بلد "بتاعة" شهادات.. استثمار
أمس الخميس، آخر الأسبوع والناس لا تزال في شمال البلاد وسواحلها تختتم الصيف في المصايف.. اليوم يوم متاعب بدأت صباحا بانقطاع الكهرباء والمياه لأسباب غامضة زادت من التكهنات والاحتمالات بما رفع من سقف الخوف على البلد وما قد تتعرض له بل ورفع أيضا مستوى الغضب من الأداء الحكومي ومن وزير الكهرباء تحديدًا وبشكل يمكنه أن يحبط أي حماس وطني..
اليوم يوم عطلة رسمية في قطاع كبير من المصالح الحكومية، وكثيرون من المصريين يؤجلون الأعمال التي من الممكن تأجيلها لإنجازها في يوم العمل، ليؤدوها في يوم خروج واحد.. واليوم يوم الخميس وكثيرون لديهم مناسبات في المساء يتفرغون لها ويستعدون للقيام بها..ومع ذلك..بل ورغم كل ذلك..يزحف المصريون إلى بنوكهم الوطنية الأربعة وتحقق ودائعهم رقمًا أسطوريا.. 6 مليارات جنيه في يوم يتسم بالأوصاف السابق ذكرها ! وفي بنوك وطنية محددة سلفًا ليس بالضرورة أن توجد أفرعها في كل مدن وأحياء البلاد وأيضا في زمن ممتد لأسبوعين يمكنهم اللحاق به !
المصريون في ملحمة جديدة يسطرون تاريخًا جديدا.. ويكتبون عهدا مختلفا يقررون فيه رفع مخلفات أربعين عاما من الفوضى والسير إلى الخلف..المصريون يلتحمون برئيسهم ويلتفون حوله ويتجاوزون عن أخطاء حكومته ويعفون عن هفوات هنا وعبث هناك..ويلتمسون العذر عن أخطاء هنا وعن خطايا هناك..يدركون حجم ما فاتهم..ويقدرون قدر ما ينتظرهم..يبعثون الأمل من جديد في شعب رأى سجلات وفاته بعينيه وانتظر أختامها..
لكن..البلد الوحيد في العالم الذي تجلى على أراضيه رب العالم والذي تعهد الإله العظيم بحفظه.. تنفخ فيه العناية الإلهية من روحها وتعيده إلى حيث ينبغي أن يكون.. وتقدر له دورًا في توحيد أمته وإسقاط مؤامرة كبرى وإسقاط - بعون الله - قوى عظمى تجبرت وأجرمت وتفقد صوابها واتزانها الآن وسيبهرها المصريون بعون الله بما سيفقدها شرفها ذاته.. !
إلى الأمام يا شعب عظيم !