رئيس التحرير
عصام كامل

«الإجازة الزوجية بدون الأبناء ما بين التجديد والأنانية».. سماح: شعوري بالذنب يمنعني.. إيناس: أعيش لخدمتهم فلا مانع من إجازة قصيرة.. ومستشارة علاقات أسرية: لابد من الحصول عليها دون إشعار الأب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ينصح الخبراء والأطباء النفسيون، كل زوجين بضرورة الحصول على إجازة من آن لآخر، لتجديد الحياة والتخلص من روتينها، ولكن مع وجود الأبناء لا يشعر كثير من الأزواج بالتجديد، خاصة الأمهات لأنها لا تستطيع الاستمتاع بالإجازة لاستمرار خدمتها لكل أفراد أسرتها خلال الإجازة.


ويحاول بعض الأزواج الاستمتاع مع بعضهم البعض، وتجديد حياتهم الزوجية، بإرسال أبنائهما لبيت الأجداد، ما يجعلهما قادرين على القضاء على ملل الحياة الزوجية والعودة لأبنائهم بروح جديدة وطاقة إيجابية تعينهم على مصاعب الحياة، ولكن يرى بعض الأزواج وخاصة الأمهات في ذلك نوعا من الأنانية للسفر والاستمتاع دون الأبناء.

"فيتو" حاولت رصد آراء الأزواج حول الحصول على إجازة زوجية والاستمتاع بها بعيدا عن الأبناء.

"لا أملك الشجاعة"
في البداية، قالت "سماح"، ربة منزل: "أتمنى أن أستطيع بالفعل الحصول على إجازة والسفر مع زوجي لنجدد أيام شهر العسل، والتخلص من متاعب ومصاعب الحياة، والتوقف عن الدوران في ساقية الأعمال المنزلية التي لا تتوقف، لكنني لا أملك الشجاعة لذلك، وكثيرا ما حاول زوجي إقناعي بترك أبنائنا عند والدتي لكني دائما أشعر بالذنب ولا أجد متعة بعيدا عنهم".

أما إيناس، موظفة، فأشارت إلى أنها بالفعل تركت أبناءها عند والدتها لمدة ثلاثة أيام سافرت خلالها مع زوجها لأحد المصايف، مؤكدة أنها استمتعت بهذه الأيام وعادت منها وكلها أمل وحيوية وتفاؤل.

وعن كون هذا التصرف يتسم بالأنانية، قالت إيناس: "لا أجد في ذلك أنانية، لأنني منذ أن رزقني الله بأبنائي وأنا أعيش لخدمتهم وإسعادهم، وكل خروجاتنا فقط لإمتاعهم فنذهب للأماكن التي يفضلونها هم، حتى إن كنا لا نفضلها، فنحن لم نقصر معهم على الإطلاق".

"ليست أنانية"
من جانبه، أكد "علاء"، مهندس: "كثيرا ما أحاول إقناع زوجتي بترك أبنائنا حتى ليومين فقط، عند والدتها أو والدتي لتجديد حياتنا الزوجية والعودة مفعمين بالحيوية والطاقة الإيجابية، وللتخلص من آثار هموم ومتاعب الحياة، لكنها ترفض تماما وتجد في هذا التصرف الكثير من الأنانية، فطالما أننا أصبحنا آباء لابد أن تقترن سعادتنا بوجودنا بجوار أبنائنا، ولكني أجد أن استمتاع الأبناء يختلف عن طرق استمتاعنا كزوجين، فالأماكن التي يفضلها أبناؤنا للسفر أو حتى للنزهة لا ترضينا، والعكس صحيح، فما المانع بأن يستمتع كل منا على طريقته، خاصة أن أبناءنا عندما يصبحون شبابا سينفصلون تماما عنا، وسيسافرون بمفردهم، ويستمتعون مع أصدقائهم، ولن يجدوا في ذلك أي أنانية، ولا نحن أيضا سنفسر هذا على أنه أنانية منهم".

وتشاركه الرأي "جيهان"، ربة منزل، قائلة: "حاولت أن أقنع زوجي بقضاء يوم بليلة دون أبنائنا احتفالا بعيد زواجنا، على أن نتركهم عند والدتي، لكنه رفض بشدة واعتبر هذا منتهى الأنانية أن نترك أبناءنا للاستمتاع وحدنا، على الرغم من أننا دائما نذهب بهم لكل أماكن التنزه من ملاهي ومولات ومصايف، ونتركهم يختارون الأماكن التي يفضلونها".

من جانبها، أشارت الدكتورة عبلة إبراهيم، مستشار العلاقات الأسرية، إلى أن مصاعب الحياة وهمومها وتفاصيلها اليومية تصيب الزوجين بالملل والضيق، الأمر الذي يؤثر على علاقتهما معا، وإن لم يستطيعا القضاء على هذا الملل قد يهدد ذلك حياتهما بالانهيار، أو على الأقل بالانفصال العاطفي، لذلك يحتاج الزوجان من آن لآخر للتغيير والحصول على إجازة من العمل.

"وجود الأبناء يؤثر على الاستمتاع"
وأضافت: أن وجود الأبناء يؤثر على استجمام الزوجين بشكل كلي، لأنهم مهما كان المكان الذي سيذهبون إليه، سيظل الزوج مسئولا عن متعة الأبناء وتوفير الراحة وقضاء طلباتهم، والأم ستكون مسئولة عن خدمتهم والاعتناء بهم، وهذا ما يجعل بعض الأزواج يفكرون في إجازة زوجية حتى من الأبناء لتجديد أيام شهر العسل.

وأكدت الدكتورة عبلة، أن الحصول على مثل هذه الإجازة لا يمثل أي نوع من أنواع الأنانية، لأن الأناني هو من يفكر في متعته الشخصية فقط، لكن عندما أعيش عمري كله لإسعاد أبنائي وخدمتهم، ولكن من وقت لآخر أذهب لمكان أفضله وحدي مع زوجي، ومن المؤكد أن هذا المكان لن يفضله الأبناء فلا يعتبر هذا أنانية، إلى جانب أن هؤلاء الأبناء عندما يصلون إلى سن المراهقة سيفضلون الخروج والتنزه والسفر مع أصدقائهم، وسيرفضون الذهاب مع والديهم لأي مكان.

وطالبت الدكتورة عبلة، كل زوجين بضرورة الحصول على هذه الإجازة، ولكن بعد أن يحصل أبناؤهما على إجازتهم الخاصة، حتى لا يشعرون بالظلم.
الجريدة الرسمية