رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. "عجوز" تمحي أميتها وتكتب شعرًا.. "الحاجة إنعام": "كنت أبكي عندما أقول شعرا وماعرفش أكتبه".. زوجي ساعدني في الخروج من ظلمات الأمية.. وعلى الكبار التعلم من أجل إصلاح البلاد

فيتو

"الصبر لو ينزرع في الجسد كنت أزرعه في صدري، ووصل له شريان وأخليه في العروق يجري، يريح القلب اللي تعب قبل الأوان بدري، ويروق الدم اللي انحرق وانحرق معاه صدري" بهذه الكلمات البليغة بدأت الحاجة أنعام عبدالهادى قصة حياتها التي بدأت بمحو أميتها وكتابتها الشعر والزجل.


وترى الحاجة إنعام أن الشعر والزجل مرآة تعكس واقع الإنسان وتعبر عنه، وبهذه الكلمات البسيطة فضلت أن تتحدث "إنعام" لـ"فيتو" وتروى حكايتها مع محو الأمية التي علمتها الصبر وتحمل الصعاب لتحقيق هدفها الأسمى وهو الإبصار على نور القراءة والكتابة.

وعن الصبر قالت أيضًا: "يا صانع الصبر دلنى على أنهاره أشرب هناك وأرتوي وأتوه في تياره، دلني قولي طريقه فين إن كان بعيد همشي على القدمين وإن كان قريب هشرب ولو بقين".

اقتربت "فيتو" من "إنعام وروت قصة كفاحها لمحو أميتها وبدأت بقولها: "أنا كنت أبكي لما أقول شعر ويبقى نفسى أكتبه ومش عارفة أو لما يبقى نفسى أقرأ القرآن ومش قادرة ومن هنا قررت إنى أتعلم".

وذكرت أن رحلة كفاحها بدأت منذ عام 1985 عندما سمعت للمرة الأولى عن وجود فصول لمحو الأمية في الوراق وتوجهت إليها وحصلت على شهادة محو أمية من مدرسة توفيق الحكيم ولم تنته القصة عند هذا بل كانت مدرسة توفيق الحكيم مجرد بداية لامرأة اختارت أن تتعلم حتى آخر لحظة في عمرها.

وتوجهت الحاجة "إنعام" إلى أكثر من مدرسة لكنها رفضت الحصول على شهادات محو الأمية لاقتناعها بأن التعليم ليس مجرد شهادة توضع على الجدران وأضافت: "ما اخدتش شهادات وقلت لنفسى هاخد شهادات على إيه وأنا أصلا لسه مش عارفة أقرأ كويس".

واستمرت في رحلتها تبحث عن أفضل مكان يمكن أن يساعدها على محو أميتها إلى أن وجدت ضالتها في صناع الحياة ودخلت فصل محو الأمية واستطاعت أن تثبت نفسها وتحصل على شهادة محو الأمية وشهادة تقدير إضافةً إلى نشر أشعارها على الإنترنت و"فيس بوك".

وعن تجربتها مع جمعية "صناع الحياة" قالت: "اللى بيعلمونا بيعلمونا بحب وصدق ومش عايزين فلوس ولا أي حاجة وكمان كرمونا وادونا شهادات تقدير، ودى حاجات مهمة قوى في محو الأمية".

وعن أكثر الصعوبات التي واجهتها في كفاحها لمحو الأمية قالت: "أكتر حاجة كانت صعبة عليا إنى أسمع عن مكان محو أمية بعيد ونفسى أروحه ومش قادرة كنت بزعل قوى"، مؤكدة أن زوجها كان يساعدها على الاستمرار في محو أميتها والتفوق فيها والحصول على أفضل الشهادات.

وتحدثت بحزن عن حال التعليم في مصر، وأكدت أن التعليم قديمًا كان أفضل لوجود اهتمام بالمدارس ولعدم وجود ظاهرة الدروس الخصوصية التي جعلت التعليم لمن يمتلك الأموال وقالت: "كله بقى ماشى بالدروس الخصوصية والمدارس ما بقاش فيها تعليم كويس".

وأوضحت أن حال التعليم يمكن أن يتقدم بالتعاون بين المدرسة والبيت في المقام الأول قائلةً: "للبيت دوره مهم في الأول قبل المدرسة.. يعنى زمان كانت الأم بيبقى معاها ابتدائية بس وتشجع ولادها على التعليم وتنصحهم لأنه كان فيه إيمان أن التعليم بيعمل قيمة.. لكن دلوقتى بقى العلم دفع فلوس الدروس وبس".

ووجهت إنعام نصيحة لكل من يعانون من الأمية قائلةً: " اتعلموا العلم.. نور ينور العقل ويخلى الواحد يفهم ويختار اللى يفيده ويفيد بلده.. اللى مش فاهم زى ما هتوجهيه هيمشى لو قلتى له الشيخ ده وحش يبقى وحش إنما لو اتعلم وفهم ومسك المصحف والأحاديث هيعرف الدين الصح فين، أما الجهل فهو سبب كل المصايب ومحدش خرب البلد غير الجهلاء مفيش واحد متعلم يختار طريق يضر بلده أبدًا".

وتمنت "إنعام" أن يتم نشر كل أشعارها على الإنترنت أو بأى وسيلة لتخليد اسمها في الدنيا وقالت: "الحاجة اللى نفسى فيها قوى أن شعرى كله ينزل على النت علشان يبقى ذكرى ليا في الدنيا لما أموت أي حد يقراه ويترحم عليا".
الجريدة الرسمية