في بوليفيا.

أما عن مظاهر الاحتفاء بالمعلم وتكريمه،الطابع المميز للاحتفالات في بوليفيا، حرص الطلاب على القيام بترديد الأغنيات الخاصة بعيد المعلم، على مدى اليوم، ويظهر بعضهم ممن امتلك موهبة الإبداع، مدى إعجابه بمعلمه، من خلال قصيدة، أو قطعة نثرية، أو لوحة فنية.

كما أن من السمات المميزة أيضـًا للاحتفاء بالمعلم في بوليفيا، تنظيم موكب كبير، يضم آلاف المعلمين، يتوافدون من كل المدارس وعادة ما تنتهي المظاهر العامة للاحتفالية، بتقديم عروض فنية ومسرحية وغنائية مسائية، يشارك فيها بعض كبار الفنانين.

الــتــشــيــك

توصف الاحتفالات الخاصة بتكريم المعلمين، في جمهورية التشيك، بأنها « واحدة من أكثر الاحتفالات حيوية في العالم»، حيث يشارك فيها الآلاف من المدارس الخاصة والعامة، وقد جعل يوم 28 مارس من كل عام، عيدًا للمعلم، حيث تـقدم الهدايا، وتـمنح الشهادات التقديرية للمتميزين، وتقام الحفلات والعروض الفنية، على شرف المعلمين.

كــوســتـاريـكــا

الاحتفال بيوم المعلم في كوستاريكا، والذي يصادف الثالث والعشرين من نوفمبر، هو أشبه ما يكون باحتفالات عطلة عيد الميلاد، حيث يتأهب الجميع، من شخصيات عامة، ومؤسسات مجتمع مدني، وهيئات حكومية، ذات صلة بحقل التعليم، للاحتفاء بالمعلم وتكريمه بصور شتى.
وتقام الكرنفالات، وتنظم المواكب التي تجوب شوارع المدن، بمصاحبة الفرق الموسيقية، ويحمل جموع المواطنين حبـًا كبيرًا، وتقديرا عميقــًا للمعلمين،وهى الدولة الأعلى بين كافة بلدان أمريكا الوسطى، في مجال محو الأمية، حيث تزيد نسبة المتعلمين عن الـ 96%.
ومن أبرز ما يميز مظاهر الاحتفاء والتكريم للمعلمين في كوستاريكا، حرص كل طالب، على تقديم رسالة شخصية للمعلم، يعبر فيها عن حبه وتقديره واحترامه له، كما تـنظم رحلات السفاري للمعلمين المتميزين، في يوم عيدهم.

بــيــرو

تـعد الاحتفالات التي تقام تكريمــًا للمعلم في دولة بيرو، واحدة من أهم وأكبر الاحتفالات، التي تشهدها دول أمريكا الجنوبية، حيث يشاهد في عيد المعلم، الذي يوافق يوم السادس من يوليو، جموع الشعب، بكل طبقاته وأطيافه، وهي تتسابق للمشاركة في هذه الاحتفالية، التي يعود سبب إقامتها، إلى قيام «خوسيه دي سان مارتن»، بثورة حقيقية ضد الجهل، من خلال التوسع في إنشاء المدارس، وإليه يرجع الفضل في تأسيس أول مدرسة للمعلمين، وكان لثورته هذه أثر بالغ في انتشال شعبه من الفقر، الذي هو بالأساس أحد آفات الجهل.

وتتنوع مظاهر الاحتفال بالمعلم، ما بين تنظيم المواكب والكرنفالات، التي تجوب الميادين، وإقامة يوم رياضي في كل المدارس، يشارك فيه المعلمون والطلاب، وبعض أولياء الأمور، الذين يحرصون على الاحتفاء بمعلمي أبنائهم، وتـنظم الوزارة حفلها السنوي، لتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على المعلمين المثاليين، اعترافــًا بفضلهم، وتقديرًا لجهودهم.

كــوريــا الــجــنــوبــيـــة

يقوم الطلاب في كوريا الجنوبية في الخامس عشر من مايو، بتقديم زهور القرنفل لمعلميهم، وهذا التقليد متـبع منذ عام 1963م، حتى الآن، فلقد ساهم المعلم في كوريا الجنوبية، بقدر عظيم في بناء النهضة الحديثة لبلاده، ووفاء له يكرم في احتفالية سنوية، لا ينافسها من حيث الأهمية وتنوع الأنشطة المصاحبة، سوى الاحتفال باليوم الوطني.وتحرص وزارة التعليم، على توفير ميزانية خاصة، لإقامة احتفالية في إحدى القاعات الكبرى بالعاصمة، تدعو فيها الكوادر التعليمية في عموم البلاد، ويحضرها مئات المعلمين المتفوقين، ممن تم تصعيدهم في مناطقهم، للفوز بالجوائز القيمة، التي تـقدمها الوزارة سنويــًا.

تــايـــوان

تنطلق الاحتفالات الخاصة بتكريم المعلمين في تايوان، يوم 28سبتمبر من كل عام، وهو اليوم الذي شهد ميلاد فيلسوف ومعلم الأمة الصينية، كونفوشيوس.

وتتنوع مظاهر الاحتفالات ما بين قيام الطلاب بتقديم عروض فنية، تتباين ما بين الدراما والكوميديا والغناء، والسمة الغالبة على هذه العروض، هي حرص الطلاب المشاركين على ارتداء الملابس الشعبية التقليدية، التي يغلب عليها اللون البرتقالي، ويلقي فريق الخطابة، كلمات المديح للمعلمين، مع تحديد كل منهم باسمه، مسبوقــًا بــ«معلمي ومؤدبي».

ويحضر المعلمون المتميزون، على مستوى المدارس كلها، حفلًا كبيرًا، يحضره عادة وزير التعليم، وأحيانــًا رئيس البلاد، حيث يقلد المعلمين الأوسمة، ويحصلون على جوائز وشهادات تقديرية.
الجريدة الرسمية