رئيس التحرير
عصام كامل

آثار مصر آيلة للسقوط.. "هرم سقارة" مهدد بالانهيار لهبوط الأرض.. و"تمثال أبوالهول" تحاصره مياه الصرف الصحي.. و"القاهرة الفاطمية" مهددة بالزوال.. و"آثار الأقاليم" تعاني الإهمال وتجاهل المسئولين

هرم سقارة
هرم سقارة


رغم وجود أكثر من ثلت آثار العالم فى مصر، إلا أن ما يحدث فى القاهرة الفاطمية والمحافظات من تعديات على المساجد الأثرية والآثار لا يمكن التغاضى عنه، حيث طالعنا صباح أمس الخميس، موقع أمريكي متخصص في الآثار، أن هرم سقارة قد يتعرض للانهيار، أثناء أعمال الترميم التي تجريها إحدى شركات الصيانة، وهذا يدق ناقوس الخطر حول ما تتعرض له الآثار، وأكد الموقع أيضًا أن أبو الهول تهاجمه مياه الصرف الصحى، كما تعانى آثار الأقاليم من تجاهل الحكومات المتعاقبة.


هرم سقارة
حذرت منظمة اليونسكو في تقرير لها من الإهمال الذي يعانيه هرم سقارة، والذى يعود تاريخ بنائه إلى 4600 عام قبل الميلاد، مؤكدة أنه مهدد بالهبوط الأرضي في أي لحظة؛ بسبب أعمال الصيانة التي تجرى بالمنطقة المحيطة بالهرم، في الوقت الذي حذر فيه تقرير أمريكي أعده متخصصون في الآثار من خطورة كبيرة تواجه هرم "سقارة" نتيجة إهمال الشركة المكلفة بترميمه في عملية الترميم.
يأتي ذلك، في الوقت الذي نفى فيه كمال وحيد، مدير عام منطقة آثار الجيزة، ما تردد بشأن انهيار هرم سقارة المدرج أثناء عملية الترميم، مشيرا إلى أنه فى حالة سقوط هرم سقارة لن يبقى الرئيس الأمريكي أوباما في منصبه، موضحا أن الهرم مسجل لدى منظمة اليونسكو، والعالم كله يهتم به وليس مسئولية وزارة الآثار المصرية فقط، وهناك عملية ترميم تتم للهرم حاليًا، وفقا لما أعلنته وزارة الآثار مؤخرا بمعرفة شركة الشوربجي للمقاولات.

أبو الهول
ومن المتوقع أن يتعرض تمثال أبو الهول، للانهيار حال استمرار وجود مياه الصرف الصحى، التى تضخ بشكل يومى أمام التمثال بمنطقة الأهرامات.

وكشف ائتلاف العاملين بوزارة الآثار، أن المنطقة تعانى من تراكم مياه الصرف الصحى، دون تحرك من مسئولى المنطقة الأثرية، رغم أن المنطقة بها أكبر إدارة هندسية تابعة لوزارة الآثار وبها جميع المعدات اللازمة والعمال والمهندسين.

وأوضح أن كل ما تحتاجه المنطقة فقط هو شراء "مواسير جديدة"، مؤكدا أن منطقة الهرم تعتبر من أهم المناطق الأثرية فى العالم ومن غير المعقول أن تتعرض لهذه المهازل.

هرم خوفو
ولم يختلف الأمر كثيرًا عن متحف مركب خوفو وهرم خوفو، حيث تتراكم حولهما "بركة" المياه، بعد تهالك الماسورة الرئيسية للصرف الصحي، كما أن أخشاب المركب تعرضت بالفعل إلى التهالك والتلف.

وأضاف الائتلاف: "إن المتحف تخرج منه ماسورة مجارٍ خاصة بدورات المياه، عبر مواسير حديدية تم تركيبها في بداية الثمانينيات، وكانت تمر فوق سطح الأرض حتى تتم مراقبتها، لضمان عدم تسرب المياه منها، ثم تم ردمها تحت مستوى سطح الأرض لتجميل المنطقة، وكانت النتيجة أن المواسير صدأت وتسربت منها مياه المجاري إلى أسفل مصاطب الجبانة الجنوبية لهرم خوفو، وإلى مركب خوفو، وتعفنت أخشابها وتحللت، وعندما قاموا بإخراجها لم يجدوا من بقايا أخشابها إلا الهالك منها فقط.

القاهرة الفاطمية فى طريقها للزوال
وبمجرد أن تطأ قدماك فى القاهرة الفاطمية، تشعر بالحزن على عبق التاريخ الذى يسارع للزوال، فى ظل تجاهل الحكومات المتتالية، حيث ترى مسجد فاطمة الزهراء الذى تساقط أجزاء منه أثناء زلزال 1992، وأصدرت حينها هيئة الآثار موافقة على ترميمه إلا أن تلك الأعمال لم تبدأ حتى الآن، وتجد أبنية المدينة العريقة تقترب من الانهيار، كما انتشر بالمنطقة بعض المحلات وورش تصنيع الأدوات المنزلية والألومنيوم والمنتجات الخشبية والخيام والجلود وأسرجة الخيول والجلود والمداخن، وغيرها تلاصق تمامًا الجامع الأثرى حتى كادت تغطى جميع جوانبه.
كما اقترب الوردانى الأثري المتواجد بشارع التبانة بمنطقة الدرب الأحمر للسقوط، وهو يعد ثانى جامع تم بناؤه بعد جامع الأزهر الشريف، ويبلغ عمره ما يقرب من 900 عام، حيث أصبح مرتعًا للحشرات والحيونات، إضافة إلى أبناء الشوارع وعربات الباعة الجائلين، وتستمر الحكومة فى تجاهل هذا الجامع الأثرى، الذى جنى عليه اللصوص بعدما اقتحموه وسرقوا تاريخه ومحتوياته من الصدف والمشغولات النفيسة.
أما جامع "الغوري" بشارع الغورية، فأصح مثل المقابر، بعد أن أصبح منخفضًا عن مستوى الشوارع، إضافة إلى استغلال الباعة المكان لفرش البضائع على جدران الجامع الأثري.

الين آق الحسامى
واقترب قصر "الين آق الحسامى" الكائن بمنطقة الدرب الأحمر، ويحمل رقم "249 "، من السقوط، حيث ظهر التآكل على جدرانه التى بدأت تتهاوى تدريجيًا، دون أن يجد اهتمامًا من قبل وزير الآثار أو مسئولى المنطقة.
وهذا القصر يعود تاريخ إنشائه إلى دولة المماليك، كما أنه ليس الأثر الوحيد الذى يعانى من الإهمال، خاصة بمنطقتى الدرب الأحمر والجمالية.

قلعة قايتباى
وتتعرض قلعة قايتباى المتواجدة في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية لكارثة حقيقية، بعد امتلاء كهوف أسفل الصخرة الأم، التي تقوم عليها القلعة بالمياه، ما يهدد سلامة القلعة، كما أن آثارًا للرطوبة والمياه ظهرت على جدران الغرفة المعروفة بـ"صهريج المياه"، والتي كانت تستخدم لتخزين المياه للجنود .
وفى الجهة الشرقية، التي لا يوجد بها حواجز مائية، وصلت مياه الأمواج إلى داخل أسوار القلعة؛ ما يهددها بالسقوط .


فيلا "جوستاف أجيون"

أما فيلا "جوستاف أجيون" الواقعة بمنطقة "وابور المياه" بالإسكندرية ، فيقوم أهالى المنطقة بمحاولة هدمها، فى محاولة لوضع الأيدى عليها، واستغلال مكانها فى بناء مبنى جديد .
ويزيد عمر الفيلا عن 90 عامًا، حيث صممها المعماري الفرنسي أوجوست بيريه، وقام بتشييدها في عام 1922، وهو أحد أهم وأشهر معماريي العالم، ورائد استخدام الخرسانة المسلحة في إنشاء المباني .

دار ابن لقمان
ولم يختلف الوضع كثيراً فى الدقهلية، حيث تعيش "دار ابن لقمان" التى يزيد عمرها عن 1000 عام مهددة بالانهيار، وشهدت هذه الدار على حبس لويس التاسع ملك فرنسا عام 1250، حيث أصبحت قريبة جدًا من الانهيار رغم ترميمها منذ أربع سنوات.

معبد إسنا
ويعتبر معبد إسنا، أحد أهم المعابد الأثرية فى مركز إسنا بالأقصر، ورغم عراقة المنطقة ووجودها حول معبد أثرى وسوق سياحية إلا أن مبانيها آيلة للسقوط، ولا يوجد بها أى نوع من الخدمات، ما دفع سكانها إلى هجرها.

ويعود تاريخ المعبد، للعصر الرومانى، حيث يتواجد به 24 عمودًا يحمل كل عمود تاج مختلف عن الآخر، ولا يقتصر الاعتداء على المعبد على من يعيشون فوقه، بل يشمل أيضا تعديات من قبل الطيور التى بنت أعشاشًا لها بأعمدته، وشوهت نقوشه بمخلفاتها.

وهناك العديد من المناطق الأثرية بمختلف محافظات مصر تعانى الإهمال وتجاهل المسئولين.



الجريدة الرسمية