خطيب الجمعة ببورسعيد: اختزال «التحرش» في لبس المرأة جهل
قال الشيخ عبد الحليم محمد عبد الحليم، إمام مسجد "ذو الجلال والإكرام" بحى المناخ، بمحافظة بورسعيد، خلال خطبة الجمعة اليوم أن الإسلام دين عقيدة وشريعة، وكلامه مرتبط بمنظومة الأخلاق الحميدة، وبدون الأخلاق لا يوجد إيمان حقيقي، فالنبي (صلي الله عليه وسلم) حدد الغاية من بعثته قائلا: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقال: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، والشعائر الدينية لا تنفك عنها الأخلاق بحال، والنبي أخبرنا أن الذي لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
وأكد عبدالحليم، أن التحرش هو كل قول أو فعل يحمل دلالات جنسية تجاه شخص آخر يتأذي منه ولا يرغب فيه، وقد طفت هذه الظاهرة السلبية على السطح في مجتمعاتنا المنسوبة إلى التدين، دون أن نري انتشار هذه الظاهرة العدوانية في المجتمعات التي نسميها مجتمعات كافرة، وما هذا إلا لأن مجتمعاتنا العربية مصابة بالكبت والحرمان والتلصص على الغير، وكل هذا تحت مسمي "مجتمع متدين بطبعه"، ثقافتنا الدينية المزيفة ذكورية قولا واحدا، فبينما القرآن الكريم يكفل للمرأة حرية التعبير عن الرأي وحق العمل والمساواة مع الرجل، نجد الثقافة الموروثة تحط من قدرها وتزدريها، فكاشفة الشعر تنعت "بالعهر"، والخارجة بدون رفقة رجل تُعرف بـ"المتهورة".
وبعد كل هذا الازدراء يختزلون أسباب التحرش العدواني في ملابس المرأة، وبكل جهل وعوار يجعلون المجني عليه جانيا !!، وما هذه إلا ثقافة بالية رجعية، كمن يبرر للص سرقته بحجة أن المسروق منه لم يخف ماله ولم يستتر به بعيدا.
ويضيف الشيخ، إن أسباب التحرش تتلخص في غياب منظومة القيم الدينية والاجتماعية، هذه القيم التي غابت عن الأعمال الدرامية والسينمائية، والتي تحولت في السنوات الأخيرة إلى أعمال عهر ودعارة، ويجب مقاومة المتحرش بالقانون الرادع لسلوكه العدواني، كذلك يجب مقاومته بالفكر الديني المستنير، وعلي وسائل الإعلام أن تتكاتف مع منظمات المجتمع المدني للوقوف يدا واحدة ضد هذه الظاهرة العدوانية.