رئيس التحرير
عصام كامل

8 سبتمبر الاحتفال باليوم العالمى لـ "محو الامية".. نورالدين: اعتبار المشروع "سبوبة" من أهم أسباب الفشل والمتابعة الحقيقية حتمية.. السيد: لا توجد رؤية واضحة وإستراتيجية لهذا المشروع

فيتو

يحتفل العالم 8 سبتمبر باليوم الدولي لمحو الأمية، باعتباره حق أساسي من حقوق الإنسان وأساس لعملية التعلم مدى الحياة، إذ أن محو الأمية تنقذ الحياة كما أنها تمثل عنصرًا أساسيًا لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية والحد من الفقر وتعطى فرصة أكبر للناس للعثور على وظائف والحصول على رواتب أعلى وتعتبر محو الأمية أداة تتيح للفرد تحسين ظروفه المعيشية وزيادة دخله وتعزيز علاقاته بالعالم المحيط بهم.
 

65 عاما
تتطور محو الأمية باستمرار استخدام ما يتعلق بتبادل المعارف، ويقترن ذلك بمظاهر التقدم التي تشهدها التكنولوجيا، وسعت منظمة اليونسكو على مدى أكثر من 65 عامًا إلى ضمان أن يبقى محو الأمية أولوية في جداول الأعمال الوطنية والدولية، وتعمل اليونسكو على تحقيق رؤية لعالم متعلم من خلال برامجها النظامية وغير النظامية التي تنفذها عبر العالم في مجال القرائية.

وترى اليونسكو أن هناك عدد من الأسباب تؤدى إلى وجود فرد أمى ومن أهمها عدم قدرة الأسرة على مصاريف التعليم أو فرد حرم أهله من التعليم بسبب أميتهم أو بسبب الضغوط التي يمارسها الأهل على الفتاة لترك التعليم من أجل الزواج أو شاب توفى والده فترك التعليم من أجل أن يعول أسرته.

أسباب لمحو الأمية
وأشارت إلى أن هناك أسباب لدراسة الفرد بمنظومة محو الأمية للتعليم منها أم لديها أطفال يتعلمون وهي لا تستطيع مساعدتهم في دراستهم أو امرأة تحلم بقراءة القرآن في المصحف أو رجل حلم حياته أن يستطيع القراءة والكتابة أو رجل يريد الإلتحاق بوظيفة ضمن شروطها للعمل شهادة محو الأمية.

كل هذه النماذج من الأفراد داخل المجتمع دفعتهم الظروف إلى التخلص من الأمية بكل الطرق الممكنة.

وتعتبر الأمية في مصر من المشاكل التي تعوق برامج الدولة للتنمية والإصلاح. وتعود بداية وضع الحلول لمشكلة الأمية وفى مصر إلى نهاية القرن التاسع عشر في محاولات بدأت منذ عام 1886م. ولكن لم تأخذ وقتها الشكل القانوني ولم تنفذ على نطاق قومي واسع.

وصدر أول قانون لمحو الأمية في مصر عام 1944 بعد نضال استمر على يد قادة النضال الوطنى في بداية القرن العشرين وأوكل أمر تنفيذه لوزارة الشئون الاجتماعية.

التعليم الإجبارى
وفى عام 1953 أقرت مصر قانون التعليم الإجبارى للأطفال من سن 6 سنوات إلى 12 عام، وتبنت مصر عام 1976م سياسة مكافحة الأمية ونجح البرنامج في محو أمية 4،5 ملايين شخص، إلا أنه بالرغم من نجاح البرنامج إلا أن أعداد الأميين في ازدياد إلى الآن وذلك لارتفاع معدلات النمو السكانى الكبيرة وعوامل أخرى تتعلق برؤية المنظومة في محو الأمية عن المواطنين، وتزيد نسبة الأمية بين الإناث عن الذكور وترتفع نسبة الأمية في المناطق الريفية وبصورة عامة في محافظات الصعيد والبحيرة، وتعتبر الفيوم أكبر المحافظات التي يوجد بها أعلى عدد من الأميين.

سبوبة
ويقول طارق نور الدين، منسق ائتلاف معلمى قنا، إن اعتبار مشروع محو الأمية سبوبة هو من أهم أسباب الفشل التي أدت إلى ازدياد نسبة الأمية في مصر يتعامل المسؤلين على أنهم سيأخذون مقابل مالى فيه وسيتم عبارة عن محاكاة عن الأمية وليس تعليم ويقومون بتغشيش الدارسين، وهذا ما يؤدى إلى تناقض في الإحصاءات التي تصدرها الهيئة العامة لتعليم الكبار وبين الواقع الذي ليس كمثل الإحصاءات التي تُقدم إلى الحكومة عن محو الأمية.

لم يقدم شيئا
وتابع نور الدين أن محو الأمية في مصر لم تقدم أي شىء للمواطنين سوى الاستفادة المادية لأشخاص بعينهم بهذا المشروع تبدء من كبار المسؤولين داخل الهيئة العامة لتعليم الكبار إلى أصغر المسؤلين من المشرفين على الكفور.

وطالب نور الدين بضرورة المتابعة الحقيقية لمحو الأمية ويجب ألا يتم التعامل من خلال التقارير المركزية التي توجه للمسؤولين فقط ولابد أن يكون هناك اختبارات حقيقية.

لا توجد رؤية واضحة
وفى ذات السياق يقول حسنى السيد حسني السيد، الأستاذ التربوي، أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمركز القومي للبحوث، إن الأمية في مصر مشكلة تواجهها من قبل 1952م، ووزراء التعليم منذ الثلاثون عامًا الماضية لم يقدموا شيئًا في هذا الأمر حتى الذين حصلوا على شهادات دراسية منهم أيضًا أميين حتى الآن، وأنه ليس هناك رؤية واضحة وإستراتيجية تتبع هذه الرؤية ثم خطوات جادة لهذا الأمر.

وأشار الأستاذ التربوى إلى أن هناك عدة عوامل أدت إلى وجود الأمية في مصر وزيادتها منها "التسرب من التعليم، الفقر، البطالة، التكدس والأزمات الاقتصادية"، ولفت إلى أن التعليم نفسه لا يؤدى إلى الحصول على شهادة يستطيع الدارس أن يعمل بها بعد تخرجه وبالتالى ينتج عن كل هذا أزمة بطالة بعد التعليم.

وأوضح الأستاذ التربوى أن القائمين على مشروع محو الأمية لم يتقدموا خطوة واحدة منذ سنوات طويلة بل بالعكس الأمية تزداد توحشًا ونسبة الأمية تزداد في مصر عما سبق.
الجريدة الرسمية