رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مغامرة صحفية داخل مافيا الفساد الحكومي .. شهادة الفحص الطبي للمتزوجين حديثًا بـ 200 .. "وسيط " بمستشفي حكومي يصطاد زبائنه في عز الضهر .. وتوزيع "السبوبة" امام الزبون لتضليله

فيتو

يخضع المقبلون على الزواج لإجراء فحص طبى، من أجل استصدار شهادة صحية لسلامة الزوجين، والتأكد من خلوهما من الأمراض، وتلافى انتقال أي عدوى وراثية للأبناء، وتعد شهادة الفحص الطبى شرطًا أساسيًا لإتمام عقد الزواج.


نظرا لأهمية شهادة الفحص الطبي في إتمام عقود الزواج تحولت إلى تجارة مربحة لمافيا من موظفى المستشفيات الحكومية، يستطيع الزوج الحصول على الشهادة دون إجراء الكشوفات الطبية اللازمة، مقابل مبلغ مالي.


ثمن الشهادة
"فيتو" من جانبها أجرت مغامرة صحفية في أحد المستشفيات الحكومية، خاض خلالها محرروها تجربة المتقدمين للزواج ويرغبون في الحصول على شهادة الفحص الطبى دون الخضوع لإجراءات أي فحوص فعليًا، وهو طلب وجدوه يسيرًا بشرط التضحية ببعض الأموال تتراوح بين الـ200 والـ300 جنيه و"الفصال مسموح" فقط ليحصلوا على ورقة مختومة وموقعة من إدارة الفحص الطبى بخلوهم من الأمراض ليعقد "المأذون" عقد القران.


أمن المستشفى "طرف الخيط"
بدأ الأمر بسؤال أحد أفراد أمن البوابة الرئيسية للمستشفى عن مكان استخراج الشهادة، فكان رده: "اتفضل يا باشا ثواني هناديلك "عم سعد" يخلصلك الموضوع، عــم سعــد حضر إلى الساحة الخارجية للمستشفى، رجل يبلغ من العمر نحو "55 سنة"، يعمل سائق تاكسي بعد الظهر، يجلس يوميًا أمام المستشفى من الصباح وحتى الثانية ظهرا ليستقبل الأزواج القادمين لاستخراج "شهادات الفحص الطبي لراغبي الزواج"، فور مصارحته برغبتنا في استخراج شهادات الفحص الطبى، أملى علينا شروطه، "200 جنيه" كشرط أساسي، يوزع المبلغ كالتالي، "160 جنيهًا" لاستخراج الشهادة، و"40 جنيهًا" لسائق السيارة التي تنقل الزوجين من أمام المستشفى إلى مركز صحة الأسرة، ويطلب من الزوجين إحضار صورة بطاقة وصورتين شخصيتين من كلا الزوجين كأوراق أساسية لاستخراج الشهادات، ثم يطالب "عم سعد" الزوجين بإرسال مبلغ مادي فوق الـ"200 جنيه" المتفق عليه من قبل لإتمام آخر مراحل استخراج الشهادات قائلًا: "مصر كلها بترش".


"كريــم..أبو آدم".. الذراع اليمنى لـ"عـم سعــد"
سائق السيارة “فيات”، حمراء اللون، يقوم بنقل الزوجين من أمام المستشفى إلى مركز الصحة، ويرفض "آدم" أن يرافقه الزوجان أثناء استخراج الشهادة حتى لا يطلعا على المبلغ الرسمي لاستخراجها والذي يقل بكثير عن المبلغ المدفوع لعم سعد، ويلعب "آدم" دور المرسال لـ"عم سعد" الذي يكمل إجراءات استخراج شهادة الفحص الطبي لراغبي الزواج حتى تقف على إمضاء الزوجين فقط "دون الكشف الطبي عليهما"، بإمضاء من الطبيبة المختصة باستخراج الشهادة، وتحت إمضاء اسم مدير المنشأة الصحية.


أبو إسلام "حصالة المافيا"
أبو إسلام أو حصالة المافيا، يجلس في غرفة تابعة للمستشفى الذي يعمل به موظفًا، ولا يسلم أبو إسلام الشهادتين الخاصتين بالزوج والزوجة من المرة الأولى بل يحتفظ بنسخة منهما في خزانته، حتى يضمن دفع المبلغ المطلوب كاملًا من قبل الزوجين، ليعود الزوج مرة أخرى ويدفع "20 جنيهًا لأبو إسلام" صاغرًا.


وتنتهى الإجراءات بتذييل الشهادتين بختم صحة الأسرة، ليتسلم الزوجان الشهادات بعد تعرضهما لعملية استغلال بدأت من فرد الأمن الذي يرسل الراغبين فى استخراج الشهادة إلى "عم سعد"، ثم سائق التاكسي المقيم أمام المستشفى، ثم إلى كريم المشهور بـ"أبو آدم" سائق السيارة التي تنقل الزوجين إلى مركز الصحة لإكمال إجراءات استخراج الشهادة دون الكشف عليهما، انتهاءً بأبو إسلام حصالة مافيا شهادات الفحص الطبى.
الجريدة الرسمية