رئيس التحرير
عصام كامل

كمال مغيث: التعليم خط الدفاع الأول

كمال مغيث
كمال مغيث

يعد التعليم عنصرًا مهمًا في الأمن القومى للدول، ويعتبر ركنا أساسيا في ملف الأمن القومى لأى دولة، كما يمثل خط الدفاع الأول في قضية المواطنة والانتماء، بعد أن أخذ مفهوم الأمن القومى بعدًا مغايرًا على الصعيد الدولى ليكون في مقدمته التعليم، باعتبار الأخير قضية أمن قومي.

لذا يأتى على رأس التحديات التي تواجه أي دولة كيفية إعداد جيل جديد يتمتع بثقافة وفكر يستطيع من خلاله أن يقود المجتمع ومسيرة الوطن إلى التعامل مع التكنولوجيا والمعطيات العالمية الجديدة ومواجهة الانفتاح التكنولوجي، حيث يقع العبء الأكبر لهذه المهمة على عاتق التعليم.
هكذا تحدث الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى بمجال التعليم، لـ «فيتو» مؤكدا أن مصدر الثروة في الدولة المصرية في هذا العصر هو التعليم والعلم، لأنهما المصدر الوحيد للقوة في أي دولة.

> ما هي أهم التحديات التي تواجه التعليم في مصر؟
المعلمون أنفسهم، فهم في حالة نفسية يرثى لها، لأن طبيعة وظيفتهم مختلفة، فمطلوب منهم أن يكونوا بكفاءة عالية ومظهر لائق ومناسب وبحالة نفسية جيدة، كذلك يتعاملون مع مادة ديناميكية فيجب أن يكون لديهم استعداد نفسى مختلف، الأمر الذي يلزمه تقدير مادى جيد وهو ما لم يجده المعلم في مصر.
لذا الأمور بهذا الشكل لن تستقيم، إلا إذا لجأ المدرس إلى القيام بأعمال أخرى لتوفير الحياة الكريمة التي لا توفرها له الوزارة.

> وما هي التحديات الأخري؟
التحدى الثانى الذي يواجه التعليم يكمن في غياب فلسفة التعليم وأهدافه، فالتعليم لدينا ليس له فلسفة ولا هدف، لذا غرقنا في متاهة القضايا الفنية من نوعية هل ندخل الكمبيوتر المدارس أم لا وغيرها من هذه القضايا، وأضعنا الهدف الأساسى من التعليم.
ويكمن التحدى الثالث في نسق التعليم، فالمقصود بنسق التعليم الطريقة المتبعة في حصول الطالب على المعلومة فلدينا نسق التعليم ما زال يقف عند «احفظ –تذكر – تعلم» أما نسق العصر الحديث فمختلف كليا حيث يعتمد على «لاحظ – فكر – عبر».

> كيف يمكننا مواجهة التحديات التي تواجه التعليم كقضية أمن قومي؟
أولًا يجب توفير الإرادة السياسية السليمة، فعلى رئيس الجمهورية أن يعلم جيدًا أن هذا النظام غير مناسب لمصر ولا للتحديات الخارجية التي تواجهه ولا حتى التحديات الداخلية، ويجب توفير ميزانية للتعليم أهم من ميزانية التسليح والصحة ورغيف الخبز، لأنه ببساطة شديدة جدا التعليم يستطيع الإتيان بكل ما سبق، فالاهتمام بالعقول هو ما يستطيع أن يدفع الدولة إلى الأمام، لأن العقول ترسم السياسات للدولة وتدفع مسيرتها إلى الأمام.

هل هذا يكفى
بالطبع لا، حيث يجب تشكيل مجلس وطنى مستقل عن وزارة التربية والتعليم تماما، تكون مهمته وضع روشتة لإصلاح التعليم، وأن تكون هناك هيئة للامتحانات مستقلة تماما عن الوزارة، يقتصر دورها على امتحان الطلبة لتحديد مستواهم وتوجيهاتهم، والابتعاد عن المركزية الصارمة التي أدت لانهيار العملية التعليمية.
فتدهور المكانة المادية والمهنية والنسق التعليمى المتخلف بالإضافة إلى المقررات التي تتم في ظروف وشروط غير معلنة، والامتحانات التي لا تتناسب مع كيفية تفكير الطالب، كل هذا أدى إلى تدهور العملية التعليمية، فالمناهج وطرق التدريس يجب أن تتغير ويجب أن يراعى واضعو المناهج الجديدة دفع الطالب إلى التفكير لا إلى الحفظ.
كما يجب علينا أن نحرص على تدعيم عدد من القيم التي تدعم الأمن القومى مثل المواطنة، وترسيخ مبادئ المهنية في الأجيال القادمة، فيجب أن يكون له مهنة وأن يكون حريصا على أدائها على أكمل وجه.
الجريدة الرسمية