ممثل الأنروا أمام وزراء الخارجية العرب: أطالب الدول العربية بـ ٤٧ مليون دولار لدعم غزة.. نهدف لفتح 252 مدرسة في أكثر من 130 بناية تربوية..وآلاف الفلسطينيين شعروا بأن العالم هجرهم وفشلوا في حمايتهم
طالب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالشرق الأدنى (الأنروا) بيير كرينبول الدول العربية بتقديم مساعدات عاجلة، للوكالة التي تحتاج إلى ما يقدر بـ ٤٧ مليون دولار، للأسابيع الأربع القادمة حتى يتسنى لوكالة غوث اللاجئين تقديم الدعم وإعادة البناء للمؤسسات في غزة.
وقال كرينبول في كلمته في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية إن الأنروا بحاجة كبيرة للدعم المالي، وذلك لمعالجة مسألة إعادة الإعمار.
وأضاف:" رسالتي الأساسية اليوم: من فضلكم لا تنتظروا لأسابيع قبل تقديم المساعدة".
وأضاف: "الوكالة ستكون قادرة –إذا ما توفرت لها الأموال اليوم- أن تسهل إنجاز الإصلاحات البسيطة مثل الأبواب والنوافذ للآلاف من المنازل المتضررة في غزة قبل حلول فصل الشتاء. فلو توفرت الأموال الآن سنكون قادرين على تقديم المساعدة النقدية للآلاف ممن فقدوا منازلهم ليتمكنوا من تأجير غرف مؤقتة ولآخرين لشراء أساسيات معيشية تمكنهم من الوقوف مجدداعلى أرجلهم."
وأكد على أن الأنروا ستكون قادرة على إنجاز هذه المهام فقط إذا توفرت لها الأموال، مشيرا إلى أنهم يعتمدون على المساهمات الطوعية.
ولفت مفوض الأنروا إلى أنه في أسبوع بداية من اليوم ستفتح مدارس غزة من جديد، وهو ما يعد إنجازا كبيرا أن يتم ذلك بمثل هذه السرعة بعد النزاع، مشيرا إلى أنهم يهدفون إلى فتح 252 مدرسة في أكثر من 130 بناية تربوية تستقبل ربع مليون طفل الكثير من بينهم يعانون من صدمات عميقة غير أنهم سيكونون مسرورين برؤية أصدقائهم مجددا بعد الحرب.
وأضاف:" أتمنى أن أكون قادرا على اصطحابكم جميعا هناك لتروا بأنفسكم الضحكات والدموع. وأنا متأكد أنكم ستتفقون معي أن لا شيء أكثر أهمية من تربية الجيل القادم وأن ليس هناك مكان فوق الأرض تصدق فيه هذه العبارة أكثر من غزة اليوم".
وأشار إلى أن آلاف الفلسطينيين في غزة شعروا بأن العالم هجرهم وفشلوا في حمايتهم، لافتا إلى زيارته لغزة ثلاث مرات خلال الحرب، زار فيها العائلات الذين فروا من منازلهم جراء العدوان حيث فر ٧٠٪ من أهالي القطاع من منازلهم جراء القصف.
ولفت إلى أن هناك ٣٠٠ ألف نازح تم إيواؤهم في مراكزها، حتى مدارس الأنروا استخدمت كملاذ للفارين، إلا أن الصدمة كانت بقصف إسرائيل للمدارس التي ضمت اللاجئين، وهو الأمر الذي دعا إلى وجوب وجود تحقيق حولها، مؤكدا: " في 7 مناسبات متفرقة استهدفت مدارس الأنروا التي كانت تستعمل كملاجئ بالقصف وغيره من الذخائر وقتل العشرات بمن فيهم الأطفال الذي كانوا نائمين إلى جنب آبائهم على أرضية الفصول المدرسية"، وقلنا إن ذلك كان إهانة لنا جميعا ومصدر عار عالمي، فلا شيء يبرر قصف إسرائيل لمباني الأمم المتحدة المستخدمة كملاجئ للمدنيين خاصة وأن جميع هذه المباني تم الإبلاغ بها بدقة لنضمن الحفاظ عليها، وقد نادينا بخضوع إسرائيل للمحاسبة واليوم نجدد هذا النداء من أجل التحقيق في هذه الحوادث الخطرة. أن هذا لا يمكن أن ينسى مع اتجاه الأنظار لمسائل أخرى بعد توقف القتال".
وأكد:"أن الفلسطينيين ليسوا أرقاما كما أكدت مرارا أثناء الحرب. إنهم رجال ونساء وأطفال لهم آمال وتطلعات مثل كل الناس في بقية أنحاء العالم. ولقد حان الوقت لتغيير صيغة الأمور في غزة والضفة الغربية. لقد حان الوقت لمعالجة الأسباب الكامنة للنزاع والاحتلال ولتوفير حرية الحركة والتجارة والعمل. وفي نفس الوقت أحثكم على تجديد دعمكم للأنروا حتى نتمكن من تمكين هؤلاء الأطفال من الحصول على عيش لائق والأساس لمستقبل كريم".