رئيس التحرير
عصام كامل

المصالحة تجارة بالوطن


غمض عينيك وسر معي على بركة الداعين إلى المصالحة مع الإخوان.. تصالحنا.. خرجت القيادات من السجون.. عاد الهدوء إلى الشارع.. اعترف مرشد الإخوان بإنتاج ثورة ٣٠ يونيو.. حمل الشاطر لافتة نحمل الخير لكل المصريين وقال البلتاجى إنه مجرد فشار وإنه لا سلطة له على التيارات الإرهابية في سيناء وقال محمد محسوب إنه يرفض الإرهاب وطلب التجنيد في جيش مصر من أجل الزود عنها في مواجهة التطرف.


‎عاد حزبهم إلى الحياة وأصدروا صحيفتهم ولعنوا سنفيل أبو قطر ومن يعرفها، وباعوا تركيا وأردوغانها وتنصلوا من كل فعل معيب فعلوه وبدءوا في إصدار كتبهم وراجعوا أنفسهم وقالوا إن "الله غايتنا والقرآن دستورنا والرسول زعيمنا" وبدءوا في التسلل مرة أخرى إلى بيوتنا وبعثروا الأموال التي جمعوها في عامهم الأسود على الشباب ونفذوا إلى الجامعات والنقابات والمدارس والمساجد.

‎سننسى لهم دماء سالت في رابعة كانوا وراء تفخيخها وسننسى لهم قنابل المولوتوف التي زرعوها في الشوارع وسينسى جيشنا أبناءه وأبناءنا المذبوحين في رمضان وشعبان وشوال وسننسى حرق أبراج الضغط العالى وسننسى كتائب حلوان وسننسى المقتولين في الشوارع وسننسى الصبية الذين ألقوهم من فوق عمارات الإسكندرية وسننسى سيناء التي كانوا يخططون لتوزيعها هدايا وسننسى حلايب وشلاتين التي تنازلوا عنها بجرة قلم.

‎سنتجاهل ما قاله البلتاجى وسنتغافل عما ذكره الشاطر وسوف ننسف من ذاكرتنا قوائم الاعتقالات وحرق أقسام الشرطة وأحياء المحافظات ولن نترك لذاكرتنا فرصة لأن تنغص علينا باجترار ما فعلوه ضد بلادهم في المحافل الدولية واستقوائهم بالخارج ولن نكون من أصحاب الدعوة إلى حقد ماضوي قاس بأن تذكر لهم مافعلوه في الجامعات وسوف يسامح شيخ الأزهر ويصفح عما فعلوه به وهو الرمز والقامة.

‎سيدعو البابا تواضروس إلى مسامحة "الإخوة الإخوان" فالمسيحى الحقيقي هو من تحرق كنيسته فيقدم للحارق بيته وسوف يتسامح الشيعة فيما فعلوه بشيخهم بزاوية أبو مسلم وسوف ينسى أبناء اللواء فراج أن أباهم ذبح ومثل بجثته حيا وميتا.. سوف ننسى كل هذه الصور وسنتجاهلها لأننا نبنى وطنا يسع الجميع بما فيهم الخائن والعميل والإرهابى والقاتل والمتطرف.. وطن لايقصي أحدًا حتى لو كان جزءًا من مخطط إسقاط الدولة.. وطن لا يهمش القتلة والمروعين والإرهابيين وطن يضم بين حدوده المتعاون مع واشنطن والصديق لإسرائيل والحليف لأردوغان والعميل لآل حمد بقطرائيل.

‎من أجل وطن يسع الجميع تسامحوا في حق الوطن.. تاجروا به تحت شعارات المصالحة الوطنية.. اعرضوه في سوق النخاسة تحت عنوان الوحدة الوطنية والبناء المجتمعي المتماسك.. افعلوا ماتريدون ولكن اعلموا أن شعبًا يتسامح مع عميل وخائن وإرهابى لن يكون وطنًا بل سيكون فخا يلتهم كل من يعلى قيمة المواطنة ويرفع من قدر الوطن!!
الجريدة الرسمية